13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
16.82°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة16.82°
الأحد 22 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

الشهيدة "كلزار" تعود للحياة مرتين

IMG_2225
IMG_2225
الضفة المحتلة - فلسطين الآن

لا يعني الموت انتهاء القضية، ولا تسقط الراية باستشهاد أحد أيا كان، فهي إرث من جيل إلى جيل، وكثيرة هي الرموز التي تربطنا بقضيتنا، وتعيدنا للوراء كي لا ننسى الأرض التي سرقت، والشهداء الذين ارتقوا وسلموا لنا اللواء" كلزار العويوي" شهيدة الخليل، ارتقت منتصف شهر شباط المنصرم، بعد تنفيذها عملية طعن بطولية رغم جسدها النحيل، كلزار طالبة الثانوية العامة ذات الثمانية عشر ربيعا كرست كمن سبقها من الشهداء أن هذه الأرض ولّادة، وأن فكرة (الآباء يموتون والأبناء ينسون) عفا عليها الزمن، فالجيل الجديد هو من يحمل اللواء بكل عزم.

استشهدت كلزار لكنها عادت للحياة من جديد مرتين بعد خمسة عشر يوما على استشهادها، فقد قدمت للحياة ابنة شقيقها " كلزار مصعب محمد عبد الحليم العويوي" بعد عشرة أيام على استشهادها، ولحقتها بعد ستة أيام " كلزار أبيّ محمد عبد الحليم العويوي" ابنة شقيقها الآخر، والأهل يتوسمون أن تكون الكلزارتين كالأولى في كل شيء.

أبو شريف العويوي والد كلزار الشهيدة يقول لـ"فلسطين الآن" أن الله عوضه خيرا بالحفيدتين الجدد، وتمنى أن تكونا كعمتهما، من حيث الأدب والاجتهاد والتقوى، وهي التي كانت تحمل الصفة الملائكية أقرب منها للإنسان على حد قوله.

والدة "كلزار أبيّ" تقول بأنها أطلقت اسم كلزار على مولودتها تيمنا بعمتها وشجاعتها، وحتى يخلد اسمها للأجيال اللاحقة، فكلزار الشهيدة كانت ملتزمة دينياً، ومتفوقة دراسيا، يحبها الجميع دون استثناء، وهي التي لم تقصر عن مساعدة أحد من ذويها، وأضافت زوجة شقيق كلزار الشهيدة أن هناك الكثيرون من خارج إطار العائلة أطلقوا اسم كلزار أيضا على بناتهم تيمنا بالشهيدة ورغبة أن يسيروا على خطاها.

 وقفت نوار شقيقة كلزار التوأم – وهما اللتان تقلدتا منصب آخر العنقود بعد ستة أشقاء وأربع شقيقات-، حملت الطفلتين، فارتسم على محياها بسمة اقتنصتها من ذلك الألم الذي يتحشرج في صدرها، فهي تدرك أن الحياة تسير، وأن فقدان الأعزاء لا يوقف المسير، وإنها رسالة تنتقل من جيل إلى جيل .

 تصادفت رغبة الأهل بإعادة إحياء الاسم من جديد في العائلة مع قرب قدوم الطفلتين للدنيا، وربما كان لغرابة اسم كلزار – وهو الاسم التركي الذي يعني حديقة الورد- تأثير على من سمع بالاسم من خارج إطار العائلة وأراد إطلاقه على مواليدهم الجدد، لكنه وعلى أي حال تكريس لحالة فريدة من نوعها ولمرحلة يعيشها الشعب الفلسطيني، تقدم فيها نشأ جديد لم تدفعه للبطولة والاستشهاد إلا إيمان عميق بأنهم شعب محتل وعليهم أن يواجهوا عدوهم بما استطاعوا من قوة وسلاح.