كثيرة هي النماذج البطولية المشرفة التي يقدمها الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي البغيض، وكثر هم الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتحرير فلسطين من دنس الاحتلال، وما أن تبحث في تفاصيل حياة الشهداء تجد قصة جديدة مع كل واحد منهم، فكلهم يتفقون في أصل الموضوع، ولكن التفاصيل تخلف من شهيد لآخر.
فقصة الشهيد القسامي محمد عاشور النجار، والذي استشهد صباح الأمس إثر انهيار نفق للمقاومة بمدينة خان يونس، تختلف عن باقي قصص الشهداء الذين سمعنا عنهم، وستنشر لكم وكالة "فلسطين الآن" تفاصيل القصة الاستثنائية لهذا الشهيد وعائلته التي قدمت الكثير من أبنائها على مذابح الحرية، لينيروا لنا ولباقي الأجيال طريق العودة والتحرير لفلسطين.
ففصول القصة كالآتي " أب له من عدد من الأبناء ذكور وإناث، وبعد تربية طيبة تتزوج الأربع إناث، وهنا تبدأ رحلة الجهاد والاستشهاد التي ستمر بها كل بناته، فكل منهن ستقدم شيئاً فداء لله وللوطن فلسطين".
النساء الأربع هن خالات الشهيد محمد النجار الثلاثة وأمه الرابعة بينهن، قدموا أزواجهم وأولادهم شهداء لقضية عادلة تنتظر النصر من الله، حتى ترد الحقوق لأصحابها، ويعود طهر الأقصى، ويزول دنس الغاصبين.
فخالة الشهيد محمد الأولى قدمت زوجها الشهيد القسامي القائد تيسير النجار، والثانية قدمت زوجها عبد الله النجار ونجلها محمد، وأما الأخيرة فقدمت زوجها الشهيد أبو عطا النجار والشهيدة ابتسام النجار ابنت خالته الذين استشهد وامع عائلتهم المكونة من 8 أفراد في معركة العصف المأكول، ونجت لوحدها، وقدم خاله أيضاً ابنه الشهيد خالد عمر النجار.
فتفاصيل الحكاية كما تقول أم الشهيد محمد النجار الصابرة المحتسبة الحافظة لكتاب الله تعالى:" أثناء معركة العصف المأكول الأخيرة على قطاع غزة، رأيت في منامي رؤيا، فكنت أنا وأخواتي، نستعد لتقديم امتحان، فقلت لهن أنتن امتحانكم أسهل مني، أنا ما بدي أقدم معاكم، أنا بدي أقدم امتحان أصعب"
فاليوم عندما زف لها الخبر كما تقول باستشهاد نجلها محمد حمدت الله على هذه النعمة، لأنها كانت تتوقع استشهاده في أية لحظة، بسبب انتماءه لكتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، فأم الشهيد الآن أصبحت مثل أخيها وبقية أخواتها في بيتها شهيد.
الشهيد محمد متزوج ولديه من الأبناء ثلاثة، وأنهى دراسته الجامعية بجمهورية مصر العربية بعد عناء كبير، حيث يضيف أحد أقارب الشهد لــ"فلسطين الآن": " التحق محمد بجامعة 6 أكتوبر، تخصص هندسة أجهزة طبية، وعندما وصل سنة رابعة، اعتقله جهاز أمن الدولة لمدة تقارب ال 6 شهور، تعرض خلالها للتعذيب القاسي جداً، بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وبعدها تم ترحيله لقطاع غزة دون إكماله لتعليمه الجامعي ".
ويتابع أيضاً " بعد جهود كبيرة من أفراد العائلة، عاود محمد دراسة ما تبقى عليه من ساعات جامعية، ليعود بعدها إلى قطاع غزة، ويدخل قفص الزوجية، وزف اليوم إلينا شهيداً رحمه الله".
وكانت كتائب القسام قد أعلنت عن استشهاد المجاهد محمد عاشور النجار، وقالت أنه أحد قادة مجموعاتها، واستشهد بانهيار نفق للمقاومة، أثناء الاعداد والتدريب.
والجدير ذكره أن الشهيد النجار سبقه قبل أسابيع، الشهيد عبد الرحمن المباشر أثناء الاعداد والتجهيز، فعلى ما يبدو أن شهداءالاعداد يقولون للجميع تنهار الأنفاق فوق الأجساد حتى لا تنهار المبادئ.