17.79°القدس
17.55°رام الله
16.64°الخليل
18.93°غزة
17.79° القدس
رام الله17.55°
الخليل16.64°
غزة18.93°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

في ذكراه السابعة..

القائد القسامي "دودين" .. شهادة بعد أطول رحلة مطاردة

dodeen1
dodeen1
الخليل - فلسطين الآن

تمر اليوم السبت، الذكرى السابعة لرحيل قائد همام وفارس مقدام دوخ جنود الاحتلال على مدى سنوات طويلة لم تتمكن خلالها أجهزة الاحتلال وأجهزة الضفة من النيل منه، حتى ارتقى شهيدا في مثل هذا اليوم  في ملحمة قسامية بطولية، إنه الشهيد القسامي القائد عبد المجيد دودين من بلدة دورا جنوب محافظة الخليل الذي رحل بعد مطاردة استمرت أكثر من 14 عاماً .

النشأة والولادة

ولد الشهيد القسامي البطل عبد المجيد علي عبد الله دودين (أبو همام ) في 15/1/1962 في قرية البرج في مدينة دورا في الخليل لأسرة ملتزمة بتعاليم الإسلام، عاش حياته البسيطة محبا لأهله وجيرانه، مواظبا على موائد القران وارتياد المساجد خطيبا على منبره وداعيا في محرابه، أتم دراسته الثانوية في مدارس القرية ثم التحق بجامعة بوليتكنك فلسطين قسم (هندسة ميكانيكية) ليتشرف بأن يكون أول المؤسسين للكتلة الإسلامية الجناح الطلابي لحركة حماس ، رزق الشهيد بأربع من الأبناء هم ( أمامة 19 سنة ،همام 17 سنة ،كتائب 15 سنة ،علي 10 سنة ) .

 الاعتقال والمطاردة

اعتقل أبو همام في السنة الأولى للدراسة عام 1982 ثم أفرج عنه بعد سنة لاقى خلالها صنوف من العذاب كان من أبرزها خلع الظافر، ليتم اعتقاله  مجددا عام 1993 وبعد الإفراج عنه بشهرين بدأت مرحلة جديدة من حياة الشهيد تمثلت بالمطاردة لعام، ثم اعتقل لمدة 5 سنوات في سجون السلطة في أريحا ثم انتقل إلى سجن الخليل ومكث فيه عامان انتهت بقصف قوات الاحتلال للسجن خلال اجتياح الضفة الغربية ليعود لحياة المطاردة التي استمرت حتى استشهاده .

مأساة أسرية

أما عند الحديث عن الحياة الأسرية للشهيد فأي الكلمات يمكن أن تقال لشهيد لم يعش في أحضان أسرته لأكثر من 3 سنوات بسبب الاعتقالات المتكررة والمطاردة المستمرة، وفي ذلك تقول أمامة الابنة الكبرى للشهيد لا أتذكر شي من حياة أبي ولا يوجد أي مواقف يمكن أن تقال سوى ما أخبرتني به أمي انه كان دائما متشوقا أن يراني ارتدي المريول المدرسي فذهبت إليه بالمريول إلى السجن لأطفأ جمرة قلبه وشوق عينه.

 نساء بعظمة رجال

لم يكن القسامي أبو همام وحده الرجل المجاهد، بل ترك خلفه زوجة تصنع الرجال والمجاهدين، حيث تعرضت زوجة الشهيد في 2006 للاعتقال من قبل  قوات الاحتلال لمدة شهر قضت 22 يوما منها في العزل الانفرادي وزنازين التعذيب والشبح للضغط عليها لترك زوجها والتخلي عن أبناءها.

وحتى خلال فترة المطاردة والاعتقال كانت أم همام الزوجة الصابرة المحتسبة التي دفعت دم قلبها في تربية أبناءها والسهر على راحتهم ليخرجوا كما أرادهم الشهيد أبناء متفوقين ، كما وتألم أم همام أن يتم أبناءها حفظ كتاب الله كما كان يتمنى زوجها الشهيد .

 الشهادة والرحيل

 في ظهيرة يوم الخميس الموافق 28/5/2009 كان أبناء قرية البرج غرب دورا جنوب الخليل، وأهل الشهيد وذويه على موعد من نوع خاص لم يتوقعه أحد بعدما تناقلت وكلاء الأنباء والمصادر الإسرائيلية نبأ قتل أكبر مطلوب وأخطر مطارد في الضفة الغربية، حيث تتهمه قوات الاحتلال بالمسؤولية عن أكبر العمليات التي وقعت في القدس والتي أسفرت في حينها عن مقتل 26 إسرائيلياً، بالإضافة إلى الكثير من العمليات الأخرى، وما أن  تأكد الخبر حتى هبت الجماهير الخليلية عن بكرة أبيها لبيت الشهيد بعد أن تم اقتحامه من قبل جنود الاحتلال واختطاف زوجته من بين أبناءها المذهولين لخبر استشهاد والدهم الذين لم يستطيعوا أن يرتموا في أحضانه يوما أو أن يقبلهم كما كل الآباء، ليغلق بعملية الاغتيال الجبانة سجل جهادي كبير وليرتحل مطارد الانتفاضتين وأطول مطارد في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد تحريرها .