منذ الشرارة الأولى لانتفاضة القدس، لم تستكن بلدة سلواد بشبابها الثائر والمقاوم عن مجابهة المحتل وإيلامه وزعزعة أمن جنوده ومستوطنيه.
بعمليات الدهس، وإطلاق النار، والزجاجات الحارقة، والحجارة، دافع شباب سلواد المنتفضين عن كرامة وطنهم وأهلهم، وأبَوا إلا أن يكون لهم دور في كفاح شعبنا ضد المحتل، واستلم شبابها راية المقاومة من أجيال البلدة السابقين الذين لن ينساهم التاريخ بدورهم المشهود في إيلام العدو وكسر شوكته.
وقد شكلت عملية الدهس البطولية التي نفذها الشهيد أنس بسام حماد، ظهر الجمعة على مدخل البلدة، تجسيدا لتاريخ البلدة المقاوم، إذ أتم باستشهاده الـ50 شهيدا قدمتهم سلواد على ردب الجهاد والمقاومة.
كما شكلت تلك العمليات وقودا جديدا بُثَّ في عروق شباب سلواد، ليشعلوا انتفاضة القدس من جديد، متوعدين بالانتقام لدماء الشهداء.
ومنذ اللحظة الأولى التي أعلن فيها عن استشهاد حماد، وشباب سلواد لم يهدأ لهم بال، فقد خرجت وقتها مسيرات شبابية تطالب باسترداد جثمانه، وأغلق شباب القرية شارعا حيويا يسلكه المستوطنون (شارع 60)، ردا على جرائم الاحتلال بحق شعبنا.
ويشهد تاريخ سلواد الكبير على مدى الصمود والتحدي والجهاد الذي قدمه أبناؤها في سبيل الدفاع عن أرضهم ومقدساتهم، فإضافة للشهداء الخمسين، هناك مئات الجرحى والأسرى الأبطال.
كما تشهد عمليات عين يبرود وعيون الحرامية، وعمليات إطلاق النار شمال رام الله التي نفذها أبطال من مجاهدي سلواد، وصولا لعملية الدهس البطولية، كلها تدلل على أن البلدة وأهلها سيبقون معادلة صعبة في حسابات الكيان الظالم.
وما زالت سلواد في مواجهات مستمرة مع الاحتلال الإسرائيلي، ويتعرض سكانها للاعتقال بشكل دوري نتيجة دفاعهم، وإشعالهم حدة المواجهات، كلما حاول الاحتلال إخمادها.