27.21°القدس
26.98°رام الله
26.08°الخليل
27.54°غزة
27.21° القدس
رام الله26.98°
الخليل26.08°
غزة27.54°
الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.11يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.11
دولار أمريكي3.77

عاداتنا في عيون أجدادنا

1438523603
1438523603
غزة - محمد ظاهر

يقال في المثل الشعبيّ "اللي ما له أول ما له آخر"، في الماضي كانت العادات والتقاليد تولد مع الإنسان وتكبر معه حتى تصبح أمرًا أساسيًا في حياته، راسخًا في عقله وتصرفاته لا يتصنّعه، وإنما واقع يتداوله مع أسرته وجيرانه والمجتمع المحيط به.

أما الآن فقد أصبحت هذه العادات والتقاليد مفتقدة عند الكثير من الناس وذلك لأسباب عديدة أهمها اتساع المجتمع ووسائل الإعلام التي تعد من أهم الأسباب التي أدت إلى انقراض هذه العادات شيئا فشيئا، وأيضا الزواج من جنسيات مختلفة وما يترتب عليه من تضارب في العادات والتقاليد لدى الأطفال الناتجين عن هذا الزواج وبالتالي تختلط العادات ولا تعود لها الخصوصية".

"فلسطين الآن" تسلط الضوء على اثنين من  كبار السّن، ممّن عاشوا في بلادنا المحتلة، وممّن أدركوا جيدًا عادتنا القديمة المهجورة.

الحاج أبو ماجد أبو ندى صاحب  الـ"78عامًا"، يتحدّث عن الفرق بين العادات قديمًا وفى هذا الزّمن، قائلًا: "كان الناس يقدّروا ويحترموا بعضهم، أما الآن فنجد العزاء في شارع، والأفراح والحفلات في الشارع الذي يليه، فكثرت الشّحناء والبغضاء بين الناس".

السبعيني يتحدّث عن عادات الوفاة قديمًا، قائلًا: "إذا وافق عزاء في البلد مع فرح يوقف ويؤجل الفرح لـ"6" شهور، وبعد هذه المدة يستأذنوا من أهل العزاء".

أما عادات الزواج يضيف أبو ماجد، "إذا كانت الزوجة من نفس البلد، تقام الأفراح والحفلات في نفس البلد، أما إذا كانت الزوجة من خارج البلد، يأتوا بها على جمل أو فرس، وكل بلد يمروا بها يعزموا أهلها".

 يكمل أبو ماجد متحدثا عن عادات رمضان،  حيث لفت إلى أنها "كانت البلاد تقسم إلى حواري، كل حارة في شهر رمضان تخرج طعام الإفطار خارجًا وتأكل البلد بشكل جماعي".

وختم أبو ماجد حديثه لـ" فلسطين الآن" متغنّيًا بديوان العائلة بأبيات شعرية رائعة قائلًا "البكرج النتصب رنت فناجينه ** رجلٍ بَلا عزوته بطلت مراجيله"

أما الحاج أبو السعيد الأعرج صاحب الـ"83 عامًا"، من مدينة يافا، يقول "عند سماعنا بخبر الميت نترك العمل ونذهب لأهل الميت، "كان عندنا وفاء زمان"، معبرًا عن حسرته من سوء الأخلاق في هذه الأيام.

وعند سؤاله عن رغبته بالعودة لبلدته يافا، ردّ بحرقة "مين الي مش نفسه يرجع عليها، والله في المنام بنحلم فيها، ونستيقظ مفزوعين من النوم" وفق تعبيره.

الثمانيني احمرّ وجهه عند سؤاله عن رأيه في عاداتنا في الوقت الحاضر "هي عادات !!!، عاداتنا اليوم ما إلها طعم".

وتغنّي أبو السعيد بلدته يافا قائلًا "يافا أم الغني والفقير، كانوا يأتوا إليها من كل أنحاء فلسطين وكل البلاد العربية، يكفي أن تجلس على شاطئ ميناءها بعد العمل، لا تشعر بأي تعب" وفق قوله.

إن العادات والتقاليد تجيب للفرد على الأسئلة التي تتعلق بسلوكه اليومي، فيبصر الفرد واجدًا إجابات محددة بدقة ولا يكلف نفسه أي عبء في أن يفكر كيف يسلك وكيف يتصرف؟، فالمجتمع يعلمه العادات والتقاليد وكافة عناصر الثقافة منذ أن تتفتح عيونه على الحياة.