13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.48°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.48°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقرير "فلسطين الآن"

كهرباء جنين .. مواطنون غاضبون ووعود في الهواء

171859623494400
171859623494400
جنين - مراسلنا

حالة من الهدوء الحذر تسود مدينة جنين، بعدما كان المواطنون هناك قد "انتفضوا" ضد شركة توزيع كهرباء الشمال المزود الوحيد للتيار الكهربائي هناك، واعتدوا على مقر الشركة، تعبيرا منهم عن غضبهم لاستمرار انقطاع الكهرباء، وما لحق بهم من أضرار.

ففي يوم الأربعاء 18-5 حطم عشرات المواطنين الغاضبين زجاج نوافذ مقر الشركة، وذلك احتجاجاً على انقطاع التيار الكهربائي عن جنين، بعد خروج مسيرة حاشدة انطلقت من وسط المدينة، واتجهت صوب مقر الشركة، ورشق مشاركون المبنى بالحجارة، واعتدوا على سياراتها.

عدد من التجار والمواطنين -اعتذروا عن ذكر أسمائهم الحقيقية-، لكنهم عبّروا عن شديد غضبهم من انقطاع التيار الكهربائي لأيام عن جنين، بحيث كانت تعود الكهرباء وتنقطع مرات عديدة في الساعات الواحدة، ما تسبب بحرق الأجهزة الكهربائية، وأن يعلق عدد كبير من المواطنين في المصاعد.

ضربة للاقتصاد

التجار أكثر من تضرروا، مؤكدين أن ضعف أو انقطاع التيار الكهربائي في جنين هو ضربة قاتلة للاقتصاد بمختلف أشكاله.

يقول أحدهم -وهو تاجر مواد غذائية- إن "ما جرى خلال الأيام الماضية من انقطاع الكهرباء تسبب له بخسائر فادحة، فأنا استخدم الثلاجات الكبيرة في تخزين الطعام، فتعرض جزء كبير منها للتلف، ولم يعد صالحا للاستخدام الآدمي".

وتابع "فكرت في استخدام المولدات الكهربائية، لكن ثمنها مرتفع جدا، واحتاج إلى عدد كبير منها، لذا لم يكن أمامي سوى الاتصال عشرات المرات على الشركة دون جدوى، وكانوا في كل مرة يبررون القطع المستمر".

أما -أبو احمد- فهو صاحب مطعم، ويحتاج للكهرباء على مدار الساعة كونه يعتمد عليها في تشغيله. يقول "مطعمي في الطابق الأرضي، لذا هناك عدد كبير جدا من "النيونات"، وأشكال الإضاءات المختلفة، ولا استغني عنهم، لكن قطع التيار كان يحول المطعم لقبر، فلا تستطع الجلوس أو الأكل أو خدمة الزبائن".

ويشير الرجل إلى أن انقطاع التيار الكهربائي تسبب بهروب الزبائن واستنكافهم عن دخول المطعم، خاصة في ظل موجة الحر الشديد، إذ لا توجد أيضا تهوية.

أضرار منزلية

في البيوت أيضا كانت الشكاوى على شركة الكهرباء، فتردد الكهرباء (انقطاع وعودة التيار بشكل متكرر)، أدى لاحتراق أجهزة كهربائية عدة.

تقول أم خالد إنها خسرت الثلاجة والتلفزيون، فقطع الكهرباء وعودتها لثوان ثم القطع من جديد ثم العودة، وهكذا، جعل الأجهزة الحساسة تحترق.

وتساءلت أم خالد عمن يعوضها على هذه الخسائر!!..

حق المواطنين

عضو مجلس إدارة شركة كهرباء الشمال ناصر أبو عزيز، رغم استنكاره للاعتداء على ممتلكات الشركة، لكنه أقر بحق المواطنين في الاحتجاج السلمي للمطالبة بعودة التيار الكهربائي. وقال: "إنني أتفهم مطالب المواطنين بضرورة انتظام التيار الكهربائي، وأنا مع رفع سقف الاحتجاج للوصول إلى سلطة الطاقة ومجلس الوزراء لضمان حصول المواطنين على هذا الحق".

وأشار إلى أنه في الوقت الذي يتفهم هذه المطالب فإنه على يقين أن الاحتلال هو السبب الرئيسي في التصعيد الحاصل في موضوع التيار الكهربائي في المدينة، وفي المحافظة.

