18.64°القدس
18.44°رام الله
17.75°الخليل
24.42°غزة
18.64° القدس
رام الله18.44°
الخليل17.75°
غزة24.42°
الثلاثاء 08 أكتوبر 2024
4.95جنيه إسترليني
5.35دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.15يورو
3.79دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.95
دينار أردني5.35
جنيه مصري0.08
يورو4.15
دولار أمريكي3.79

قراءة للواقع الفلسطيني في الذكرى الثامنة والستين للنكبة

رأفت مرة
رأفت مرة
رأفت مرة

تمرّ ذكرى النكبة هذا العام في ظل واقع فلسطيني صعب، مرتبط بالأحداث الإقليمية والتطورات الدولية، وتزداد الصعوبة مع تراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية، واستمرار الخلاف السياسي الفلسطيني الداخلي، دون تقدّم المصالحة، مع استمرار سياسة الإرهاب والحصار الإسرائيلي، واشتداد الهجمة على القدس والمسجد الأقصى، بالتزامن مع مشاريع إسرائيلية لضمّ أجزاء من الضفة الغربية، واستهداف الفلسطينيين في المناطق المحتلة عام 1948م، ومواصلة سياسة القتل والاغتيال والتهويد.

وترافق الأزمات الفلسطينية الداخلية أزمات، لا بل كوارث إنسانية واجتماعية ومصيرية، يعيش فيها اللاجئون الفلسطينيون بسوريا ولبنان والأردن، في ظل أحداث تهدّد مصيرهم وحياتهم.

في ظل هذا الواقع المؤلم هناك مؤشرات على امتلاك الفلسطينيين مجموعة من عناصر القوة، التي تجعل من الإمكانية تجاوز مجموعة من الأزمات التي سبقها ذكرها.

مع الواقع السياسي الصعب في المنطقة وكل أحداث العنف حافظ الفلسطينيون على قضيتهم وعلى مسارها الصحيح، وزاد اهتمامهم بها، ورفضوا إشراكهم في المحاور الإقليمية التي شكلت أخيرًا، وبناء عليه، انتفض الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال، وواجه التهويد والاعتداء على القدس والأقصى، ونفّذ عمليات طعن ودهس، وجاءت "انتفاضة القدس" في وقت سياسي مهم، أعادت فيه الروح للقضية، وأكدت امتلاك الفلسطينيين قرارهم، وأظهروا بسالة كبيرة في التصدي للاحتلال، وكسر شوكته في أكثر من مكان.

وفي هذه المدة برز التطور في أعمال المقاومة بغزة والضفة، عنصر قوة وأداة ردع أساسية، وهذا ما عزّز من الموقف الفلسطيني، وشكّل درع حماية للمطالب والحقوق الفلسطينية، وهو ما ظهر واضحًا في عجز الاحتلال عن كسر إرادة الانتفاضة بالقدس والضفة، أو تسجيل أهداف سياسية وعسكرية في قطاع غزة ومحيطه، وبذلت حكومة الاحتلال جهودًا كبيرة في الحالتين، لكنها لم تحقق الأهداف المطلوبة.

ومثّل تمسّك حماس برؤيتها السياسية المقاوِمة في هذا الزمن عنصر قوة لخطّها، في حين كانت الحكومة الإسرائيلية ترفض شروط عباس للتسوية، وهو يواصل التنسيق الأمني، وترفض التجاوب مع شروطه تسلم مناطق (أ) و(ب)، وظلّت محاولات عباس لفتح نوافذ جديدة للمفاوضات مجرّد أمنيات تعطلت أمام مجلس الأمن.

ولا يمكن أن ننكر المكاسب التي تحققت للاحتلال في السنوات الأخيرة بفعل الأزمات في سوريا ومصر ولبنان، والانخراط في الصراع الداخلي.

لكن في الحالة الفلسطينية بقيت سياسة المحافظة على الذات والهدف هي الغالبة، واستطاع الفلسطينيون التأقلم معها، لكن نشأت للاحتلال أزمات جديدة مثل: المقاطعة العالمية، والانتقاد القوي لسياساته، خاصة الاستيطانية.

اليوم في ذكرى النكبة لا تزال هناك فرص لتعزيز الوضع الفلسطيني، أهمها: دعم انتفاضة القدس، واستمرار تعزيز موقع المقاومة وقدراتها، والسعي إلى فكّ الحصار عن غزة، وإنهاء الخلاف الفلسطيني، ودعم اللاجئين في سوريا ولبنان، والثبات أمام المطالب الإسرائيلية.

الفرصة متاحة أمام رأي شجاع لابدّ أن يبدأ بإطلاق حوار فلسطيني شامل ومسؤول يضم الجميع، فلسطين أحوج ما تكون إليه.