رغم سنوات الحصار الممتدة على قطاع غزة، لا تزال تثبت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها كتائب القسام أنها قادرة على قهر المحتل الإسرائيلي، فيوما بعد يوم تبهر الصديق قبل العدو بمفاجآتها التي تظهر حسن الإعداد والتجهيز، سواء في العتاد أو في التكتيك العسكري.
وحدة "الكوماندوز" القسامية والتي من خلالها نقلت المعركة إلى عقر دار المحتل، وهشّمت من خلاله منظومة الأمن، ونزعت عناصر القوة من العدو، وخلقت تصدّعات في تركيبته العسكرية والاستخبارية.
عملية نوعية
فكما لم يعد الجو حكرا على المحتل، لم يعد بحر فلسطين المحتلة مجالاً عسكرياً لهم وحدهم، فقد سير سلاح البحرية القسامي أثناء العدوان على قطاع غزة صيف عام 2014 وبالتحديد فجر يوم الثلاثاء (8-7-2014) عملية نوعية عن طريق وحدة الضفادع البشرية، التي عبرت 15 كيلومترا تحت المياه، والوصول سباحة إلى الشواطئ القريبة من كيبوتس "زيكيم"، حيث تقع قاعدة عسكرية لسلاح البحرية الإسرائيلية، واشتبكوا مع قوات من سلاح البحرية الإسرائيلية التابعة لما يسمى بـ"شييطيت 13".
وكعادته زعم الاحتلال أنه لم تقع إصابات أو أضرار، ثم تراجع واعترف بمقتل جندي وإصابة عدد آخر، بينما أظهر شريط فيديو تم تسريبه عناصر الوحدة وهم يقومون بالاشتباك مع جنود الاحتلال من مسافة قريبة جدا وقيامهم بتفجير دبابة إسرائيلية.
ليست الأولى
قبل 12 عاماً كانت أول عملية بحرية مزدوجة نفذتها وحدة الكوماندوز التابعة للقسام، كرد أولي على اغتيال الشيخ القائد أحمد ياسين، والذي اغتيل قبل ثلاثة أيام من العملية .
وبتاريخ 25/3/2004 تمكن القساميان زكريا أبو زور وإسحاق نصار من حي الزيتون بغزة، من الوصول عبر البحر إلى مغتصبة "تل قطيف" وتمكنا من أسر مغتصب إسرائيلي قبل أن يصطدما مع قوة إسرائيلية فاشتبكا معها قبل أن يستشهدا ويقتل الأسير .
أثارت هذه العملية حالة من الصدمة لدى العدو في ضوء إخفاق سلاح البحرية في اكتشاف تسلل المجاهدين إلى قلب مغتصباته، وبات الإسرائيليين ينتظرون الرعب القادم عبر الساحل المحتل كل لحظة.
ولم تكن العملية الأولى للقسام عن طريق البحر، ففي أواخر عام 2000 نفذ الاستشهادي حمدي نصيو أول عملية، عبر تفجير قارب بحري مفخخ بزورق إسرائيلي، واستمرت باكورة العمليات البحرية والتي كان آخرها عملية زيكيم قبل عامين التي جرى ذكرها بالتفصيل مسبقا.
فشل إسرائيلي
وأوضح قائد في قاعدة "أسدود" العسكرية التابعة لجيش الاحتلال العقيد "آفي أبسكر" أن عملية "زيكيم" البحرية التي نفذها "كوماندوز القسام" أثبتت عجز أجهزة المراقبة البحرية التي نصبها الجيش، وأنه بعد تلك العملية قام الأخير بتطوير قدرات أنظمة المراقبة البحرية خاصة على القواعد العسكرية، وقام بتكثيف تلك الأنظمة.
وكشف "أبسكر" عن أنهم قاموا بوضع برنامج تدريبي لجنودهم، لكشف أي تحرك بحري لغواصي "القسام"، بالإضافة إلى استعانتهم بأجهزة جديدة وأكثر تطورا للكشف عن التحركات البحرية، بالإضافة إلى الإجراءات الروتينية التي يتبعها الجيش في حماية سواحل قواعده.
ولفت إلى أن الجيش قام بتدريبات عملية على تلك الأجهزة وعلى وحدات المراقبة، راجيا أن تستطيع تلك الأنظمة وقف أي هجوم بحري من قبل "القسام"، معتقدا أن الأخير يعمل على تطوير قدرات عناصره في الهجوم على القواعد الإسرائيلية.