21.1°القدس
20.89°رام الله
19.97°الخليل
26.74°غزة
21.1° القدس
رام الله20.89°
الخليل19.97°
غزة26.74°
الأحد 01 سبتمبر 2024
4.77جنيه إسترليني
5.12دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.02يورو
3.63دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.77
دينار أردني5.12
جنيه مصري0.07
يورو4.02
دولار أمريكي3.63

شهيدا الانتفاضة

تقرير: دَانيا وعُديّ .. حكايةُ صبرٍ سطرتها عائلة "ارشيد"

12388239_10153782958758118_332463560_n
12388239_10153782958758118_332463560_n
مراسلنا - الضفة المحتلة

تعجز الكلمات عن وصف المشهد، فلم تكد عائلة ارشيد تلملم جراحها بعد أن ودعت ابنتها دانيا ذات الـ 16 ربيعا، التي قتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي قرب المسجد الإبراهيمي في الخليل قبل أربعين يوما فقط، حتى ودعت العائلة شهيدا جديدا، وهو شقيقها عدي.

"الأقصى بدو دم كثير، وإحنا لا زلنا في البداية"، بهذه الكلمات وبثقة ومعنويات لا مثيل لها، رد والد الشهيد عدي ودانيا ارشيد، على سؤال أحد الصحفيين الذي طلب منه أن يوجه كلمة بعد تشييع نجله عدي.

عائلة صابرة محتسبة، تضحي بفلذات أكبادها فداء للقدس والأقصى، تدرك معنى الشهادة، ومعنى التضحية، وتقدم شهيدا تلو الآخر، وشعارها "اللهم خذ من دمائنا حتى ترضى"..

الوالد الذي بدا متماسكا رغم ما ألم به، يدرك انه "لا معنى للحياة عندها في ظل القهر الذي يتعرض له شعبنا من الاحتلال، وأنه لا يعرف طريق الخنوع والسكوت، ما دام الأقصى أسيرا والأرض مسلوبة".

أن تقدم شهيدين في غضون أقل من شهرين من أجل فلسطين، ثم تظهر بتلك الصورة البهية من المعنويات القوية والثقة بالله، فهذا يعني أنك في حضرة عائلة ارشيد، التي تعد أنموذجًا حيًا للعائلة الفلسطينية الحرة الأبية، التي تهون الدنيا في عيونها دفاعا عن الدين والمقدسات والحرمات والكرامة.

عائلة مجاهدة

دانيا، وبكل بسالة وشجاعة، أقدمت على تنفيذ عملية طعن بطولية على حاجز عسكري قرب المسجد الإبراهيمي في مدينة الخليل، قبل أن ينتبه لها جنود الاحتلال ويطلقوا عليها الرصاص لترتقي شهيدة.

وبعد أربعين يوم فقط، يتقدم عدي صفوف المواجهات مع شبان الخليل، لتصيبه رصاصات الجنود ويلتحق بشقيقته، ليؤكد بتضحيته تلك على عظم هذا الشعب، الذي لن يتراجع عن طلب حريته حتى ينالها.

وبشهيدها الثاني، تكون عائلة ارشيد قد انضمت إلى قوافل العائلات التي قدمت العديد من أبنائها دون تردد من أجل الأقصى والقدس، وهي بذلك تؤكد على رسوخ فكرة الجهاد والمقاومة في ذهن العائلة الفلسطينية، كما تدلل على مدى الصبر والثبات الذي يملكه ذوو الشهداء، لعلمهم بالمصير الذي ينتظر أبناءهم الشهداء جزاء تضحيتهم.

هذا ما تؤكده تلك العبارات التي قالها والد الشهيدين، ملخصا حكاية شعبنا في الصبر على ارتقاء شهدائه، حيث قال "لا تبكوا على الشهداء، بل ابكوا على الحال الذي وصلنا إليه".