في مثل هذا الصباح قبل عامين استيقظ أبناء مدينة خانيونس فجراً، على أصوات التكبير في المساجد لنعي ثلة من الشهداء الأفذاذ الذين قارعوا العدو على مدار سنوات عدة، لكن فجر هذا اليوم كان نبأ استشهاد القائد : خالد أبو بكرة، والشهيد القائد: محمد داوود، والشهيد المجاهد: محمد القصاص، والذين قضوا بعد قيامهم بالاشتباك مع وحدات الهندسة الإسرائيلية التي تسللت شرق القرارة، لتدمير نفق العين الثالثة الشهير، وما أن تسللت الوحدة لعدة أمتار خارج الخط الفاصل، حتى باغتهم الشهداء الأبطال ، بتفجير العبوات البرميلة تحتهم والاشتباك معهم، حتى قام الطيران الاسرائيلي باستهداف الشهداء الأبطال، وارتقوا في باطن الأرض شهداء، وقام الطيران أيضاً باستهداف نقطة للمرابطين أدت لاستشهاد القسامي: ربيع بركة.
واستطاعت الطواقم الطبية انتشال أحد الشهداء، وهو خالد أبو بكرة، ولم تستطع الطواقم على مدار ثلاثة أيام من العثور على الشهيدين الآخرين داوود والقصاص، والذي يعتقد أنه لم يبق منها شيء بسبب شدة المواد المتفجرة التي استعملها الاحتلال لتفجير النفق.
وتعقيباً على العملية، قال أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام : " أول العدو ليلة أمس ترميم جزء من هيبته الضائعة وتسجيل إنجاز استعراضي شرق خانيونس، فتوغل تحت جنح الظلام لمسافة 250 متراً، بثمان جرافات، وثلاث دبابات، وحفارات ضخمة، ولم يضع في حسبانه بأن مجاهدي القسام جاهزون للتصدي لهذا العدوان، فوقع جنود الاحتلال في كمين محكم أعدّته لهم كتائب القسام، فأوقعت فيهم خسائر محققة، اعترف العدو بقسوتها. وكانت ثلة من نخبة أبطال القسام على موعد مع الشهادة، بعد أن قاتلوا بشكل فريد، من مسافة صفر، وقاموا بعمل بطولي محكم ضد جنود العدو وآلياته " .
تحليل للعملية
حيث أكد، د. هشام مغاري المحلل الأمني أن عملية خانيونس القسامية حملت رسائل ودروساً، تعكس إصراراً على مواصلة المقاومة وتؤكد أن اكتشاف نفق "القسام" شرق خانيونس لم يضعف من قدرات المقاومة. وأضاف المغاري في تحليل له حول عملية خانيونس الأخيرة أن المقاومة أثبتت أنها تمتلك أنفاقاً أخرى، بعد أن أوردت وسائل إعلام عبرية، أن المقاومين استخدموا نفقاً يبعد 1.5 كم عن النفق الذي تم كشفه. وقال :" أثبتت المقاومة والمرابطين أنهم على جهوزية كاملة، وأن لديهم القدرة على مواجهة أنشطة الاحتلال المعلنة والسرية، فزادت من حالة الرعب للمغتصبين والجنود الذين يتواجدون قريباً من حدود قطاع غزة، بعد أن طلبت منهم القيادة العسكرية الاختباء في الملاجئ هروباً من نيران المقاومة". وتابع قائلاً :" أشارت بعض المصادر الإعلامية أن المقاومين حاولوا أسر جندي إسرائيلي، ما يثبت إصرار المقاومة على أسر جنود، بغرض مبادلتهم بأسرى فلسطينيين، مضيفاً أن العملية جاءت رداً عملياً على ألسنة السوء العربية والفلسطينية التي تتساوق مع الاحتلال، وتمارس حملة تشويه منظمة ضد حركة حماس وتتهمها بالتخلي عن المقاومة.
تفجير النفق وشهادات الجنود
وحول عملية تفجير الجيش للنفق من الجانب الفلسطيني والتي وقع فيها الجيش في فخ للمقاومة قال أحد الجنود المشاركين في العملية" كستنباوم " :" كنت هناك مشاركاً في العملية حيث هدفنا لشحن النفق بالمتفجرات وتفجيره وقد أدخلنا حفارين للمنطقة وبدأنا بالحفر لكن أحد الحفارين اصطدم بمتفجرات كانت في الأسفل ما أدى للانفجار، وقد كنت بعيداً عن مكان الانفجار مسافة خمسة أقدام فقط، وقد فقدت السمع في أذني اليسر".
والجدير ذكره أن الاحتلال في حينه أعلن عن إصابة ستة جنود وُصفت جراح واحد منهم بالحرجة بعد تفجير استهدفهم شرق خان يونس.
رداً على تكتم الاحتلال
ونشرت كتائب القسام شريط فيديو لبعض مخلفات الجنود الذين أصيبوا في كمين "بوابة المجهول" الذي نفذته الخميس الماضي شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.
وتظهر الصور عدداً من المخلفات التابعة لجنود الاحتلال، وهي: خوذة عسكرية، وقطعة من بنطال جندي، ورتبتين مختلفتين، وحزام بندقية، وساعة يد، إضافة إلى "تي شيرت" ممزق وعليه بقع من الدماء.
وأشارت إلى أن هذه الصور تأتي لتؤكد من جديد على روايتها حول تفاصيل العملية، والتي تحدثت عن وقوع جنود الاحتلال في الكمين المحكم الذي أعدته لهم، وكذلك وقوع خسائر بشرية في صفوف القوات التي وقعت في الكمين.