منذ احتلال قوات الاحتلال الصهيونية لكامل الضفة الغربية عام 1967 وعيون الاحتلال وقادتها السياسية والامنية والعسكرية ترنو الى سيطرة كاملة على منطقة الأغوار التي تشكل ربع مساحة الضفة الغربية. ولا يكاد يخلو بيان او خطاب لرؤساء الحكومات الصهيونية المتعاقبة دون ذكر الاغوار، مع التشديد على رفض التنازل عنها ضمن أي اتفاق مستقبلي مع الفلسطينيين. الأغوار وهي البوابة الشرقية للدولة الفلسطينية العتيدة، تمتاز عن غيرها من المواقع الفلسطينية، فهي تطفو على بحر من المياه الجوفية، كما أن اراضيها في حال أوليت الاهتمام المطلوب تعد من اخصب الاراضي الزراعية في فلسطين، اضافة الى التنوع البيئي والحيوي الذي تمتاز به. من أجل تنفيذ مخططاته، فقد عمل الاحتلال على تفريغ الأغوار من أكبر عدد ممكن من الفلسطينيين ومحاربتهم في لقمة عيشهم ومنعهم من البناء ولو غرفة واحدة من "الطوب".. لذا فقد تراجع عددهم من مائتين وخمسين الفا عام 67 الى 50 الفا او اقل في الفترة الاخيرة. الحرمان من المياه الخطة ايضا تشمل التضييق على المزارعين ومنع الماء عنهم ودفعهم الى ابتياعها بأثمان باهظة وهي في متناول أيديهم ولا يستطيعون الوصول اليها، بهدف دفع المزارعين إلى ترك أراضيهم بعد اقتناعهم بعدم وجود جدوى لاستمرارهم في حراثتها وزراعتها، ليتحولوا إلى عمالة رخيصة في المزارع والمصانع المقامة في المستوطنات المحيطة.. وبالتالي يسهل على المحتلين مصادرتها والاستيلاء عليها. وحسب سلطة المياه الفلسطينية فقد عمل الكيان الصهيوني على السيطرة على مصادر المياه، وحرمان الفلسطينيين من حصتهم في نهر الأردن التي تبلغ 250 مليون متر مكعب من المياه سنويا وضخها لصالح المستوطنات، وعزل عشرات الآبار الجوفية الخاصة بالمزارعين ومصادرة منابع المياه الجوفية، وعزل معظم المناطق ذات الكفاءة في تخزين المياه إما بحجة أنها مناطق عسكرية مغلقة أو أنها محميات طبيعية. لم يكتف الاحتلال بذلك، بل عمد إلى تلويث مصادر المياه العذبة، وذلك من خلال تسرب مياه الصرف التي مصدرها مجاري المستوطنات. المناورات العسكرية المشاكل التي تعاني منها منطقة الأغوار، فبالإضافة إلى مصادرة الأراضي ومنع أصحابها من الوصول إليها وهدم المنازل بحجة البناء دون ترخيص، يعاني سكان الأغوار الشمالية من استخدام أراضيهم للمناورات العسكرية والتدريب على إطلاق النار والرماية. وبشكل دائم، يجري جيش الإحتلال مناورات عسكرية تشارك فيها كافة تشكيلاته المسلحة وتستخدم خلالها كافة أنواع الأسلحة والذخائر، مما يعرض حياة المواطنين للخطر المستمر، ويؤدي لحرق وإتلاف مساحات زراعية واسعة. وبعد انتهاء المناورات يتعمد الجيش ترك القنابل التي لم تنفجر خلفه، التي قد تنفجر في حال العبث بها أو السير فوقها، ما أدى لسقوط عشرات الضحايا بين صفوف المواطنين. ولا يكتفي الاحتلال بذلك، فهو لا ينبه السكان لمواعيد التدريبات، ولا يضع إشارات تشير إلى أن هذه المناطق عسكرية مغلقة أو مناطق إطلاق نار، كما لا يسمح للجهات الرسمية في السلطة باقتناء أجهزة للكشف عن الأجسام المشبوهة والألغام الأرضية. مغريات.. بالمقابل، ومن أجل تشجيع الاستيطان في مناطق الأغوار، شق الاحتلال شبكة من الطرق الرئيسة لتسهيل ربطها مع (إسرائيل)، وخير مثال على ذلك شارع 90 الذي يربط شمال الأغوار بجنوبها داخل أراضي 48. الاغراءات للمستوطنين لم تتوقف، بل على العكس تماما فلديهم من الامتيازات ما يفوق بقية المتواجدين في مستوطنات الضفة، وذلك من خلال إنشاء مشاريع صناعية وزراعية وسياحية وتقديم كامل الخدمات المطلوبة لتحسين مستوى معيشتهم.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.