لا يزال هاجس إغلاق معبر رفح يراود سكان قطاع غزة على وجه العموم، وطلاب غزة في الجامعات الخارجية على وجه الخصوص.
حيث تواصل السلطات المصرية إغلاق معبر رفح لما يقرب الثلاثة شهور في وجه سكان قطاع غزة بذريعة الحملة الأمنية التي ينظمها الجيش المصري في سيناء.
ولا يزال معبر رفح يعمل ضمن خطة طوارئ منذ الثلاثين من شهر يونيو من العام 2013، حيث تقوم مصر بفتحه ليومين أو ثلاثة كل ثلاثة شهور، ولا يتعدى عدد المسافرين فيه 400 شخص في أحسن الأحوال في الأيام المخصصة لفتحه، على عكس ما كان عليه الوضع قبل التاريخ السابق، والذي كان يتجاوز 1000 مسافر في اليوم الواحد.
طلاب على مقاعد المعبر
لعل المتابع لملف معبر رفح، والمتصفح لمواقع التواصل الاجتماعي، يدرك التكدس الكبير والهائل في أعداد المسافرين، الذين ينتظرون السفر بفارغ الصبر.
وتماشيا مع أزمة المعبر تعمل إدارة معبر رفح بخطة طوارئ، لا تسمح من خلالها بالسفر إلا للطلاب والمرضى وأصحاب الاقامات، غير أن الأزمة أكبر من كل الخطط، حيث وصلت أعداد المنتظرين للسفر ما يزيد عن 10آلاف مسافر مسجلين للسفر خلال هذه الفترة، علاوة على تزايد أعداد المحتاجين للسفر في الكشوفات الحالية.
ولعل الحاضر الأبرز في هذه الأزمة اعتصامات الطلاب المتكررة في مناطق مختلفة من قطاع غزة، تارة على معبر رفح، وتارة بمجمع أبو خضرة، وبالمجلس التشريعي، وأمام السفارة المصرية، على أمل فتح معبر رفح والسفر من أجل الالتحاق بمقاعد دراستهم بالجامعات والمعاهد العربية والأجنبية.
الطالب أحمد محمد أوضح أن دراسته بدأت منذ منتصف شهر سبتمبر، وأنه مضطر للسفر من أجل الالتحاق بكلية الطب بجامعة القاهرة، مشددا على أن المحاضرات تحتاج إلى متابعة بشكل مستمر منذ البداية، حيث أن المحاضرات متتابعة ومرتبطة ببعضها.
وفي ذات السياق دعا الطالب إبراهيم الصباع السلطات المصرية إلى فتح المعبر بشكل كامل، والسماح للطلبة بالالتحاق بجامعاتهم ومعاهدهم، متمتما: "مستقبلنا بضيع، مستقبلنا بضيع".
حلول تتماشى مع الواقع
تخفيفا من معاناة الطلاب، قررت إدارة معبر رفح زيادة أعداد المسافرين من الطلاب إلى 600 بدل 400 في حال تم فتح معبر رفح خلال الأيام القادمة.
وأعربت إدارة المعبر عن تفهمها لظروف الطلاب، معربة عن أملها بفتح المعبر بشكل كامل، وتسهيل الأمور من وإلى قطاع غزة.
وينوي عدد من الطلاب العالقين في قطاع غزة تنفيذ عدة اعتصامات أمام السفارة المصرية والمجلس التشريعي ومعبر رفح، أبرزها التنوع في الاعتصامات من خلال فكرة المبيت في خيم لتوصيل معاناة العالقين من الطلاب والمرضى وأصحاب الاقامات.
يشار إلى أن ما يزيد عن 2000 طالب عالق في قطاع غزة بانتظار فتح معبر رفح والسماح لهم بالالتحاق بجامعاتهم ومعاهدهم خارج القطاع.
وبين إغلاق المعبر وفتحه، طلاب تبدل بهم المكان، فبدل أن يجلسوا على مقاعد الدراسة يتابعون دروسهم، جلسوا على مقاعد المعبر يترقبون السماح لهم بالسفر، وبين المشهدين، جيل متخوف، وأحلام تترنح، ودعوات بالفرج القريب.