رغم الكارثة التي ستحل قريبا على عائلة عليوي في منطقة الضاحية بنابلس، بعد موافقة محكمة العدل العليا الإسرائيلية على قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي بهدمه، بحجة مسئولية الأسير راغب عليوي عن خلية "ايتمار" التي نفذت عملية نوعية أوائل أكتوبر الماضي على حاجز عسكري شرقي نابلس، ما أدى لمقتل مستوطنين.. رغم هذا فلا تسمع إلا عبارات الحمد والصبر والاحتساب من أفراد الأسرة كبارا وصغارا.
مراسل "فلسطين الآن" زار العائلة، والتقى والدته.. التي تقول "لم ننم طيلة الليلة الفائتة، فقد كنا نتوقع قدومهم في كل اللحظة".. وتضيف "إذن سيأتون الليلة، لكنهم لا يعلمون أننا متسلحون بإيماننا بالله وأنه لن يقع لنا إلا ما كتبه علينا".
وتضيف بكل قوة وعنفوان "يكفي أن راغب بخير.. شفناه من يومين خلال المحكمة.. كان واقف وقفة رجال.. فداه الدار وكل الدور".
تقصير السلطة
أما أحمد شقيق الأسير فيشير إلى أن الأسرة أخلت منزل أخيه كليا، لكن المخاوف لديهم من الضرر الذي سيلحق ببقية الشقق في البناية وعددها 4 شقق أعلى من شقته وأسفل منها.. "وبالتالي سيصبح نحو 50 فردا ومعظمهم من الأطفال والنساء وكبار السن في العراء".
ويعيب أحمد على السلطة موقفها المتخاذل.. قائلا "لم يتصل بنا سوى نائب المحافظ وكان كلاما فقط أننا معكم، لكننا لم نرى أحد منهم.. لم يزرنا منذ شهرين أي مسئول".
ويتابع "ماذا فعلت السلطة!!.. إنها تتفرج فقط علينا كما تفرجت سابقا على المنازل التي تهدمت".
ويزيد "نحن لا نريد منها شيء.. لكن بالمقابل أليست هي المسؤولة عن حماية الشعب .. أليست مسئولة عن توفير منازل تؤوي من سيتم تشريده".
ويختم "كله كلام للإعلام.. على الأرض لا يوجد شيء فعلي".
أسلوب فاشل
وأثبتت تجربة الاحتلال مع المقاومة بالضفة المحتلة أنّ سياسة هدم منازل منفذي عمليات المقاومة لا تشكل أدنى رادع للمقاومين الفلسطينيين، الأمر الذي يثبته تواصل عمليات المقاومة الفلسطينية
وغالبا ما تصاحب عمليات الهدم حالة من الرعب والخوف التي يسعى الاحتلال لفرضها على أصحاب المنازل المنوي هدمها، حيث يتم اقتحام المنطقة أو الحي المتواجد به المنزل، في ساعات الفجر بقوات هائلة من السيارات العسكرية والدبابات والجرافات، وفي حالات تساندها الطائرات المروحية.
كما تقوم قوات الاحتلال بفرض حظر للتجوال في المنطقة، وتحاصر المنزل المستهدف، ومن ثم تقوم بالنداء على أصحاب المنزل الخروج خلال أقل من عشرين دقيقة وإخلاء الأثاث والمحتويات، بهدف هدم المنزل، بحيث لا تعتبر هذه المدة كافية لإخراج ما يلزم من المنزل.
وحول ما يدفع الاحتلال لممارسة هذا النوع من العقاب لعائلات المقاومين، يرى المراقبون أنّ الاحتلال يحاول رفع رصيد المعنويات في صفوف جنوده العاملين بالضفة، وإيهام الشارع الإسرائيلي وقطاع المستوطنين بأنّ هناك جهودا جبارة في حمايتهم وتأمينهم وملاحقة مستهدفيهم من المقاومين الفلسطينيين.