ثمة قضايا ليست بالهينة أمام حركتي فتح وحماس لحلها، بل يجب حلها حتى لا تبقى قنابل موقوتة في وجه أي اتفاق أو مصالحة، وحتى تعطي للمواطن الفلسطيني ثماراً حقيقية للاتفاق .

وأبدأ بقضية معبر رفح التي يفترض أن تكون على سلم أولويات الحل، لاسيما بعدما اتضح عدم وجود اتفاق حقيقي حول المعبر باعتراف رئيس البعثة الأوروبية على المعبر وإنما هو اتفاق شفوي (جنتل مان) لا يُلزم أحداً بشيء، والمعبر أصبح لا يمثل فقط رئة لنحو 2 مليون فلسطيني بل إكسير الحياة لهم، وانظر الى مئات الضحايا الذي قضوا لعدم تمكنهم من السفر للعلاج، وغيرهم ربما الآلاف من أصحاب الاقامات والدراسة والمصالح وغيرها.

إن التوافق على الاشراف وتشغيل المعبر على قاعدة الشراكة وعدم الاقصاء والتفاهم مع الأشقاء المصريين سيخفف من معاناة الغزيين ويقنعهم بمعنى المصالحة إن توفرت الارادة السياسية وصدقت النوايا، والعبارة الأخيرة هي الشرط لانجاح أي اتفاق .

وكذلك قضية الموظفين الذين أفردت لهم المقال الأول، والقضية بالمناسبة لا تتعلق فقط بموظفي ما بعد الانقسام، بل أيضا ما يسمى تفريغات 2005، والتعامل اللامنطقي في قضية قطع رواتب مئات إن لم يكن آلاف الموظفين في قطاع غزة المحاصر، واقتطاع جزء من رواتب آخرين بحجج غير قانونية !!.

عليكم أن تبدعوا حلاً لمشكلة كهرباء قطاع غزة، ولماذا غزة فقط التي تعاني يا سادة من قضية كهذه؟!، ومن المستفيد من اتفاق إقامة محطة للتوليد لم تحل الأزمة؟ ومن المستفيد من ديمومة الأزمة؟ أم أنها مشكلة مصطنعة لأهداف سياسية لتبقى غزة تغرق في الأزمات؟!!

ولماذا يتم التسويف والمماطلة حتى بحقوق الشهداء الذي ارتقوا في الحروب التي شنها الاحتلال الاسرائيلي على قطاع غزة؟ ثم لماذا لم يتم الشروع في تنفيذ المصالحة الاجتماعية وهي ملف متفق عليه وبوضوح؟ أم أن دماء الغزيين لا قيمة لها!!

ألم تتفق الفصائل الفلسطينية في الاتفاقات السابقة على عقيدة رجل الأمن الفلسطيني؟ وحددتها بدقة على أنها حماية المواطن وحماية المقاومة؟، ألم يقرر المجلس المركزي الفلسطيني في جلسته الأخيرة التحلل من اتفاق أوسلو ووقف التنسيق الأمني وتعزيز صمود المواطنين وانهاء معاناتهم، لماذا لم تنفذ؟! ونتوقع منكم وقف الاعتقال السياسي وبصورة نهائية .

ينتظر منكم شعبنا رفع الحصار الظالم الذي أتى على كل شيء في غزة، واعادة الاعمار وبسرعة، فحل الأزمات واحدة تلو الأخرى أولوية تتقدم على غيرها من الملفات الأخرى لأن هناك شعبا ينتظر ويترقب وغزة لم تعد تحتمل أكثر .

إننا بحاجة للتوافق مع البرنامج السياسي الى برنامج اجتماعي اقتصادي تنموي يحترم قيمة الانسان، ويُحسن من الأوضاع المعيشية ويُعزز من صمود شعبنا ويصون الحريات العامة والصحفية ودعم فئة الشباب وتوفير فرص عمل لهم.

هذه هي رسالتي العاشرة والأخيرة من "مخاوف مواطن" أردت مشاركة شعبنا فيها، وأضعها أمام أصحاب القرار وقادة فتح وحماس والفصائل، إن مصالحة دون حل جذري لتلك المشاكل والأزمات لا معنى لها ولا حاجة لنا ولشعبنا بها .. السلام عليكم .