13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

بالصور: المخطوطات الإسلامية.. جهود حثيثة لحفظها من الضياع أو التلف‎

ترميم المخطوطات -(30453642)- --
ترميم المخطوطات -(30453642)- --
القدس المحتلة - فلسطين الآن

بعد أن كانت مهنة حرفية في دكاكين الورّاقين أصبحت الآن علم قائم بذاته يسمى "علم المخطوطات"، حيث تعد المخطوطات ثروة علمية في شتى مجالات المعرفة تتسابق المكتبات على اقتنائها منذ زمن طويل وتتجلى قيمتها في كونها تمثل الموروث الحضاري والفكري لأمة من الأمم إذ تحمل بين طياتها فنون وآثار تعود إلى مئات السنين والحفاظ عليها يمثل الحفاظ على تاريخ الفكر واللغة والمعتقدات والمعارف .

مركز ترميم المخطوطات في الأقصى

في المدرسة الأشرفية المملوكية الواقعة في الرواق الغربي للمسجد الأقصى المبارك، أنشئ مركز ترميم المخطوطات الذي يهدف إلى العناية بكافة المقتنيات الورقية التاريخية في المسجد، وتشمل المخطوطات وثائق وسجلات وخرائط ولوحات أثرية، يتم فهرستها وترميمها وحفظها بصورة علمية.

وصنفت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس ضمن مكتبة المسجد الأقصى أكثر من أربعة آلاف مخطوطة إسلامية يعود عمر بعضها إلى ألف عام، بينما جمعت هذه المخطوطات من الفترة الأيوبية والمملوكية والعثمانية، وتوزعت موضوعاتها تحت 23 صنفا، بين العلوم الشرعية والطب والهندسة والفلك والرياضيات وغيرها.

وأفاد رئيس قسم المخطوطات بالمسجد الأقصى رضوان عمرو أن طاقم العمل يتكون من عشرة مرممين درس معظمهم علم الترميم على مدار ثلاث سنوات في إيطاليا.

وأضاف عمرو أن أهمية الترميم تكمن في الحفاظ على الموروث الثقافي الإنساني، واصفاً إياها بالعملية المعقدة والطويلة، مضيفا أن المخطوطات تمثل ذاكرة القدس والأقصى التي يعمل الاحتلال بشكل مكثف على طمسها من عقول الفلسطينيين وغسلها بالأفكاره التهويدية الجديدة.

ترميم المخطوط عملية معقدة وتكلفة عالية

وعن أبرز الصعوبات التي تواجه فريق العمل أثناء الترميم، أوضح عمرو أن المخطوطات تصل إلى المركز بحالة سيئة جدا بسبب العوامل الطبيعية والحيوية والكيميائية التي تعرضت لها إضافة إلى تكلفة المواد المستخدمة بالترميم وهي غير متوفرة في المناطق العربية المحيطة مما يحتم استيرادها من دول .

ومما يزيد الأمر تعقيد هو استخدام الأحبار العربية الإسلامية في كتابة المخطوطات، حيث صنعت هذه الأحبار من مواد طبيعية لتكون أكثر ديمومة مع الورق، مما يصعِّب مهمة المرممين، إذ يتحلل الحبر بالسوائل والمياه والرطوبة فتعتبر معالجته من أكثر المراحل حساسية خشية ضياع النصوص.

ويمر المخطوط خلال ترميمه بـ15 مرحلة على الأقل، وقد تستغرق مجتمعة من أسبوع إلى عام كامل أحيانا حيث يعتمد ذلك على وضع المخطوط .

ويبدأ مشوار الترميم بعملية التعقيم بغاز النيتروجين، ثم يمر بمرحلة التنظيف الميكانيكي من الغبار والعوالق، وحتى مرحلة الفهرسة والتصنيف حسب المعايير المتبعة دوليا، ثم مرحلة التصوير الرقمي والترميم الإلكتروني.

ويخضع المخطوط بعد ذلك لمرحلة التجزئة وإجراء الفحوص المخبرية للحبر والألياف، وبعد أن تغسل الأوراق بمحاليل كيميائية وتجفف؛ تدعّم بألياف وتجمع من جديد وتدخل مرحلة الخياطة والتجليد وتوضع في صناديق خالية من الأحماض لحفظها مستقبلا من العوامل المختلفة.

دعم المركز وتبعيته

يذكر أن مركز المخطوطات يتبع بشكل مباشر لدائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة، ويتلقى دعما وإسنادا مباشرا من ملك الأردن عبد الله الثاني، بينما تدعم حكومة النرويج المركز ماديا، وتوفر منظمة اليونسكو المشاريع التدريبية لطاقم الترميم، كما تسهّل إدخال المواد الخاصة بمراحل معالجة المخطوطات.