صدر حديثا كتاب بعنوان "الإعلام الفلسطيني النشأة والتطور" للباحث الاعلامي محمود خليفة، يتناول الإعلام الفلسطيني منذ صدور أول مطبوع عام 1876 وحتى هذه اللحظة، بأسلوب عرض تأريخي وتحليلي وأرشيفي مميز.
الكاتب زياد عبد الفتاح، أشار إلى أن خليفة "لم يترك فرعا من فروع الإعلام، إلا وتناوله بالبحث العميق والدقيق، ولم تسلم من بحثه حتى الجدران التي كانت مسرحا للرسامين، يعرضون فوقها قضايا وطنهم بخطوط وصور تعبر عن قهر ومعاناة، منذ الحكم العثماني ومرورا بالانتداب البريطاني ثم الاحتلال الإسرائيلي".
وشكل الكتاب في فصله الأول أرضية للحديث حول بدايات الصحافة الفلسطينية وفقا للمراحل التاريخية التي مر بها المجتمع الفلسطيني في مرحلة العهد العثماني، ثم مرحلة الانتداب البريطاني وظهور الأحزاب والحركة الوطنية، ثم شكل وأدوار الصحافة الفلسطينية في مرحلة الكيان الجديد "إسرائيل"، وفي عهد الإدارتين المصرية والأردنية في الضفة والقطاع، كما تناول شكل الصحافة وأدوارها ما بين 1967 و1994، وفي ظل السلطة الفلسطينية.
كما تناول الكتاب دراسة للبيئة السياسية والتنظيمية للإعلام الفلسطيني في طريق تحوله من إعلام ثورة إلى إعلام دولة، ولهذه الغاية، استعرض هذا الفصل القوانين المؤسسة والمرجعيات القانونية للعمل الإعلامي الفلسطيني، في إطار المعيقات والتدمير الذي تعرضت له المؤسسات الإعلامية من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
ولاحقا، انتقل الكتاب من معالجة الإعلام الفلسطيني من الخارج، إلى نظرة أشمل وأعمق من الداخل، "الأمر الذي يخلق توازنا مفقودا من بين دعائم ومعيقات العمل الإعلامي من الخارج، ودعائمه ومعيقاته الداخلية، وبالتالي تصبح الصورة أكثر وضوحا وشمولية ويمكن الاستناد عليها بشكل أكثر براغماتية للتأسيس لاقتراحات وحلول جذرية تساهم في بناء وتعزيز هذه المنظومة التي لعبت أدوارا متعددة في الحالة الفلسطينية".
ويشغل الكاتب محمود خليفة حاليا منصب القائم بأعمال وزارة الإعلام، وشغل سابقا عددا من المناصب الإعلامية في سفارة فلسطين في بولندا ووفا، وعمل محاضرا في جامعتي الأقصى والأزهر بغزة، وله العديد من الأبحاث والمحاضرات المتخصصة.