19.45°القدس
19.59°رام الله
18.3°الخليل
25.11°غزة
19.45° القدس
رام الله19.59°
الخليل18.3°
غزة25.11°
الأحد 29 سبتمبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.22دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.13يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.22
جنيه مصري0.08
يورو4.13
دولار أمريكي3.7

كيف نجت باريس من مجزرة أكبر بكثير من تفجيرات الجمعة؟

5646f366c46188d4618b4595
5646f366c46188d4618b4595

كشفت تقارير صحافية فرنسية وأوروبية، أن أحد الانتحاريين على الأقل بين الذين تورطوا في تنفيذ الهجوم على باريس، كان من أشد المولعين بألعاب بلاي ستايشن، ظاهرياً ولكنه كان يستعمل اللعبة للتواصل الآمن بقيادي في تنظيم الدولة أعطاه تعليماته بخصوص العملية ، والأشخاص الذين عليه التواصل معهم لتنفيذها.

ونقلت صحيفة ال ليبرو الإيطالية أن اسماعيل مصطفاي، تلقى تعليماته على ما يبدو من المغربي البلجيكي، عبد الحميد أباعود بواسطة غرف الدردشة والمحادثات التي توفرها ألعاب، مثل سوبر ماريو على بلاي ستايشن 4.

وأكدت الصحيفة أن المخابرات الفرنسية نجحت في آخر أكتوبر(تشرين الأول) بوضع يدها على متهم آخر بتدبير عمليات في فرنسا، بعد التواصل مع قياديين في تنظيم الدولة بواسطة بلاي ستايشن 4 أيضاً.

وأضافت الصحيفة أن الرسالة التي تلقاها المتهم تمثلت في مطالبته بالعثور على 10 "إخوة" يتطوعون لتنفيذ عمليات انتحارية في باريس، ولكن الموقوف رفض الإفصاح عن الأماكن المستهدفة وطبيعة العملية.

وفي السياق ذاته، كشفت الصحيفة كيف حالت العناية الإلهية والخوف والحظّ، دون سقوط آلاف الضحايا في الهجوم الذي ضرب العاصمة الفرنسية.

وقالت الصحيفة إن المحققين يرجحون تراجع الخلية الهاربة الأخيرة، المتألفة من عبد السلام صالح، والانتحاري الذي قتل في شارع فولتير، وشخص مجهول ثالث بعد شعورها بالخوف إما من انكشافها أو خوفها من التورط في عملية كبرى.

وقالت الصحيفة إن شرطياً فرنسياً أوقف صالح قبل ساعتين من العملية الدموية، ولكن المعلومات عن ماضيه البلجيكي الإرهابي، لم تصل إلى الدوائر الفرنسية والأجهزة المعنية إلا صباح السبت، ما جعل الشرطي يكتفي بالتثبت من أوراق المتهم ويسمح له بالمضي في طريقه.

ولكن هذه المراقبة، أربكت على ما يبدو مخطط الفريق، ما دفع إثنين على الأقل إلى الهرب، في حين انفجر الثالث، إما طوعاً أو بسبب طبيعة المواد المتفجرة التي كان يحملها، في شارع فولتير الذي يخلو من المحلات والمقاهي والمطاعم، التي يمكن أن تمثل ضحية مثالية في إطار هذا المخطط، وهو الضحية الوحيدة في التفجير نفسه، الذي يبدو أنه شقيق صالح الثاني ابراهيم.

وإذا كان الخوف من العناصر التي ساهمت في الحد من الخسائر في الدوائر 10 و11 و12 في باريس التي استهدفها هجوم الجمعة، فإنه سمح أيضاً بتفادي مجزرة لا يمكن تخيلها في الدائرة الثامنة عشرة، التي كانت الوجهة الأولى على ما يبدو للانتحاريين، ذلك أن الدائرة 18، التي تحدث بيان تنظيم الدولة عن استهدافها لم تشهد أي محاولة أو هجوم، بحكم بعدها عن الدوائر التي تعرضت إلى الهجوم.

وكان  تنظيم الدولة تبنى الهجوم على باريس يوم السبت واعلن عن استهدافه الدائرة 18 شرق باريس وهو الخطأ الذي وقع فيه تنظيم الدولة بإعلانه استهداف الدائرة 18  التي يبدو أنها كانت هدف الفريق المتألف من صالح ومرافقيه.

يُذكر أن الدائرة 18، تحتضن الحي الشهير مونمارتر، أشهر الأحياء الشعبية الفرنسية، بسبب العدد الضخم من المطاعم والمقاهي والفضاءات العامة المفتوحة على امتداد الساعة، إلى جانب عدد كبير من قاعات العروض الكبرى، التي تحتضن آلاف المشاهدين كل ليلة مثل مولان روج، وفولي برجار، وليدو، إلى جانب مئات عروض الشوارع الموسيقية والفنية المختلفة، ما يعني أن الهجوم على مونتمارتر كان سيتسبب بالضرورة في مذبحة لا يمكن تخيل حجمها.

وإذا كان الخوف ثم الفرار من ساحة الجريمة، في حالة هذا الفريق، سبب فشل جزء من المخطط الجهنمي، فإن الحظ وحده هو الذي منع تنظيم الدولة من ارتكاب مذبحة أخرى أيضاً في ملعب سانت دونيه، الذي كان يحتضن 80 ألف مشاهد، وذلك بعد شك المهاجمين الثلاثة في تفطن أمن الملعب لهم، ما جعلهم يبادرون بتفجير أحزمتهم، أو ينفجرون بشكل عفوي، بما أن المواد التي كانوا يحملونها، شديدة الاضطراب وغير مستقرة، ما يعني أن أي حركة أو احتكاك يُمكن أن يتسبب في تفجيرها.

والثابت أن تنظيم الدولة خطط لمذبحة غير مسبوقة، بما أن قوة التدمير للمواد المتفجرة التي حملها الإرهابيون، كانت ستنضاف إلى تدافع خيالي سواءً في ملعب سانت دوني، أو مسارح مونمارتر وفضاءاته الترفيهية، لتقضي على مئات أو الآلاف، تفجيراً أو دهساً بعد انتشار مناخ الرعب الذي كان يسعى سيناريو الهجوم إلى إشاعته في المناطق المستهدفة.