بينما يعدد محبو التكنولوجيا مميزات تقنية رائعة للسيارات ذاتية القيادة، منها السلامة والراحة، حذر آخرون من أن الإفراط في استخدام "السيارة الروبوت" قد يؤدي إلى ارتباك - فضلا عن اختناقات - في الحركة المرورية.
وبهذا النوع من السيارات يدخل البشر حقبة جديدة من عالم السفر، إذ سيكون بإمكانها توصيل الطلبة إلى مدارسهم بأمان، كما أنها مفيدة للغاية لأصحاب الإعاقات والمسنين، وستجعل تلك السيارات الركاب يتمتعون برفاهية كبيرة، ينامون أو يأكلون أو يشاهدون الأفلام أثناء رحلاتهم.
كما أن تلك السيارات قد تعفي البعض من قضاء بعض الطلبات، فبالإمكان إرسالها إلى السوبر ماركت لتحميل احتياجات البيت بينما يكون صاحبها في منزله يشاهد التلفاز.
ومن المتوقع أن تكون السيارات ذاتية القيادة في ظروف محددة، شائعة في الشوارع خلال فترة من 5 إلى 10 أعوام مقبلة، أما النسخ الأكثر تطورا منها القادرة على العمل تحت أي ظروف فستكون متاحة خلال من 10 إلى 20 عاما.
إلا أن خبراء في شركة "كي بي إم جي" التي تقدم خدمات استشارية، توقعت زيادة كبيرة في رحلات الركاب مع استخدام السيارات ذاتية القيادة.
فعلى سبيل المثال، سيزيد عدد الأميال المقطوعة في الولايات المتحدة من 3.1 تريليون ميل عام 2015 إلى 5.1 تريليون ميل عام 2050، فقط إذا استخدم المسنون والشباب من أعمار 16 إلى 24 عاما السيارات ذاتية القيادة.
أما إذا لجأ الجميع إلى هذه التكنولوجيا فقد يصل عدد الأميال المقطوعة سنويا إلى نحو 8 تريليونات، وهو "أمر مرعب" حسبما يرى غاري سيلبرغ خبير الصناعات الذاتية في "كي بي إم جي"، لا سيما إذا رفض المستخدمون مشاركة بعضهم البعض في الرحلات.
ومع توقعات بدور مهم للسيارات ذاتية القيادة في تقليل الحوادث، بسبب تراجع الدور البشري في قيادتها وهو مسبب لنحو 90 بالمئة من حوادث المرور، فإن زيادة اللجوء إلى السفر بهذه الطريقة قد يؤدي إلى ارتباك مروري.
ويقول دون ماكنزي الباحث في مجال النقل بجامعة واشنطن: "أنت تتحدث عن تكنولوجيا تعد الناس بسفر أكثر أمانا وأقل تكلفة، وعندما تفعل ذلك عليك أن تتوقع أعدادا متزايدة من المستخدمين".
ومن المرجح أن تستوعب الطرق أعدادا أكبر من السيارات ذات القيادة الذاتية، فالمسافات بين السيارات ستكون أقل والمسارات ستصبح أضيق، لكن هذه الميزات ستتعارض مع حقيقة أن السيارات ذاتية القيادة سوف تشارك السيارات التقليدية الطرق.