يقول المثل: "رمتني بدائها وانسلت"، تطالب أحزاب فلسطينية حركة حماس بفك ارتباطها بجماعة "الإخوان المسلمون" في مصر على غرار ما فعلته جماعة الإخوان في الأردن، ولكن تلك الأحزاب تتبنى أجندة وأفكارًا خارجية دخيلة على العرب والمسلمين، وتظهر آثار التبني واضحة جلية في ممارساتها الواقعية التي تعارض الدين الإسلامي، وعادات وتقاليد شعبنا الفلسطيني، ولا يستطيع أحد إنكار ذلك.
جماعة الإخوان في الأردن أعلنت فك ارتباطها التنظيمي بالجماعة الأم في مصر، ولكن حركة حماس نفت أن تكون لها علاقات تنظيمية مع مصر، ولكن سياسيي العالم العربي لشدة غبائهم اقتنعوا بما أقدمت عليه جماعة الأردن ولم يأخذوا بما أعلنته حماس، مع أن علاقة إخوان الأردن بمصر هي مثل علاقة إخوان فلسطين، ليس هناك ارتباط تنظيمي، وإنما ارتباط فكري لا يمكن رصده ولا محاصرته أو منعه، وإعلان إخوان الأردن لن يترتب عليه أية إجراءات تنظيمية لعدم وجود الارتباط التنظيمي أساسًا، ولو فعلت حماس مثلها لبقي الأمر على حاله.
شخصيًّا أرفض أن أقوم بخطوة غبية فأطالب حماس بفك ارتباط تنظيمي وهمي لا أساس له كما يفعل الآخرون، ودليلي على ذلك اعتراف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية في أثناء حكم الرئيس محمد مرسي بأن "سيادة الرئيس الدكتور محمد مرسي" يتعامل مع قيادة الشعب الفلسطيني ولا يتعامل مع التنظيمات، وأيضًا غياب أي دليل بأن لحماس أجندة خارجية، فأجندتها وطنية مئة من المئة، وتطالب بتحرير التراب الفلسطيني كاملًا، ولم تتنازل عن أي شبر من فلسطين، وترفض التدخل في شؤون الآخرين الداخلية بالقتال والمشاركة في الاقتتال، والعبث بأمن الدول الأخرى كما فعلت بعض الأحزاب الفلسطينية سابقًا، ولا بتبادل المعلومات، ولا بالاصطفاف في تحالفات مع طرف ضد طرف كما تفعل بعض الأحزاب حاليًّا، وكل من يقول عكس ذلك فليأتنا بالدليل.
ولكنني بكل قوة أطالب أحزابًا فلسطينية بفك ارتباطاتها باليسارية والعلمانية والقومية العربية، خصوصاً أن الثالثة جاءت في ظروف وقفت فيها الأنظمة العربية ضد القضية الفلسطينية، فإن اتحاد العرب الرسميين يضر بالقضية الفلسطينية ويخدم الأجندة الصهيونية مباشرة، وأكبر دليل تعيين الصديق الحميم لوزيرة خارجية العدو السابقة تسيبي ليفني أمينًا عامًّا لجامعة الدول العربية، وقبل ذلك إقرار المبادرة العربية للسلام التي تمنح الكيان العبري الشرعية على ثلاثة أرباع الوطن.