14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
17.81°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة17.81°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

#انتفاضة_القدس

تقرير: "شُهَداءُ الخَليل " أصْدقاءُ الأرْضِ .. رفقاءُ السّماءِ

Alhayat-7
Alhayat-7
الخليل - فلسطين الآن

أسدل الستار على  أكتوبر/ تشرين الأول ، ولملم أذياله تاركا وراءه عشرات الشهداء ومئات الجرحى، في أرض ثائرة ما حلمت يوما إلا بالحرية، شهد تشرين مولد ثورة قادها جيل ولد في معظمه ما بعد "أوسلو"، أي ما بعد النكبة الفلسطينية التي لم تجد لها على معداد الأرقام موقعا، حمل تشرين الكثير من المفاجآت في فلسطين، لكنه وجعه في الخليل كان مختلفاً.

الخليل تتصدّر

تصدرت الخليل قائمة الشهداء، وتربعت على القمة باثنين وعشرين شهيدا قدمتهم على دفعات كرامة للوطن، وكون قصص الشهداء باتت حديث المجالس على اختلاف أطيافها، فقد بدت روابط أخرى تجمع بعضهم غير مفردات الشهادة والدين والأرض والوطن والقضية، كان بينهم نسيج آخر جمعهم، وترك اكتشافه للصدفة.

حكايا الشهادة

أولى القصص تكشفت بعد السابع عشر من تشرين، حيث شهد الصباح استشهاد الشاب فضل القواسمة ابن الاثنين وعشرين ربيعا أثناء مروره في شارع الشهداء، لتلحق به بعد سويعات قليلة الفتاة بيان اعسيلة، التي خطفتها ثلاث رصاصاتٍ إسرائيلية حاقدة، على أحد الحواجز القريبة من بيتها، ويأتي مساء ذلك ليوم محملٍ بأخبار استشهاد الفتى طارق النتشة في ذات المكان الذي استشهدت فيه هديل الهشلمون " شهيدة النقاب" والتي سبقتهم بأسابيع، وبقرب المكان الذي استشهد به فضل صباحاً.

"فضل وطارق كانا صديقين مقربين"، هكذا قالت إحدى قريبات فضل بصوت خافت، وكأنها تريد أن تحكي رواية دون أن تصل لأحد، ليبادر كل من سمع الرواية سؤال واحد: هل اتفقا مسبقا على الشهادة، أم أن عملية اعدام للأول لحقها انتقام للثاني، سؤال لن يجيب عليه إلا فضل وطارق.

لم تنته تفاصيل الحكاية، فقد كان مساء يوم الثلاثاء والعشرين من تشرين داميا، حين استشهد حسام وبشار الجعبري معا قرب المسجد الابراهيمي الشريف في المدينة، وكانا القريبين المقربين حسب من يعرفهما، فهل كان استشهادهما صدفة!

المشهد يتكرر

وفي يوم السادس والعشرين من ذات الشهر، تكرر المشهد بأسماء مختلفة جديدة تنضم لقائمة الشهداء، فكان في الصباح استشهاد رائد جرادات بعد أن أمعن سكينه في رقبة جندي قرب بيت عينون، وما أن تجاوز ذلك النهار انتصافه ببضع ساعات حتى أعلن عن استشهاد الشاب سعد الأطرش في ساحات المسجد الإبراهيمي الشريف، ويأتي المساء كأكثر مساءات الخليل التشرينية معلنا استشهاد الفتى إياد جرادات، صوت خافت جاء مرة أخرى ليعلن أن سعد وإياد صديقين.

وكان لون مساء السابع والعشرين قانيا بلون الدم، حيث أعلن عن استشهاد شادي القدسي الدويك وعز الدين أبو شخدم معا على مفرق عصيون شمال الخليل.

لم يثبت شهداء الخليل بطولتهم فقط، ولم تجمعهم الدنيا فقط، فقد قرروا أن يجتمعوا هناك أيضا، في الجنة، على سرر متقابلين، فما عادت الدنيا تتسع لكل ما في قلوبهم، وقرروا التجارة سوية مع الله والحصول على مقعد دائم هناك.