الكثير من التساؤلات حول كيف سيتعامل حزب الله مع عملية اغتيال القيادي الأسير المحرر سمير القنطار في دمشق، من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهي التساؤلات الأصعب في هذه المرحلة، والإجابة بقيد التوقعات بين من يرى أن حزب الله لن يرد لأسباب كثيرة بينها تورطه في الأزمة السورية وارتباك الجبهة اللبنانية الداخلية، بينما يرى بعض مؤيديه أنه لن يمرر ذلك بسهولة بعد استهداف رمز من رموز حزب الله.
كل ذلك سابق لأوانه وقد تكشفه الساعات القادمة سواء نحو الرد الواسع أو المحدود أو الصمت، لكن الأهم هو أن العدوان الإسرائيلي يخضع لعقلية انتقامية ثأرية يتحين فيها الفرص لما يرى أنه عقاب أو محاسبة لمن تورط في أعمال المقاومة يومًا ما، وسعي الاحتلال للحفاظ على صورته ودعايته الدائمة باليد الطولى له ضد كل من يتصدى له.
نزعة الانتقام لدى الاحتلال استهدفت "أبو جهاد" و"أبو علي مصطفى" وأحمد ياسين والرنتيسي ومحمود المبحوح وأحمد الجعبري وفتحي الشقاقي والقائمة تطول بين موقعهم القيادي ونزعة الانتقام لدى الاحتلال بأن هؤلاء ومن يسير على دربهم هم موضع استهداف في عداء تاريخي مع كل من يقاوم الاحتلال بغض النظر عن أي اعتبارات سياسية أو عسكرية.
الاحتلال الذي يعيش مأزقًا حقيقيًّا في مواجهة انتفاضة القدس يهرب في اتجاهات متعددة ويركن إلى ظروف يرى أنها تساعده في المس بحزب الله لتورطه في الأزمة السورية، لذلك اختار هذا التوقيت لتوجيه ضربة قاسمة لحزب الله والمس بهيبته، ويعتقد أن ضعف حزب الله الحالي فرصة للتخلص منه.
الانتقام والارتباك يقودان حكومة الاحتلال باتجاهات متعددة بينها أيضاً غزة، ويظهر ذلك من كم المعلومات التي يتم نشرها بشكل متتابع يظهر فيها الهروب من واقع انتفاضة القدس المشتعل في الضفة الغربية وحالة العجز التي يعاني منها.
يلعب الاحتلال على وتر الظروف وتغيرها للاستفراد بمن يرى أنهم أعداؤه، وقد يقدم على نفس اللعبة تجاه غزة، وتجاه المقاومة وقادتها خارج قطاع غزة، للانتقام منهم لدورهم في إشعال انتفاضة القدس، ومحاولة منه لإخمادها، إلا أن التجربة قالت إن التهور الإسرائيلي يقود نحو مزيد من المواجهة وحدتها.