14.42°القدس
14.19°رام الله
14°الخليل
18.51°غزة
14.42° القدس
رام الله14.19°
الخليل14°
غزة18.51°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

بسبب "التنسيقات"

معبر رفح.. أمل خائب أمام الراغبين بالسفر

معبر رفح
معبر رفح
رفح - محمد كمال

يحاول المسافر موسى بربخ 56 عامًا أن يجد فرصة في السفر، من بين مئات المسافرين المنتظرين في صالة أبو يوسف النجار في خانيونس جنوب قطاع غزة، ليرافق ابنه المريض الذي يعاني من ضمور وتورم في العصب البصري مما أفقده بصره.

خيبة أمل تنتاب المسافرين على بوابات المعاناة والانتظار داخل معبر رفح البري، في ظل تقديم أولوية الجانب المصري السفر لأصحاب التنسيقات، وكأن أيام فتح المعبر أيام تجارة بمعاناة المواطنين وحاجتهم الماسة للسفر، مما يحرم المسافرين عبر كشوفات الداخلية أولويتهم، وبالتالي إعاقة حركة السفر.

مشاهد مؤلمة تتكرر كل مرة على بوابات المعاناة والانتظار داخل معبر رفح البري، وعلى مدار سنوات طويلة من الحصار على قطاع غزة تتجدد ذات تعبيرات الألم المرسومة على الوجوه، يتفاوتون في فترات انتظارهم الطويلة ويختلفون في أسباب المعاناة التي يكابدونها بين مريض زادت أوجاعه، وصاحب إقامة انتهت أو شارفت على الانتهاء يقلقه مصير عمله ومستقبل حياته، وآخر تأخر في دراسته لعامٍ أو عامين وثانٍ يحمل جوازًا أجنبيًا.

المواطن بربخ خلال حديثه لـ"فلسطين الآن" قال: "ابني عمره 29 عامًا وفقد قبل 6 أشهر المقدرة على النظر، وتوجهنا به إلى مستشفى المقاصد وأجرى عملية ولكنها لم تنجح"، مشيرًا أنه حصل على تحويلة طارئة ومستعجلة من وزارة الصحة للعلاج في مصر.

وأضاف: "ابني تعبان، ولا يرى ويعاني من تبول لاإرادي، ووضعه يزداد سوءًا"، وأخرج بربخ التقارير الطبية الخاصة بولده المريض وقرأ منها: "المريض يعاني من ضمور في العصب البصري وتورم في العصب البصري، والمريض يعتبر كفيف حسب منظمة الصحة العالمية".

وتابع بقوله: "حاولنا السفر الفتحة السابقة ولكن للأسف دون جدوى، وأناشد كل ضمير حي أن يساعد كل مريض وطالب فهم لهم الأولوية في السفر"، معتبرًا أن أربعة أيام من فتح المعبر لا تكفي أبدًا لإنهاء معاناة الحالات الإنسانية في قطاع غزة.

معاناة متكررة

إحدى المسافرات المصريات الأصل من سكان المنوفية، تمكث في قطاع غزة منذ عام وتحاول لأكثر من 6 أشهر السفر عبر معبر رفح البري دون جدوى، قالت لـ"فلسطين الآن": "أريد أن أسافر عند أهلي في مصر، ولا تكفي أربعة أيام لإنهاء 10 % من العالقين".

وأضافت: "رسالتنا لمصر أن يشعروا بشعب غزة ومعاناة المواطنين، خصوصًا لقدوم شهر رمضان المبارك والأعياد، ونتمنى أن يفتح المعبر أكثر، حتى لو فتح باستمرار لا يغطي معاناة الناس".

ووجه آخر لمعاناة معبر رفح هو تشتت أبناء عائلة الزايغ، نصفها من العالقين في قطاع غزة والنصف الآخر مستقر في النرويج، وأوضح أحد أبنائها 12 عامًا أنهم عالقون في قطاع غزة منذ عام، ويتخوف هو وإخوانه من فوات عام دراسي ثاني كما ضاع عليهم هذا العام.

لم يتوقع الزايغ أن تطول مدة زيارتهم للقطاع عن الشهر الذي قرروا أن يمضوه فيه، ونوه أنها المرة الخامسة التي سجل فيها هو وعائلته للسفر وهم يحاولون السفر منذ 7 أشهر، وقال:" هذه المرة الخامسة أو السادسة سجلنا للسفر تقريبا 7 أشهر، وراحت علي الدراسة ولم ألحقها بسبب المعبر، واسمي في الباص الثامن مع عائلتي".

وأضاف بكل مشاعر الحزن التي بدت على وجهه:" المرة السابقة طلعنا على المعبر وختموا لنا جوازاتنا في الجانب الفلسطيني، ولكن المصريين قالوا رجعوا كل إلي عندكم، فكان شعور سيء جدا وأنا غير متفاءل وكنت حزين".

ومن جانبه لم يخف أحد الأكاديميين المسافرين للعمل في الخارج مخاوفه من عدم التمكن من السفر، موضحًا: "الفتحة السابقة طلعنا في الباصات، وقضينا يوم كامل على الجانب الفلسطيني ولكن الجانب المصري لم يسمح إلا للتنسيقات، وأنا مسجل منذ عام كامل وهذه هي المرة الثانية التي نحاول فيها السفر عبر معبر رفح".

وقال: "كان شعور سيء جدا يومها، وما زالت المخاوف إلى اللحظة، ونأمل هذه المرة أن نغادر ويعمل الجانب المصري على تسهيلات خصوصا لقدوم رمضان والعيد، و4 أيام نوعا ما تقضي الحالات الإنسانية، ولكن كفترة الصيف نحن بحاجة إلى فترة زمنية أكبر، فترة زيارة العائلات والطلاب إلى الخارج".

بدوره، أوضح مسيّر العمل في معبر رفح هشام عدوان، أن وزارة الداخلية ترى فتح الجانب المصري لأربعة أيام ذلك خطوة إيجابية باتجاه فتح المعبر مستقبلا بشكل مستمر وكامل.

وعبر عن أمله بتسفير الحافلات التي تم تجهيزها، قائلا: "إن مضت الأمور بشكل سلس وأريحية في العمل، فنحن على موعد مع سفر جميع الكشوفات التي أعلنا عنها على مدار الأيام الأربعة".

ونوّه عدوان إلى أن ما يقارب 30.000 حالة إنسانية مسجلة للسفر مقسمة على فئات وهي المرضى والإصابات الحرجة، والإقامات في الخارج والطلبة والزوجات العالقات، وأصحاب الإقامات والجوازات الأجنبية، قائلا: "احتياج هذه الفئات للسفر بشكل عاجل، لا يكفيه أربعة أيام، ونتمنى تمديد فتح المعبر لأيام أخرى".