بعد تزايد ملحوظ في قضايا الطلاق داخل محاكم القضاء الشرعي في قطاع غزة، وبسبب غياب الوعي لدى الشابات والشباب المقبلين على الزواج بمتطلبات الحياة الزوجية التي يترتب عليها ضرورة التزام كل منهما بحقوق وواجبات الآخر.
برنامج تدريبي
برنامج (رخصة قيادة الأسرة)، والتي تنفذه جمعية التيسير للزواج والتنمية بغزة، بالشراكة مع مؤسسات رسمية ومجتمعية، بعد تزايد كبير في نسبة الطلاق بين الشباب والشابات حديثي الزواج، وتقديرًا لضعف الالتزام الأخلاقي في حياة الزوجين وكثرة المشاكل بينها والتي تؤدي للطلاق.
"فلسطين الآن"، رصدت الدورة الأولى لبرنامج (رخصة قيادة الأسرة)، والتي يشارك فيها أكثر من 90 شاب وشابة، ممن تتراوح أعمارهم بين 18 - 25 عام، والتي تعتبر الفئة الأكثر إقبالًا على الزواج، وأعدت التقرير الآتي.
المحاضر بالجامعة الإسلامية، ورئيس جمعية التيسير للزواج والتنمية بغزة، أدهم البعلوجي، أكد في حديث خاص لمراسلنا، أن برنامج قيادة الأسرة تقرر بعد التزايد الملحوظ لقضايا الطلاق داخل محاكم القضاء الشرعي في قطاع غزة.
ورجّح البعلوجي، أن تكون ظاهرة "التبكير في الزواج"، أو ما يعرف بتعجيل الزواج هو من أهم الأسباب التي تؤدي للطلاق.
علاج ظاهرة الطلاق
وأضاف المحاضر بالجامعة الإسلامية، "إن في هذه المرحلة ما يؤدي للطلاق هو بعدهما (الزوجين) عن الضوابط الشرعية التي تضبط العلاقة بينهما، وتعزز الانسجام العاطفي والروحاني بين الزوجين".
وبيّن البعلوجي، أن فكرة مشروع رخصة قيادة الأسرة، جاءت من حرص جمعية التيسير للمساهمة في التأهيل الاجتماعي للشباب المقبل على الزواج لبناء أسر فلسطينية مستقرة، خالية كل المشاكل المجتمعية قائمة على الحب والوئام.
وأشار إلى أن أهم مبررات انطلاق المشروع، هو ارتفاع نسب الطلاق في الآونة الأخيرة و خاصة عام 2014م، وضرورة توعية الشباب الفلسطيني لأهمية إنشاء الأسرة بعيداً،عن المشاكل اليومية واضطرابات الحياة.
وأوضح، أن أهمية المشروع بالنسبة للمجتمع الفلسطيني، تكمن في إمكانية تفعيل البرنامج التدريبي، والذي سيصبح برنامجًا إلزامياً بعد تنفيذه اختيارياً ودراسة جدواه.
وعن محاور البرنامج التدريبي، أكد أنها تضم العديد من الجوانب الشرعية والقانونية والصحية، والتي سيقوم بتدريبها مدربون أصحاب كفاءة عالية في جميع التخصصات، مشيرًا إلى أن البرنامج سيخضع لقياس التأثير الفعلي له.
بين مؤيد ومعارض
لم يرفض الشاب خالد أبو اللبن، وهو أحد الشباب المقبلين على الزواج، والذي عقد قران خطبته قبل أيام، أن يلتحق في برنامج رخصة قيادة الأسرة، قائلًا: "إن كان البرنامج فيه مصلحة لحياتي الزوجية المستقبلية فما المانع من الالتحاق في هذا البرنامج".
وتابع: "مع أنني خريج كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية، إلا أنني لن أرفض الاستزادة في طلب العلم والمشاركة في هذا البرنامج التريبي".
أما الطالب سائد قويدر، خريج تخصص الخدمة الاجتماعية من جامعة القدس المفتوحة، فرفض فكرة المشروع معتبرًا، أن الحياة كفيلة بأن تعطي رخصة قيادة الأسرة وفقًا لتربية الأسر لأبنائها.
وأردف قائلًا: "إن كان الزواج أصبح له رخصة قيادة، واضطررت لها فسأنجح في رخصة قيادة الأسرة من أول مرة إن شاء الله، في حين أنني رسبت في رخصة قيادة السيارة ثلاث مرات".