منذ أسبوعين تشهد العاصمة القطرية الدوحة حركة تنقلات واتصالات حثيثة بين قيادات من حركتي فتح وحماس في إطار جهودٍ تهدف للوصول إلى مصالحة فلسطينية داخلية.
الجهود القطرية الحالية برأي محللين ومراقبين سياسيين تحظى بدعم ومتابعة سعودية وتركية ومصرية، ولكن اللافت هو حالة اللامبالاة التي يتابع بها الشارع الفلسطيني هذه الأنباء المتواترة عن حراك المصالحة.
حذر وتحفّظ
المحللان والكاتبان السياسيان طلال عوكل ومصطفى الصواف، أعربا في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين الآن" صباح الخميس، عن خشيتهم من انتكاسة جديدة لجهود المصالحة.
وقال عوكل "لا نستطيع التعبير عن التفاؤل لأنه لا وجود لمؤشرات ومبادرات. المناخ سلبي".
وأضاف "نحن متحفظون، لكننا نتمنى أن يخيب الطرفان أملنا ويخرجوا بشكل مختلف عمّا سبق من حوارات لم تكن قد انتهت إلى نتائج إيجابية".
أما الصواف فشدّد على أن المصالحة باتت أمرًا لا غنى عنه، وأن حالة الانقسام حالة شاذة يجب أن تنتهي من حياة الشعب الفلسطيني، مُبديًا خشيته من أن يكون رئيس السلطة عندما أعطى الضوء الأخضر لهذه المباحثات يريد تقطيع الوقت ويلقي الكرة في ملعب حماس ويبرزها وكأنها لا تريد المصالحة.
وتابع "لقاءات الدوحة إن أريد لها النجاح لا بد أن تتوفر الإرادة السياسية لدى عباس، لأنه هو صاحب القرار الفعلي، وهو المعطّل الأساسي لكل الاتفاقيات التي جرت، وأعتقد أن حماس جاهزة لعقد مصالحة شاملة وليست انتقائية".
حراك إقليمي
وبرأي عوكل فإن هذه اللقاءات التي جرت في تركيا وقطر من مستويات قيادية دون مستوى الصف الأول كانت مهمتها تحضيرية فقط.
وأضاف "إن كان هناك لقاء على مستوى مشعل وعباس فأعتقد أنه سيكون لقاء القرار الذي يتوّج الاتفاق".
وتساءل المحلل السياسي عن إمكانية تجاوز الطرفان للدور المصري المؤثر في جهود المصالحة الفلسطينية الداخلية.
ووفق الصوّاف فإن الحديث عمّا يجري في الدوحة هو عبارة عن تفاهمات حصلت بين السعودية وقطر وتركيا ومصر، وربما يكون بمباركة هذه الأطراف الأربعة.
وأضاف "السعودية ليست في وِرْدِها الآن الدخول بشكل فاعلٍ نتيجة ما يشغلها، ومصر ليست مؤهلة الآن لشغل هذا الدور، وتركيا مستبعدة لبعدها وأسباب أخرى، أما قطر فهي المكان الأنسب لوجود قيادات حماس فيها وإمكانية وصول قيادات فتح إليها بسهولة ويسر".
وتمنّى المحلل السياسي أن يكون ما يجري في الدوحة هو إيجاد آلية لتطبيق المصالحة "لأن هناك اتفاقيات وقعت وتمّ الموافقة عليها من قبل الجميع".
واختتم حديثه قائلًا "إن وصل عباس إلى قناعة إلى أن المصالحة هي الطريق الأسلم لتحقيق مصالح الشعب الفلسطيني فأعتقد أن هذه اللقاءات ستنجح".