الثاني عشر من يوليو لعام 2014، تاريخ سيظل حاضرًا في عقول وقلوب ووجدان سكان مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، تاريخ استيقظ فيه سكان المخيم على قصف مسجد الفاروق في اليوم الخامس من العدوان الإسرائيلي على غزة.
مضى عام ونصف على قصف مسجد الفاروق ولا يزال الأمل حاضر في نفوس سكان حي الفاروق بإعادة إعمار مسجدهم المدمر، حيث جهز رواد المسجد بدروم السوق المركزي لبلدية النصيرات ليكون مسجدا مؤقت لحين إعادة بناء مسجدهم.
إمعانا في سياسة الغطرسة الإسرائيلية، التي ما فارقت قادة الاحتلال على مدار سنوات احتلالهم لفلسطيني، اختلفت فيها الوجوه والشخصيات، ومضت خلالها الأعوام والسنون، لكن ظلت سياسة التشديد الخناق على الفلسطينيين سيدة الموقف.
68 عاما مضت على احتلال فلسطين، توالى على حكومة الكيان الإسرائيلي عشرات القيادات الإسرائيلية، أفرزت جميعها عهود من الحكم الاستبدادي الظالم الذي عصف بجميع مناحي الحياة الفلسطينية.
إعمار معطل
بعد انتظار عدة شهور حصلت لجنة إعمار مسجد الفاروق على تمويل مناسب لإعادة إعمار مسجدهم عن طريق مؤسسة قطر الخير.
وقد أشار المهندس أيمن قوش عضو لجنة إعمار مسجد الفاروق على أن جميع مخططات المسجد تم تجهزيها بشكل كامل، وتم تقديم تنسيق للاحتلال بمخططات المسجد من أجل الحصول على الأسمنت المخصص لإعادة إعمار المسجد.
وأوضح المهندس قوش أن الاحتلال وافق على إدخال الأسمنت في بداية عمل المخططات، غير أنه في المراحل النهائية التي تسبق عملية التنفيذ رفض الاحتلال تنسيق الأسمنت المخصص للمسجد.
ونوه إلى أن مؤسسة قطر الخير تقدمت بطلبين تنسيق للحصول على الأسمنت بعد تراجع الاحتلال عن موافقته على الطلب الأول وباءت جميعها بالفشل.
وطالب عضو لجنة إعمار مسجد الفاروق سلطات الاحتلال بإدخال الأسمنت المخصص لإعادة إعمار المسجد الذي قصف بالعدوان الإسرائيلي الأخير، معتبره حق لا يجوز المساومة عليه.
بدائل مكلفة
واعتبر المهندس قوش البدائل المطروحة مكلفة جدا في حال استمرار رفض الاحتلال ادخال الأسمنت المخصص لإعادة إعمار المسجد، حيث ستلجأ لجنة الإعمار إلى شرار الأسمنت بسعر السوق المحلي في حال توافره، بسعر قد يصل إلى الضعف بعكس ما هو عليه في حال دخوله عن طريق الاحتلال حيث يصل سعر الطن إلى 560 شيقل، في حين قد يصل سعره في السوق المحلي إلى ما يزيد عن 800 شيقل.
وشدد على أن المسجد يحتاج إلى ما قرابة 300 طن من الأسمنت لإعادة إعماره، حيث قامت وزارة الأوقاف بإلغاء مصلى النساء في المسجد لتغطية العجز في الميزانية في حال شراء الأسمنت من السوق المحلي.
وفي ذات السياق استنكر رئيس لجنة إعمار مسجد الفاروق الدكتور أحمد الجمل رفض إدخال الاحتلال إدخال الأسمنت المخصص لإعمار المسجد، مطالبا جميع المعنيين التدخل من أجل إعمار المسجد بناءً على المخطط الموضوع له.
وألمح الدكتور الجمل إلى وقوع مسجد الفاروق في منطقة ذات كثافة سكانية عالية نظرا لموقعه وسط مخيم النصيرات، معتبرا خيار إلغاء بناء مصلى النساء سيسبب مشكلة مستقبلية خاصة في ظل تأخر إعادة إعمار مسجد القسام المدمر.
وتمنى رئيس لجنة إعمار مسجد الفاروق أن تحل مشكلة تنسيق الأسمنت المخصص للمسجد بشكل عاجل، من أجل بناء المسجد بطريقة تتسع لمزيد من المصلين في ظل ازدياد الكثافة السكانية.
وتعمل سلطات الاحتلال الإسرائيلي على تسليم الأسمنت لسكان قطاع غزة من خلال طلبات تنسيق عن طريق بلديات القطاع، وتحديد الموقع من خلال جي بي إس، وصرف لعدد قليل وفترات متقطعة بنسبة محددة تكفي العمل المخصصة لبنائه.