16.68°القدس
16.44°رام الله
15.53°الخليل
18.75°غزة
16.68° القدس
رام الله16.44°
الخليل15.53°
غزة18.75°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

بالصور: الانتفاضة تزيد من إقبال الشبان على دورات الإسعاف الأولي

IMG_7481
IMG_7481
نابلس - مراسلنا

منذ شهرين تقريبًا، والمؤسسات العاملة في القطاع الصحي والإسعافي على وجه الخصوص منهمكة في تأهيل عشرات المتطوعين من الشباب من الجنسين لمساعدة الطواقم الطبية في إنقاذ المصابين برصاص الاحتلال الإسرائيلي في المواقع الساخنة بالضفة الغربية.

ففي تقدير أولي تشير وزارة الصحة إلى أن نحو 3.500 فلسطيني أصيبوا بالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط منذ اندلاع شرارة الانتفاضة بداية أكتوبر الماضي، وكان لمسعفي الوزارة وبقية الطواقم الطبية الدور الأبرز في إنقاذ حياة المئات منهم.

التأهيل يشمل التدريب على أساسيات وقواعد الإسعاف الأولي وتقديم العلاج للجرحى وإخلاء المصابين ونقلهم بأفضل السبل للمستشفيات.

الهلال والجمعيات الطبية

وتبرز في هذا المجال الجهود التي تبذلها جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مختلف المحافظات، وكذلك جمعيتي الإغاثة الطبية والرعايا الصحية، إذ تنظم هذه الجمعيات سلسلة غير منتهية من تلك الدورات التي تستهدف طلبة الجامعات والشباب وكل من لديه القدرة على الانخراط والتواجد في نقاط المواجهة والاحتكاك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويؤكد مدير جمعية الهلال الأحمر في محافظة نابلس خالد ناصر على حرص الجمعية على تقديم الخدمات المتنوعة للمواطنين في جميع التجمعات السكانية، ومن ضمنها رفع الوعي لدى الشباب في مبادئ ومهارات الإسعاف الأولي.

وأشار إلى أن التدريب المركزي في مقر الجمعية بنابلس، لكن هناك دورات متواصلة في مناطق كثيرة أخرى، لا سيما الساخنة منها.

وشدد على أن الجمعية حريصة على تقديم أكبر قدر ممكن من المعلومات النظرية والعملية للمتطوعين، حتى يتسلحوا بالمعلومة العلمية والتطبيق الفعلي خلال توجههم للمواجهات.

جهوزية دائمة

الدكتور غسان حمدان رئيس جمعية الإغاثة الطبية في محافظة نابلس قدم شرحا عن فلسفة الجمعية في موضوع تدريب الإسعاف الأولي، نظرا لخصوصية حياة الشعب الفلسطيني ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، الذي يمضي في الاعتداء على الأبرياء والعزل، ويتعمد القتل واستخدام الذخيرة الحية في مواجهة ثلة شبابية تسعى للتحرر من الاحتلال وجبروته.

وفي لقاء موسع مع "فلسطين الآن"، قال حمدان إن جاهزية المؤسسات الصحية وطواقم الإسعاف الأولي الفلسطيني هي جزء من جاهزية الشعب الفلسطيني الدائمة في مواجهة الظروف السياسية والكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ.

وأضاف إن "متدربة ومتدرب الإسعاف أكثر ثقة بأنفسهم لامتلاكهم قدرات ومهارات كبيرة في التعامل مع الحالات الصعبة والإصابات، وكذلك داخل الأسرة والمدرسة والعمل وفي الميدان".

وجاء برنامج الإسعاف الأولي والطوارئ في الإغاثة الطبية، -الذي يُعنى بتدريب مجموعات كبيرة من الشباب والقطاعات على مهارات الإسعاف الطبي- من أجل رفد المجتمع بعدد كبير من المتدربين المنتشرين في مختلف المناطق.

وبناء على تطوير تجربة وخبرة الإغاثة الطبية العملية والميدانية على مدار سنوات طويلة تزيد على 18 عاما، يشير حمدان إلى أن "عملية التدريب تتم بالتعاون مع عدد كبير من الأطباء العاملين، إذ أصبح هذا البرنامج من البرامج الأساسية في الإغاثة الطبية"، وأضاف "لا يمكن إحصاء عدد الخريجين الذين فاق عددهم نحو 70 ألف متدرب على مهارات الإسعاف الأولي في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وكان من ثمرات هذه الدورات جيوش المتطوعين الذين يشاهدهم المواطنون في مناطق المواجهة وخلال حالات الطوارئ..".

على خط النار

المدرب عطاء حلاوة أوضح أن الإقبال على الدورات كبير، خاصة مع البلدات والقرى والمواقع التي تشهد مواجهات دائمة مع قوات الاحتلال والمستوطنين، وأضاف "انتهينا من تقديم دورات نظرية وعملية في قرى شرق نابلس وتحديدا بلدة بيت فوريك التي تشهد على مدخلها مواجهات دائمة وتقع هناك إصابات في صفوف الشبان".

وأوضح أن الدورات تتناول التعامل مع مختلف الحالات مثل الإصابات بأنواعها، النزيف والجروح, الإغماء والصدمة, إنعاش القلب والرئتين, الكسور, الحروق, النقل والإخلاء, التسمم وضربة الشمس.

 كما يشتمل التدريب كذلك على تدريب عملي وتحديدا إخلاء الجرحى ووقف النزيف وإنعاش القلب والرئتين، مؤكدا أن الحاجة في ظل استمرار انتفاضة القدس تتزايد لتلقي المواطنين لمثل هذه الدورات.

ويضيف "بمعنى أخر يتلقى المتدرب العديد من المهارات الخاصة بمبادئ الإسعافات الأولية النظرية والعملية، إضافة إلى طرق الوقاية من الإصابات والحد منها والصفات التي يجب أن يتحلى بها المسعف، وكيفية التصرف في حال حصول كوارث".

ولفت حلاوة إلى أهمية الدورات في صقل شخصية المتطوعين ورفع الكفاءة لديهم وإكسابهم مهارات تساعدهم على التصرف في المواقف الطارئة التي من الممكن التعرض لها في ظل وجود الاحتلال واعتداءاته المحتملة دائما.

خدمات جلية

وبرز دور المتطوعين بشكل لافت خلال انتفاضة القدس، إذ قدموا خدمات جلية لمئات المصابين بالاختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي القنابل الغازية المسيلة للدموع، وكذلك في نقل المصابين بالرصاص والتخفيف عنهم.

يقول محمد حنيني من بلدة بيت دجن فوريك شرقي نابلس إن "ما دفعه للانخراط في مثل هذه الدورات هو حبه لمساعدة الآخرين".

وأضاف "المواجهات التي تقع على مدخل بلدنا يسفر عنها مصابين ومعظمهم من أبناء بلدتي والبلدات المجاورة، لذلك وجب علينا أن نهب لمساعدتهم".

ويرى أن الإسعاف وإنقاذ الأرواح لا يقل مقاومة للاحتلال عن غيرها من الوسائل والسبل.

بدورها أكدت هبة حنني على سعادتها الغامرة بتلقيها لدورة الإسعاف الأولي.

وقالت "دور الفتاة الفلسطينية هام جدا، ورأينا كيف تشارك في المواجهات .. لذا من الضروري وجود مسعفات لتقديم المساعدة للمصابات..

ورأت أن وجود مسعفات ومتطوعات يرفع الحرج عن الفتيات المصابات بالرصاص الإسرائيلي، إذ قد يخجلن أن يقوم شاب بإسعافهن.