يصادف اليوم السبت، الذكرى العاشرة لعملية " الوهم المتبدد " والتي أسر على إثرها الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" في قطاع غزة عام 2006، وأنجزت بموجبها صفقة "وفاء الأحرار" التي أفرج فيها عن أكثر من ألف أسير فلسطيني.
وعكس نجاح هذه العملية وجود تطور وتقدم على صعيد الأداء العسكري للفصائل الفلسطينية وبالتحديد للجناح العسكري لحركة حماس، إذ أظهرت هذه العملية براعة إستراتيجيتهم الاستخباراتية، وحنكتهم في رسم الخطط العسكرية، وكذلك الحس الأمني العالي للأمن العملياتي الخاص بالجناح المسلح.
مجريات العملية
نفذت العملية صباح الأحد 29 جمادى الأولى 1427هـ الموافق 25/06/2006م في مواقع الإسناد والحماية التابعة للجيش الإسرائيلي في موقع عسكري استخباري يمتد لمسافة تقارب الكيلومتر، بدأت العملية في تمام الساعة 05:15 بقصف تمهيدي وإشغال لحامية معبري صوفا وكرم أبو سالم الإسرائيليين بمدفعية الهاون.
ثم بدأ التنفيذ الفعلي الذي قامت به وحدة الاقتحام والتي تسللت للموقع عبر نفق أرضي وتمركزت خلف صفوف العدو، ثم انقسمت إلى عدة مجموعات وكل مجموعة كلفت بضرب أهداف محددة، وهي على النحو الآتي:
المجموعة الأولى: قامت بتفجير دبابة الميركفاة التي كانت تقوم بأعمال الحماية والإسناد في الموقع، وأسفر الهجوم على الدبابة عن مقتل اثنين من طاقمها وإصابة آخر، ووقوع جندي على قيد الحياة في قبضة القسام .
المجموعة الثانية: قامت بتدمير ناقلة الجند وتم مصرع جميع طاقمها، لكن العدو وكعادته حاول التكتم على خسائره ، وحاول أن يقلل خسائره عندما ادعى أن ناقلة الجند وضعت في الموقع لأغراض التمويه.
المجموعة الثالثة: قامت بتدمير الموقع العسكري الاستخباري (البرج الأحمر) بشكل جزئي، ومن ثم قامت بالاشتباك مع الجنود الذين يعتلون الموقع، واستشهد في هذا الاشتباك الشهيدان محمد فروانة، وحامد الرنتيسي.
ثم انسحب المجاهدون الذين اقتحموا الموقع وعادوا إلى قواعدهم تحفهم عناية الرحمن بعد أن نفذوا بكل إتقان العملية، والأهم عودتهم بالصيد الثمين الذين أحيا منذ تلك اللحظة الأمل بالحرية للأسرى الأبطال.
وأسفرت العملية عن أسر الجندي الإسرائيلي "جلعاد شاليط" من داخل دبابته، كما أسفرت عن مقتل قائد الدبابة ومساعده بالإضافة إلى إصابة ستة آخرين بجراح.
شهداء الوهم المتبدد
بالحديث عن هذه العلمية البطولية فيجب علينا أن لا نغفل دور ثلة من المجاهدين أحيوا بدمائهم الطاهرة هذا الانتصار فلهم منا كل الوفاء..
إنهم صناع وفاء الأحرار ومبددي وهم الفجّار، لذا كان لزاما علينا أن نستذكر بطولاتهم وتضحياتهم بأرواحهم الطاهرة في سبيل تحرير الأرض والإنسان من عتمة السجن وظلم السجان.
والشهداء هم:
الاستشهادي محمد فروانة، الاستشهادي المجاهــد حامد الرنتيسي، والشهيد أشرف مطيع محمود المعشر، والقائد تيسير سعيد سليمان أبو سنيمة.