المنتظر من جامعة الدول العربية أن تكون جامعة فعلاً، أن تحمل اسمها حقاً، فهي الجامعة التي يلتقي العرب في بيتها، وتحت سقفها، بعد ما تصدعت الجدران في السنوات الأخيرة، وتحولت إلى بيت يخشى الكثيرون أن يصير آيلاً إلى السقوط، إن لم يتم تدارك الموقف من أهل البيت، وهذا دور منوط بالدول العربية مجتمعة، وبالأمين العام الجديد نبيل العربي . الدول العربية مطالبة بحفظ بيتها وإنقاذه، من خلال إحياء دورها وتفعيله، وأن يكون لها الموقع الذي تستحقه من خلال جمع العرب تجاه ما يخدم قضاياهم ويدافع عنها، وتتصدى لما ومن يتهددها، وما أكثر القضايا التي تتراكم، وما أكثر أيضاً التهديدات التي تتعاظم . والأمين العام الجديد مدعو إلى حراك مختلف، وألاّ يهدأ له بال إلا بعد استرداد هذا الدور المعوّل على الجامعة، وأن يفعّل ميثاقها، وينتقل من عاصمة إلى عاصمة من أجل تقريب المسافات وتبديد الخلافات، وتدوير الزوايا من حين إلى آخر، حتى تستعيد الجامعة عافيتها، ولا تتحول إلى شأن هامشي لا تحمل من اسمها غير الشكل فقط بعيداً من أي مضمون . وعافية الجامعة لا تسترد تلقائياً، وإنما تحتاج إلى جهد جبّار، إن كان العرب ما زالوا مقتنعين فعلاً بأن هذا هو بيتهم الذي يناقشون فيه قضاياهم، وإن كانوا ما زالوا أيضاً يرون أن التعاون العربي واجب، والعمل العربي المشترك مطلوب، والأمن القومي العربي واحد، وغير ذلك كثير على الصعد السياسية والاقتصادية والأمنية وحتى المجتمعية . الخارج يعامل العرب باعتبارهم كتلة واحدة، والعدو الصهيوني تحديداً يكيد للعرب كلهم، ولا يميز بين عربي وآخر، وأطماعه لا تقتصر على بلد دون آخر، وتجسسه لا يتناول دولة ويستثني أخرى، وشره يريد توزيعه على الجميع، ومخططاته من جيل إلى جيل تؤكد هذا كله، ومراجعة مروحة اعتداءاته وإرهابه على مدى عقود من الزمن تثبت ذلك . إحياء دور الجامعة، جامعة العرب، وتفعيله، يجب أن يتصدرا الاهتمامات، خصوصاً في ظل الأمانة العامة الجديدة، المطالبة بديناميكية مختلفة، ليكون لها قولها والعمل معاً .
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.