24.97°القدس
24.62°رام الله
26.08°الخليل
27.17°غزة
24.97° القدس
رام الله24.62°
الخليل26.08°
غزة27.17°
الأحد 13 أكتوبر 2024
4.91جنيه إسترليني
5.31دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.76دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.91
دينار أردني5.31
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.76

الولايات المتحدة تسلّم بيروت فلسطينيا خطف طائرة بسلك نحاس

1_5
1_5
بيروت - فلسطين الآن

فلسطيني- لبناني، من مخيم للاجئين، بقي منسيا طوال 19 سنة وراء قضبان السجون الأميركية في فلوريدا، ظهر ثانية أمس الثلاثاء إلى الوجود حين بثت قناة "News4Jax" التلفزيونية الأميركية في مدينة "جاكسونفيل" بولاية فلوريدا، أن دائرة الهجرة بالولايات المتحدة أعادته إلى بيروت التي غادرها صيف 1996 ليقوم بخطف غريب الطراز لطائرة "DC-10" إنتاج شركة "ماكدونل دوغلاس" الأميركية، وتابعة لخطوط "ايبيريا" الجوية الإسبانية.

كانت تقل 217 راكبا، مع طاقم من 14 شخصا في 26 يوليو 1996 من مدريد إلى هافانا، وحين أخبر طيارها ركابه بأنها فوق "جزر برمودا" القريبة في الأطلسي من سواحل أميركا وكوبا معا، وأنها ستصل بعد 40 دقيقة إلى مطار "خوسيه مارتي" بهافانا، نهض الراكب سعد محمد إبراهيم إلى قمرة قيادتها ودخلها مداهمة، وطلب من طيارها التوجه بها إلى مدينة ميامي في ولاية فلوريدا الأميركية، وبين يديه ما جعل الطيار ينصاح بلمح البصر: جهاز امتد منه سلكان نحاسيان، حذّره بأنه إذا لامس سلك طرف الآخر، فستنفجر القنبلة.

الطيار الإسباني، خافيير ايشاب، رفع الراية البيضاء مستسلما للخاطف، خصوصا أن ابنه كان بين الركاب، فتابع القيادة بأعصاب باردة، وطلب من أفراد الطاقم عرض فيلم سينمائي على الركاب والتخفيف من روعهم، على حد ما طالعت "العربية.نت" في أرشيفات قديمة بمواقع إعلامية متنوعة، منها موقع صحيفة "El Pais" الإسبانية، الشارح بأن الطيار راح يتفاوض داخل القمرة مع خاطفها البالغ عمره ذلك الوقت 28 سنة، ويبلغ "الأف.بي.آي" الأميركي بطلبه الوحيد الغريب.

"وإلا فسيحدث لها ما جرى لغيرها"

وسريعا أبلغوا الرئيس آنذاك، بيل كلينتون، بأمر الطائرة وبمطلب خاطفها الذي ظنه الجميع كوبيا، وهو أن تهبط في ميامي ليسلم نفسه إلى سلطاتها، وإلا فسيحدث لها ما جرى لغيرها، موحيا بالعبارة بما لحق قبلها بأسبوع، بطائرة تابعة لشركة "TWA" وانفجرت بالجو فوق الأطلسي، وقتل 230 كانوا على متنها من نيويورك إلى باريس، وفق مراجعة "العربية.نت" لأرشيف خبرها المتضمن أنهم لم يتأكدوا بأن التفجير لم يكن من قنبلة كما سرت الأنباء، إلا بعد تحقيقات دامت 4 سنوات، تلاها اندماج "تي.دبليو.اي" بشركة "أميركان ايرلاينز" الأميركية.

وكان اللبناني- الفلسطيني سعد، أو "Saado" بحسب ما تخطئ وسائل الإعلام الأميركية باسمه، كما وبجنسيته فتعتبره لبنانيا فقط، يقيم في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، بضواحي مدينة صيدا البعيدة 40 كيلومترا عن بيروت التي غادرها في 25 يوليو 1996 إلى زوريخ بسويسرا، ومنها بطائرة "Iberia" إلى مدريد، فبقي بمطارها حتى سفره صباح اليوم التالي إلى كوبا، حيث خطف الطائرة التي كان بين ركابها 85 إسبانيا، والباقي من جنسيات مختلفة.

"أراد المجيء إلى هنا، ونحن أردنا اعتقاله"

حين هبطت الطائرة في ميامي تلبية لما طلب، سلم نفسه في مطارها بعد 10 دقائق، فحاكموه طوال عام، وبعد أن اكتشفوا أن قنبلته كانت وهمية، عبارة عن شريط "كاسيت" مد فيه بعض الأشرطة والأسلاك، للإيحاء بأنه قنبلة متطورة، أدانوه بأدنى عقوبات "القرصنة الجوية" ومدتها 20 سنة سجنا، ويوم الاثنين الماضي أفرجوا عنه، طبقا لما نراه في خبر "News4Jax" التلفزيوني، ونقلته "العربية.نت" من موقع "يوتيوب" وفي التالي أعادوه أمس عبر مطار "جاكسونفيل" الذي اكتظ برجال "الأف.بي.آي" الى حيث جاءهم أول مرة.. إلى بيروت وقد أصبح عمره 47 سنة.

وأفضل تلخيص ربما لخطف الطائرة، هو ما قاله عميل "الأف.بي.آي" بول فيليب، لصحيفة لا يزال تعبيره في موقعها منذ 12 أغسطس 1997 وهي "Sun-Sentinel" بجاكسونفيل، فقد ذكر أن سعد: "أراد المجيء الى هنا، ونحن أردنا اعتقاله، لذلك كانت مفاوضات سهلة وبسيطة، وحقق فيها أمنيته"، مشيرا كما يبدو، إلى أن هدفه من الخطف كان الإقامة في مكان يراه أفضل له من مخيم للاجئين، فاختار السجن الأميركي.