عادة ما تبدأ طريق النجومية من العدم أو بمحض الصدفة، وكثيرون من الأشخاص لم يأخذوا فرصة في حياتهم كي يثبتوا أنفسهم أمام العالم، فهذا هو حال العدّاء النجم الصاعد سفيان حمدان ابن مدينة خان يونس، ويقطن مخيمها الضيق للاجئين.
و بدأ حمدان مسيرته الرياضية منذ نعومة أظفاره، في سن مبكرة، ليجد نفسه سريعاً بين أوائل الرياضيين الصاعدين على مستوى فلسطين في رياضة الجري، وباعتراف الكثير من الرياضيين ومسؤولي اللعبة على مستوى الوطن بأكمله، لكن الأضواء لم تسلط جيداً على هذا اللاعب الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه سيضيف رقماً مميزاً لتاريخ الرياضة الفلسطينية .
بداية الطريق
ولد العداء الفلسطيني سفيان فؤاد حمدان عام ألف وتسعمائة وتسع وتسعين (1997م)، في معسكر اللاجئين غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
التقت وكالة "فلسطين الآن" بالعدّاء سفيان للحديث عن موهبة هذا اللاعب التي بدأت بالظهور حتى بدأ الجميع يدرك نجومية العداء سفيان حمدان.
وعن بداية المشوار الرياضي، أكد اللاعب حمدان أنه بدأ ممارسة رياضة الجري قبل ثلاثة سنوات لوحده لاستعادة لياقته البدنية خصوصاً أنه لاعب كرة قدم مميز في ذلك الوقت، وأثناء ممارسته للرياضة يومياً على شاطئ البحر في المدينة شاهده أحد مدربي رياضة الجري في غزة، وأعجب بلياقته العالية فعرض عليه الانضمام إلى صفوف فريق العدو في المدينة فوافق حمدان وبدأ مشواره الرياضي.
ويضيف اللاعب حمدان: "بعدها بدأت بالتدرب مع الفريق، وبعد أسبوعين من التمارين عرض علي المدرب دخول سباق اختراق ضاحية شرق خان يونس، فوافقت، وحصدت المركز الأول في المسابقة، ولا زالت أحصد المركز الأول في جميع المسابقات التي خضتها منذ ذلك الحين وحتى الآن".
واعتبر حمدان أن تحقيق النجاحات المتتالية كان دافع كبير له كي يقدم أداء أفضل في كل مرة ليصل لمراحل متقدمة من التميز والنجاح.
تمثيل فلسطين
ويشير اللاعب سفيان حمدان أنه بعد إحرازه للعديد من البطولات الرسمية وغير الرسمية في قطاع غزة، قرر الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى انتدابه ليمثل فلسطين في أولمبياد الصين عام 2014م، أثناء الحرب على غزة، ولهذه الحادثة حكاية كما يقول اللاعب سفيان.
حيث يروي اللاعب: "بينما كنت أستعد للمشاركة في الأولمبياد في الصين، بدأت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ولم نستطع التدرب، حتى اقترب موعد سفرنا، وإذا بالأخبار ترد للعائلة باستشهاد ابن عمي وزوج أختي الشهيد فادي حمدان، وقررت عدم المشاركة، إلا أن أفراد العائلة أصروا عليّ للذهاب والمشاركة رغم ما حل بهم، لرفع علم فلسطين رغم الدمار الذي حصل".
واعتبر سفيان أن مشاركته كانت مهمة حيث رفع علم فلسطين عالياً بين 220 دولة مشاركة، وحقق رقم قياسي جديد لفلسطين في سباق 1500 متر.
وكان ذلك النجاح كما قال اللاعب حمدان رغم إغلاق معبر رفح، ومنعهم من الخروج للعديد من المعسكرات التدريبية في مصر وتايوان، وكما قام الاحتلال بمنعه أيضاً من المغادرة للضفة الغربية للمشاركة في ماراثون رياضي على مستوى فلسطين.
ونوه حمدان أنه سيشارك في مارثون فلسطين الرابع الذي سيقام خلال الأشهر المقبلة، ووعد بأنه سيشارك في معسكرات تدريبة خارج الوطن حالما تم فتح معبر رفح البري، لتنمية مهاراته الرياضية.
الاتحاد يشيد بنجمه
وأشاد الاتحاد الفلسطيني لألعاب القوى بالنجم الصاعد سفيان حمدان، حيث أكد عضو الاتحاد أحمد عبد الهادي أن اللاعب حمدان كانت بداياته مبشرة ولم تخب التوقعات، مضيفاً أن اللاعب سفيان تفوق على نفسه وأقرانه من فئة الشباب والأكبر منه سناً فئة الرجال.
مبيناً أن حمدان مثّل فلسطين في أولمبياد الصين، في سباق الـ 1500 متر، وحطم رقم قياسي جديد لفلسطين بـتوقيت قدره 4.9 دقيقة.
واعتبر عضو الاتحاد عبد الهادي أن لاعبهم حمدان الآن هو بطل قطاع غزة على الأقل إن لم يكن فلسطين، في سباق الـ 1500 متر، وأيضاً سباق اختراق الضاحية على فئتي الشباب والرجال.
وحول المعوقات الموجودة في طريق اللاعب، قال عبد الهادي:" نحن الاتحاد الوحيد الذي لا يتلقى أي دعم سواء من الحكومة أو المؤسسات، وتمويلنا ذاتي، وبالكاد نستطيع توفير احتياجات اللاعبين".
وطالب عضو الاتحاد الأندية الكبيرة باحتضان هؤلاء اللاعبين ودعمهم، مشيراً أن تبني هؤلاء اللاعبين جميعهم لا يكلفون الأندية الكبيرة نصف لاعب كرة قدم على حد وصفه، كي يستطيعوا مساعدة أسرهم في شؤون الحياة.