24.13°القدس
23.85°رام الله
22.75°الخليل
25.91°غزة
24.13° القدس
رام الله23.85°
الخليل22.75°
غزة25.91°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

في ذكرى المولد النبوي

خير احتفاءٍ بـ"خير الخلق".. اتباعُ دينه واقتفاء لسنته

53abe773c3566
53abe773c3566
غزة - فلسطين الآن

احتفل المسلمون في كل عام بمعظم الدول الإسلامية بالمولد النبوي الشريف، الذي يوافق على الأرجح 12 ربيع الأول، وفيه وُلد رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم، وتبدأ الاحتفالات الشعبية من بداية شهر ربيع الأول إلى نهايته، وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبي، وتلقى فيها دروس تتناول سيرته العطرة وشمائله، كما يُقدّم في هذه المجالس الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد ، لكن الفقهاء اختلفوا في جواز الاحتفال بهذه الذكرى من عدمه.

متخصصون بالشريعة الإسلامية بينوا أن أفضل طريقة للاحتفال بهذه الذكرى العظيمة هي مراجعة النفس لمعرفة مدى اتباعها لدين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتطبيقها لسنته المشرفة، داعين إلى استغلال الذكرى بإعادة التذكير بسنة نبي الله وتعميمها بين الناس.

كما طالبا المسلمين بأن يكون الاحتفاء بهذه الذكرى العطرة بالاتباع لسنته لا الابتداع وإقامة حفلاتٍ وموائد لم ينص عليها الشرع، منبهين المسلمين إلى ضرورة تدارس سيرة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - والتبحر في علومها.

مرحلة مفصلية

أستاذ الفقه المقارن بالجامعة الإسلامية ماهر السوسي بين أن ذكرى ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - تمثل مرحلة مفصلية في حياة البشرية جمعاء، فميلاده وبعثته قلبا الموازين البشرية في حياة البشر جميعاً.

ويشير إلى أن رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم - جاءت عامة للبشر بلا استثناء، وكان الهدف منها إعادة البشرية إلى جادة الصواب عن طريق تصحيح ما اعوج من تشريعاتها وأخلاقها وعاداتها وتقاليدها.

وأضاف:"هدفت رسالة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - لتصحيح تدين البشر، وإعادة من لا دين له إلى الله، فذكرى مولده تذكرنا دائماً بأن رسالة الإسلام عبارة عن مرحلة مفصلية في حياة البشر".

وفي هذه الذكرى يشدد على ضرورة تقييم عبادتنا لله وانتمائنا لدين الله، وأن نقف على مدى التزامنا بأحكام هذا الدين التشريعية والأخلاقية، قائلاً:"يجب أن نتذكر ما إذا كانت هذه الحكمة من بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم، قد تحقّقت فينا وفي سلوكياتنا وأخلاقنا أو لم تتحقق".

ولفت إلى أهمية الوقوف عند هذا الأمر وتدبره، لكي نحقق في أنفسنا الغرض من البعثة النبوية، مشيراً إلى اختلاف العلماء في حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، حيث رأى بعضهم عدم جواز الاحتفال به، لما رأوه من مخالفات تقع بين المحتفلين الذين جعلوا منه احتفالاً ترفيهياً للمتعة، يقلدون فيه ما يفعله النصارى في أعياد ميلاد المسيح.

وأضاف: "أما القائلون بجواز الاحتفال بهذه الذكرى، فرأوا أن المسلمين ينبغي أن يكون لديهم يوم يحتفلون به، وينطلقون من خلاله إلى تقييم أنفسهم والتعرف على مدى تحقيق الإسلام وإقامته في نفوسهم".

وعبر عن اعتقاده بأننا يجب ألا نتذكر الرسول في يوم واحدٍ في السنة فقط، بل نتخذ هذا اليوم لمحاسبة ومراجعة مدى التزامنا بسنته، وتشريع الإسلام، والسعي لإقامة شرع الله في أنفسنا وتحكيمه في كل نواحي حياتنا، قائلاً:"نحن أناس قد تعبدهم الله بنشر دعوة الإسلام على نهج الرسول، فيجب أن ننطلق لنشر الدعوة من منهج الرسول - صلى الله عليه وسلم ، ونحاول أن نخدم الإسلام ونستدرك ما فاتنا في خدمة الإسلام وسلوكه".

دعوة إلى استثماره

وعن كيفية غرس حب الرسول - صلى الله عليه وسلم - في نفوس أطفالنا، بين أن ذلك يبدأ من البيت والمسجد ووسائل الإعلام، ففي البيت يجب ألا تغيب سنة الرسول عن سنة مجلس الآباء والعائلة، وأن تطبق سيرة الرسول تطبيقاً عملياً، فيقتدي الأب في كل سلوكياته بالرسول - صلى الله عليه وسلم - في أكله وتعامله مع أبنائه، وعبادته، وجلوسه وشربه، وتعليم أبنائه سننه كالأكل باليمين والسواك وصلاة الضحى والتسبيح والتهليل.

وأشار إلى ضرورة أن تكون في مجالس الأهالي رواية قصص عن الرسول - صلى الله عليه وسلم، ورواية - ولو بشكل مجتزأ - مقتطفات من سيرة الرسول ليستخلصوا الحكم، وكذلك الحال في المسجد والمدرسة.

وعاب على وسائل الإعلام تقصيرها في التعريف بسنة النبي - صلى الله عليه وسلم، مؤكداً أهمية دورها في تعريف أبنائنا سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - كون وسائل الإعلام هي أكثر ما يشد هؤلاء الأطفال .

ودعا إلى استثمار هذا اليوم برواية أجزاء من سنة الرسول والتذكير بفضائل العمل بهذه السنة، ووجوب حب النبي - صلى الله عليه وسلم - وفضل هذا الحب والتخلق بأخلاق رسول الله والعمل بسنته، مضيفاً:"ينبغي أن نكون قدوة للآخرين في تطبيقنا لدين الله، وأن نعلمهم أن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ، فالإسلام دين عمل ، ينبغي أن ينعكس على سلوكنا وحياتنا، والقول لا يكون ذا فائدة ما لم يتحول إلى فعل ".

نحتفل بتطبيق سنته

أما الداعية وائل الزرد فأشار إلى أن ذكرى المولد النبوي الشريف تعني للمسلمين الشيء الكثير، خاصة أنها تتناول ميلاد شخصية النبي الذي حوَّل العالم من بيئة يعم فيها الظلام والجاهلية إلى بيئة قائمة على النور والهداية ، مبيناً أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا يمثل شخصه، بل يمثل نهج نبوة كامل اختصه به الله تعالى، حيث قال: "وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيراً"، "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".

وأضاف:"ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم - ميلاد هداية ورشد وخير وهداية للعالمين"، معبراً عن اعتقاده بأن خير احتفاء بمولد النبي - صلى الله عليه وسلم - يكون بتطبيق سنته في المأكل والمشرب والسلوكيات ، وبتدارس سيرته على كل المستويات.

وتابع:"هكذا نحتفل برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعيداً عن إقامة الحفلات وتوزيع الحلويات، فهذا الذي ينبغي أن نفعله عندما تهب علينا نسائم ذكرى ميلاد النبي - صلى الله عليه وسلم".

وأضاف:"ما عرف الصحابة والتابعون تعظيماً لميلاده - صلى الله وعليه وسلم سوى حسن الاقتداء به ، فخير ما يغذى به أبناء الأمة الاقتداء به بأفعاله وأقواله ، فالمراد الاحتفال به عبر الاتباع لا الابتداع ".