13.9°القدس
13.66°رام الله
13.3°الخليل
17°غزة
13.9° القدس
رام الله13.66°
الخليل13.3°
غزة17°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

للوصول إلى الأقصى عليك أن تمر بباب الشهداء‎

1909647561
1909647561
القدس المحتلة - فلسطين الآن

ما إن تضع قدمك اليوم في ساحة باب العامود مقررا الذهاب لحواري البلدة القديمة والمسجد الأقصى حتى ترصدك عيون الكاميرات التي زرعها الاحتلال وتراقبك بنادقهم وأسلحتهم الموجهة صوبك، فلم تعد ساحة باب العامود تعج بالباعة المتجولين وبسطات الخضار والفواكه كالسابق، ولم يعد مدرج باب العامود مكانا للانتظار واحتساء القهوة والشاي.

فقد تحولت هذه الساحة التي كانت مفعمة بالحرية والحب والأمل إلى ثكنة عسكرية محاصرة بالحواجز والعساكر والجدران الحديدية التي تغلق جنبات الطريق الواصل إلى باب العامود أو كما أحب المقدسيون تسميته بـ "باب الشهداء".

العساكر والكلاب البوليسية وبنادق القناصة التي تعتلي ظهر سور القدس وبعض المباني المحيطة، القليل من المارة والكثير من الشبان المحتجزين للتفتيش والتنكيل والاعتداء .. هذا هو المشهد اليومي لبوابة الشهداء، فمنذ أن أعلن الشهيد "مهند الحلبي" أن طريق المسجد الأقصى يجب أن يعطر بمسك الشهداء وليس بقنابل الغاز أصبح رفقاء مهند بالجنة يتوافدون لهذا الباب حتى تظن أن باب الجنة مفتوح فوق هذه البوابة والطريق المفضي إليها، أكثر من عشرة شهداء كان أولهم مهند الحلبي وآخرهم محمد أبو خلف.

شهادات في باب العامود 

في الجهة الشمالية من سور القدس المحيط بالبلدة القديمة- ويعد من أجمل الأبواب من حيث الزخرفة والبناء- كما يعتبر هو الباب الرئيس للمدينة سُمي بعدة أسماء كان أولها باب النصر وآخرها باب الشهداء .. وبين النصر والشهداء سطرت أسماء عدة كان أبرزها دمشق ونابلس، ولربما لم تكن هذه الأسماء قد أتت مصادفة !

من تبقى من الباعة المتجولين وأصحاب المحلات في باب الشهداء ومحيطه أصبحوا اليوم معالم تاريخية وأصحاب شهادات حيّة على ما حدث ويحدث في محيطهم، فبائع الكعك المتجول "طارق حجازي" يروي تفاصيل للاعتداءات الوحشية والتفتيش الجسدي العاري الذي تمارسه قوات الاحتلال "المتعجرفة" – كما أسماها – على الشبان والشابات العابرين .

"لا يمكنك العبور دون الخضوع للتفتيش المهين وإن حاولت الرفض كانت الهروات والكلبشات هي مصيرك" هذا ما قاله حجازي واصفا معاناة العبور من باب العامود إلى البلدة القديمة، مضيفاً "لا يوجد فرق بين كبير أو صغير، ذكرٍ كان أم أنثى .. جميعنا في نظرهم إرهابيون يجب عليهم إخضاعنا للتفتيش وفي كثير من الأحيان للاعتقال دون أي سبب يذكر" .

لا يقتصر الأمر تفتيش العابرين من هذه البوابة بل أيضا إغلاق بعض المداخل المؤدية لمدرجها ومنع الشبان من الجلوس على مدرجها الخاص أو الحديقة الجانبية للباب، لم يعد الوضع الأمني في باب العامود يسمح لك بممارسة حياتك اليومية في المكان الذي اعتاد جميع المقدسيين قضاء معظم أوقاتهم فيه .

هيثم النتشة أحد الشبان الذين التقتهم وكالة "فلسطين الآن" في باب العامود وقد التف حوله العشرات من جنود الاحتلال مصوبين بنادقهم تجاهه أثناء تفتيشه بشكل مهين يروي ما حدث معه قائلاً "اعتدت منذ سنوات أن أجلس على المدرج واحتسي القهوة حتى يصل باقي الأصدقاء والشباب فنتسامر هنا حتى منتصف الليل، وفي كثير من الأحيان نبقى متواجدين حتى ساعات الفجر الأولى نحتسي الشاي والقهوة في الليالي الباردة نشعل النار ونبدأ بشوي الكستنة أو الذرة ".

حرب السكاكين

ويكمل النتشة "منذ أن أشهر مهند الحلبي سكينه ، وبعد أن وصل كوماندز السكاكين "محمد علي" لهذا المكان ما عادت حياتنا كما كانت، بل عادت كرامتنا تتجدد وأصبحنا نرى الخوف في عيون الجنود وحتى بتنا نرى بنادقهم ترتجف مع ارتجاف أيديهم وأقدامهم أثناء تفتيشنا"، يضيف "كما العادة عند الساعة الثالثة عصراً أتى إلى هنا احتسي قهوتي ولكن هذه المرة نصفها وأنا جالس في أمان والنصف الآخر بعد أن يطردني الجنود من المكان، في اليوم يتم تفتيشي أكثر من ثلاث مرات حتى أصبحت أفكر في وضع ورقة على صدري مكتوب عليها " تم التفتيش" .

"يطلبون منك الهوية، يسألونك عن اسمك وعائلتك، يجبرونك على خلع سترتك والاستدارة للخلف .. يأتي الصوت (افتح رجليك وارفع يديك ع الحديدة واثبت بدون أي حركة)، ثم تنهال عليك يد نجسة تتحسس جسدك بكامله دون أي حياء وفي كثير من الأحيان قد تجبر على خلع بنطالك وقميصك إذا ما شك الجندي بك " هكذا وصف الشاب مجدي الجولاني – صديق النتشة – أسلوب التفتيش المتبع في منطقة باب العامود، خاتما قوله "لو اضطرت أوقف باب العامود عارٍ تماما في باب العامود سأقف ولكن لن يمنعوني من الجلوس هنا واحتساء قهوتي، فهذه مدينتي وهذه أرضي وإن كانوا خائفين ليرحلوا".