وأشار محمود صالح حواشين من شركة الكهرباء إلى أن الشركة استنفرت إمكانياتها وأرسلت مولدات كهرباء لتشغيلها في بعض المناطق التي تعاني من أحمال عالية خلال فترة الذروة، وأن التعليمات العليا من الشركة واضحة بخصوص ضرورة تسخير كل الإمكانيات للتخفيف من تأثير الأزمة الحالية على حياة المواطنين. وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لعقد اتفاقية مع شركة الشمال بمعزل عن دولة فلسطين، وهذا ما ترفضه شركة الشمال، وذلك لما له من مخاطر سياسية.

وعود في الهواء

أما مدير عام غرفة تجارة وصناعة جنين محمد كميل، فقد أكد موقف الغرفة الداعم لحق المواطنين في الاحتجاج السلمي للحصول على التيار الكهربائي دون انقطاع. وأشار إلى أن غرفة تجارة وصناعة جنين عقدت اجتماعات في العام الماضي مع رئيس سلطة الطاقة الوزير عمر كتانة، ووزيرة الاقتصاد الوطني عبير عودة؛ للبحث في سبل حل للأزمة، وقد قطع الوزير كتانة العديد من الوعود للحد من تأثير أزمة الكهرباء.

وأعرب كميل عن أسفه أنه لم يتم تنفيذ أي وعد من هذه الوعود، محذرا من خطورة استمرار أزمة انقطاع التيار الكهربائي على الحياة العامة في المحافظة، وعلى الحركة التجارية والصناعية.

موقف الشركة

أما في بيانها الرسمي، فقد قالت الشركة إن "هذا الاعتداء غير المبرر الذي جاء لتحميلها مسئولية نقص القدرة الكهربائية التي تزود منطقة جنين، يأتي في ظل الخطوات التي تقوم بها الشركة، وبدعم من الحكومة الفلسطينية وسلطة الطاقة للضغط على المزود للكهرباء "القطرية الإسرائيلية" من أجل العمل على إنهاء هذا الملف ورفع القدرة المطلوبة لجنين".

والقدرة الحالية المتوفرة في مدينة جنين هي (25 ميغا) موزعة على المناطق المنضمة للشركة وهي ( جنين، البلدية المتحدة، اليامون، كفردان، عانين) من أصل (40 ميغا) مطلوبة لسد العجز في الطلب على القدرة الكهربائية للمناطق المذكورة، ناهيك عن الطلبات الإضافية المقدمة للشركة بقدرة (10 ميغا)  المتوقع تنفيذها خلال عام 2016.

وأوضحت أنه "بالرغم من نقص القدرة الكهربائية الحالية، حدث خلل خارج عن إرادة "كهرباء الشمال" على خط بيسان لدى الشركة القطرية الإسرائيلية يوم الاثنين 16-5 واستمر لغاية صباح الأربعاء 18-5 .. هذا الخط يغذي مدينة جنين ومناطق واسعة من المحافظة، ما أدى إلى خفض نصف القدرة المتوفرة وتسبب في تشويشات على التيار واضطر الشركة لتوزيع التيار المتوفر على كافة المواطنين بطريقة مجدولة".

محطة الجلمة

ولاحقا، أكد المدير العام للشركة المهندس أسعد سوالمة أن "الحل الوحيد لإنهاء مشكلة انقطاع التيار الكهربائي في جنين يتمثل في تشغيل محطة الجلمة (161k.v) الواقعة شمالها، التي أنشأتها سلطة الطاقة الفلسطينية وأصبحت جاهزة للعمل بعد أنهت الشركة أعمالها المطلوبة فيها.

وأضاف سوالمة أن "تشغيل نقطة الجلمة يعمل على حل جذري لانقطاع التيار الكهربائي الذي تعانيه المحافظة كاملة، وهناك جهود حثيثة على كافة المستويات مع مجلس الوزراء الفلسطيني وسلطة الطاقة لإنهاء هذه الأزمة، حيث أن "كهرباء الشمال" أنجزت الخطوط الكهربائية الخاصة لتشغيل المحطة وبانتظار قيام سلطة الطاقة الفلسطينية بمتابعة هذا الموضوع مع الاحتلال الإسرائيلي لاستكمال كافة الإجراءات والأمور المطلوبة لهذا الخصوص".

وبيًن المدير العام أن "النقص في القدرة الكهربائية يتسبب بانفصال الكهرباء بصورة غير متوقعة ومفاجئة وفق طبيعة الأحمال التي تتزايد بسبب النمو الاقتصادي، وارتفاع درجات الحرارة الذي يؤدي إلى ارتفاع استهلاك بسبب أعمال التكييف والاستهلاكيات الأخرى".