غزة – محمد كمال
الطعن بالسكين والرمي بالحجر والدهس بالسيارات أسلحة تجلت في أيدي المنتفضين والثائرين في الانتفاضة القائمة في الضفة والقدس ، أمّا هؤلاء فكانت أسلحتهم الصورة والكلمة المعبرة المحدودة وبرامج التصميم وأدواتها وإبداعها ، بها ينتفضون أو يلهمون المنتفضين وبها يعبرون عن ثورتهم ب"الصورة والكلمة".
"يا وهن العنكبوت" ، كلماتٌ كُتبت بخط جميل على تصميم للصورة التي انتشرت بشكل كبير في مختلف الوسائل الإعلامية للشاب الفلسطيني الذي يطارد بسكينه جنديًا إسرائيليًا مدججًا بسلاحه ، كلمةٌ أو كلمتان أو تزيد ثلاثة تحمل معنى تحريضيًا وباقي الصورة تكمل المعنى ، هكذا بدت أغلب التصاميم.
تقرير أعده مراسل "فلسطين الآن" يسلط الضوء على التصاميم التي يعدها بعض النشطاء والإعلاميين دعمًا لانتفاضة القدس وتحريضًا لشباب الانتفاضة ، ومعرفة مدى تأثيرها وتفاعل الجمهور معها.
تصاميم مقاوِمة
المصمم حسن سليمان من مدينة رفح جنوب قطاع غزة عبر خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" عن عملية بحث تستغرق ساعات عن صورة مناسبة لتصميمه ، وقال: "أبحث لساعات عن صور للمواجهات والعمليات الفدائية واعتداءات الاحتلال وصور عن القدس بحثًا يستنزف ساعات من وقتنا ، وبشرط أن تعبر هذه الصور عن محتوى قوي وفكرة مؤثرة".
وأضاف: "بعد انتقاء الصورة المناسبة والتي تتميز بمحتوى وجودة عالية نقوم من خلال استخدام برامج معالجة الإضاءة بالتعديل عليها وثم باستخدام برامج معالجة النصوص بكتابة عبارات تكمل الصورة ، وفكرتي أن أكتب كلمتين لا أكثر لإتاحة المجال للصورة بأن تكمل العبارة".
وأوضح سليمان أن طبيعة التصاميم تحريضية لشباب الانتفاضة وتصف وتعبر عن الجزء المفقود من الصورة لتكتمل الرسالة ، مؤكدًا أن "الهدف هو دعم الانتفاضة وتحريك مشاعر الناس تجاه أحداث الانتفاضة واعتداءات الاحتلال والمستوطنين".
وتابع: "العبارات نستقيها وننتقيها من أناشيد الانتفاضة وقصائد ثورية وطنية ونقوم بتوظيفها حسب ما تعبر عنه الصورة".
"قدس و كلمة"
"قدس وكلمة" هي عبارة عن اسم صفحة عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيسبوك" جمّعت جهود فردية لعدد من المصورين والمصممين من مناطق مختلفة ، وتكاثفت جهودهم نصرة للمسجد الأقصى وتحريضًا للشباب الثائر من خلال صورهم وتصاميمهم.
وبدوره أشار المصور صالح الزغاري لـ"فلسطين الآن" أن بداية صفحة "قدس وكلمة" كانت عبارة عن مصمم واحد ومصور فقط ، حتى تم توسيع نطاقها وأصبحت بجهد أربعة مصممين ومصوران من عدة بلدان الأردن والقدس وغزة ونابلس.
يرسل المصور المقدسي الزغاري صوره التي يلتقطها في القدس للمصممين، وبدورهم يصممون تصاميمهم التي تناسب الأحداث وتتميز بعبارات هدفها إيقاظ دعم الانتفاضة وتحريك سباب الشباب وإيقاظ مشاعرهم، ومن ثم يتم نشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
لمعت صفحة "قدس وكلمة" في حملة "#لن_يقسم" التي انطلقت ضد التقسيم المكاني والزماني للمسجد الأقصى، وقال الزغاري:" لاقت صورنا صدىً كبيرًا في مواقع التواصل الاجتماعي وغيره حيث قام العشرات من الشبان والشابات بالتواصل معنا لرغبتهم في طباعة صور الحملة على بوسترات وملابس، وكان من ضمنهم مجموعة من الحركات الطلابية في الجامعات الفلسطينية والأردنية".
زادت فعالية الصفحة مع انطلاق انتفاضة القدس بإعداد تصاميم تحاكي وضع الانتفاضة ، وختم الزغاري حديثه بقوله:"هدفنا هو أنت تصل صورتنا إلى العالم أجمع وأن تغير هذا الواقع الذي يعيشه شعبنا في فلسطين , وكما يقال:لكل وطني مقاومة , فمقاومتنا كانت عبر هذه الصور والتصاميم التي نأمل من الله أن تؤثر في قلوب الشباب".
كلمةٌ وتأثير
ومن جانبه أوضح المصمم عبادة طالب من دولة الأردن لـ"فلسطين الآن" أن فكرة تصاميمهم تربط بين صور الأقصى والجُمل الأدبية المرغوبة ، ونوه إلى ميل الجمهور وخاصة فئة الشباب إلى هذه الجُمل.
وقال:"عندما بدأت عمليات الطعن أحببنا أن ترك بصمة ، فكانت عندنا تقريبا صورة لكل شهيد وعليها كلمة تحفيزية وداعمة لهذه العمليات ، وكنا نلهم شباب الانتفاضة بطريقة أساسها استفزازهم بأخواتهم الشهيدات او بإخوانهم الشهداء او بأخواتهم المرابطات أو إخوانهم المرابطين".
وتابع بقوله: "فعندما يرى الشاب صورة شهيدة مكتوب عليها "إن دمها لن يضيع" فيبدأ النزاع هنا حول من سينتصر لها ، أو عندما يرى هذا الشاب صورة لمنفذ عملية طعن أصغر منه مكتوب عليها "مباركة له بالجنة" هنا يرى الشاب طريقة قصيرة للجنة".
وأوضح طالب أنهم يعتمدون على الخط العربي الذي أصبح محببا عند الشباب في الفترة الحالية ، مبينًا أنه في صفحة " قدس و كلمة" يعتمدون على أربعة خطوط عربية مختلفة يستخدم كل واحد منها حسب الصورة المراد تصميمها.
وقال:"وجدنا وبحمد الله حبا مقدسيا غريبا لدى الشباب العربي حيث أصبحنا نرى تصاميمنا تملأ صفحات متابعينا وغير متابعينا ووجدنا إقبالا رائعا في الحملة التي أنشأناها بعنوان #لن_يقسم".
وأَضاف:"وذهلنا بنسبة التفاعل معها وذهلنا أيضا بمجموعات من الجامعات والمؤسسات التي قامت بطباعتها عل شكل تيشرتات وسامات وغيرها ، وهناك ردود فعل ايجابية جدًا من متابعينا فيؤصفحة قدس وكلمة".
وختم حديثه بقوله:"هدفنا الأساس في قدس وكلمة هي أن نضيء جميع صفحات المسلمين بإحدى صور الأقصى أو صور قبة الصخرة وأن نكمل الطريق المقدس الذي بدأه الشهداء ألا هو طريق الانتفاضة".