لربما كان الأمر غريبًا لكثيرٍ من المواطنين الغزيين أن يعرض أحد المواطنين منزله للبيع مقابل شراء نمرٍ من إحدى حدائق تربية الحيوان، ولم تثنِ غرابة المواطنين عزيمته على عرض منزله للبيع؛ لشراء مقابله حيوان مفترس يربيه في منزله الآخر، فكل ما يهمه أن يمارس هوايته التي يحبها ويهواها في تربية الحيوانات المفترسة والضواري.
وأعلن المواطن سعد الجمل (52 عامًا) من مخيم الشابورة وسط محافظة رفح جنوب قطاع غزة عن عرض منزله للبيع، من أجل شراء نمر أسترالي من إحدى حدائق الحيوان في مدينة خانيونس جنوب القطاع بعد أن تردت أوضاعها بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم قدرة مالكيها على تحمّل تكاليفها.
نمر مقابل البيت
وخلال حديث "فلسطين الآن" مع المواطن الجمل أوضح أنه يريد أن يبيع منزله حتى يستطيع أن يمتلك ثمن النمر البالغ (23 ألف دولار أمريكي)، وقال:"ذهبت لصاحب الحديقة واتفقنا أن نشتري النمر وأردت أن أمتلكه مهما كان الثمن والنتيجة، وهو نمر أسترالي ونادر".
وأفاد الجمل أن النمر يبلغ من العمر قرابة تسع سنوات، وسنه كبير مما يجعل التعامل معه بصعوبة كونه تجاوز المرحلة التي يمكن ترويضه فيها، منوهًا أنه سيجهز له مكانًا خاصًا في المنزل يعد فيه قفصين متينين، بحيث يكون واحد داخل الآخر.
وأكد الجمل على حرصه على بيع منزله لشراء النمر، وقال: "لا يهمني كلام الناس واستغرابهم، وما يهمني أن أمارس هوايتي في تربية الحيوانات المفترسة، وسبق أن ربيت أشبال أسود صغار".
وأضاف:"طبعا أريد أن أبيع البيت وأشتري النمر، وأنا أحب الحيوانات جدا بالذات المفترسة، وأحب أن أوصلها من حيوانات مفترسة إلى أليفة".
اعتنى بشبلين
ويروي الجمل بقوله: "بدأت هوايتي لتربية الحيوانات المفترسة منذ فترة طويلة، وربيت عندي أسود أشبال صغيرة، كانوا عندنا في البيت مثل القطط ويمشون في الشارع وينامون عندنا في البيت، ولم يؤذوا أحدًا نهائيًا".
وتابع: "ولما وصلوا سنة وأربع شهور كانوا مفترسين، وتبرعت فيهم لمؤسسة أجنبية وأخذوهم على الأردن في محمية طبيعية"، مشيرًا أن أولاده وزوجته كانوا سعداء جدًا بوجود الشبلين في المنزل ويلاعبونهم مثل قطط صغار.
وأضاف: "بكل صراحة وجدت الأسود أوفى من الناس، وعندما كنت أخرج من البيت وأعود إليه أشعر أنها تشتاق كطفل صغير".
ويعبر الجمل عن ولعه الشديد بتربية الحيوانات المفترسة، ويقول: "أنا الآن لا أعرف الجلوس في البيت بدون حيوانات أمارس معها هوايتي، فذهبت أشتري أربعة أشبال، وتواجدوا عند أحدهم وذهبت لحديقة الحيوان في خانيونس ووجدت عنده غزالة ونمر، واتفقنا أن نشتري النمر".