13.34°القدس
13.1°رام الله
12.19°الخليل
17.48°غزة
13.34° القدس
رام الله13.1°
الخليل12.19°
غزة17.48°
الإثنين 23 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

الأكثر إهمالًا حكوميًا

الخليل .. المدينة التي لا يُخمد فيها البارود

الخليل .. نموذج الانتفاضة المميز
الخليل .. نموذج الانتفاضة المميز
الخليل - مراسلتنا

هي قلب جنوب الضفة النابض، وأكثر المحافظات سكاناً وأكبرها  مساحة، لها حصة الأسد في الاقتصاد الفلسطيني فهي عماده، ولها النصيب الأكبر من الإهمال الرسمي والحكومي، فما حالها مع مقاومة المحتل، وتقدم الصفوف ؟؟.

"فلسطين الآن" التقت الكاتب والمحلل السياسي صلاح حميدة والذي أشار إلى أن محافظة  الخليل تشكل خزان الثورة الفلسطينية، وقد كانت _وما زالت_ سباقة في التاريخ الثوري الفلسطيني، ويلحظ الدور الكبير لها في ثورة البراق، وقد خلد الفلسطينيون في أغانيهم الشعبية شهداء الخليل الذين أعدمهم البريطانيون وقتها.

وأضاف :" تعتبر مدينة الخليل المدينة الأكثر تماسا مع كل مكونات الشعب الفلسطيني، فهي محافظة مصدرة وطاردة للسكان، فأينما يذهب الإنسان في فلسطين التاريخية يجد الخليلي هناك، وبالتالي نجد أن الخليلي يتأثر أكثر من غيره بما يجري في أي مكان في فلسطين، ويعتبر أكبر تركيز سكاني لأهل الخليل في مدينة القدس، ولهذا السبب نجدهم الأكثر تفاعلا مع الاعتداءات على القدس وعلى المسجد الأقصى".

صراع محتدم

وأكمل حميدة :" الخليل محافظة ومتدينة، وفيها صراع محتدم على المسجد الإبراهيمي، وهناك صراع محتدم على كل شبر في الخليل، ولذلك يعيش الخليلي صراعا وجوديا على مدار الساعة مع أكثر المغتصبين الصهاينة عنصرية وإجراما، بالإضافة إلى أن من يعيش هذا الصراع يدرك بحكم التجربة ما يحاك للقدس وللمسلمين الأقصى".

وأوضح حميدة أن  لحركة حماس وجود كبير وتجذر عميق في منطقة الخليل، وهو إرث ممتد منذ طلائع المجاهدين من جماعة الإخوان المسلمين الذين قدموا عام 1948م للقتال في فلسطين والذين أقام بعضهم اتصالات مع بعض الشخصيات في الخليل، كما أن لمدينة الخليل إرث قتالي عميق جدا من سلسلة من المناضلين الذين قاموا بعمليات كبرى ضد الاحتلال، وقصص هؤلاء تشكل إلهاماً لمن أتوا بعدهم من جيل المقاتلين الجدد.

وختم حميدة حديثه :"طبيعة الشخصية الخليلية لها دور في هذا النمط من العمليات، فالخليلي معروف كتاجر له نظرة إستراتيجية ولا ينظر في موضع قدميه، ولذلك يلحظ المراقبون قدرة المقاومة في الخليل على الاستمرار في الوقت الذي يفقد فيه غيره القدرة على المواصلة، ولهذا يتفاجأ الاحتلال بما تفعله المقاومة في الخليل كلما ظن أنه أجهز على آخر الخلايا المقاومة".

دور مميز

 الكاتب والمدون الفلسطيني سري سمور أوضح لـ"فلسطين الآن" أن الخليل لعبت دوراً مميزاً في انتفاضة القدس، بما قدمت من شهداء وبؤر مواجهات مستمرة، وعمليات نوعية كان آخرها الأسبوع الماضي، وللأمر أسباب كثيرة منها: تداخل واحتكاك أهل الخليل بالمستوطنين الاستفزازيين المتطرفين، وكون الخليل محافظة ذات كثافة سكانية عالية جداً، ومعلوم أن شعبنا شعب شاب فتيّ،  فقد ولدت عمليات القتل التي نفذها جيش الاحتلال رغبة جامحة بالثأر، تصدرها الشباب".

وأكمل سمور: " كما أن الخليل كانت مشاركتها في انتفاضة الأقصى 2000-2005 محدودة نوعا ما وبالتالي لم تتعرض إلى التجريف والاستئصال الذي استهدف المقاومة وأنصارها وبيئتها الاجتماعية في المحافظات الأخرى، فانتقلت هذه الطاقة والمخزون إلى المرحلة الحالية".

الكاتبة لمى خاطر استكملت في حديثها نقاطا أخرى، أكملت بها الصورة، حيث أوضحت أن النشاط الحالي للخليل في هذه الانتفاضة يبدو استكمالاً لحراك شبه مستمر بدأ تقريباً منذ حوالي عام ونصف في أيار من عام 2014، بإضراب الأسرى الإداريين ثم حرب غزة وبعدها أحداث الأقصى في شهر أكتوبر من العام الماضي، ثم عاد يتجدد مع إحراق عائلة دوابشة، عبر سلسلة تظاهرات قرب مناطق التماس، نظّمتها حركة حماس في المدينة وما زالت مستمرة حتى اللحظة، أي أن الحراك الشعبي لم يبدأ كفعل جديد مع بداية الانتفاضة بل بدا أمراً اعتيادياً ألفته الخليل، خصوصاً مع نقاط تماسها الكثيرة، على خلاف المدن والمناطق الأخرى في الضفة.

وفي هذه الانتفاضة دخل العامل العشائري على خط الحراك الشعبي في الخليل، وهو ما أكسبه زخماً كبيرا شاهدناه بصورة واضحة في مظاهرة دعت لها عشائر المدينة لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة لدى الاحتلال، حيث تجلّت قدرتها الكبيرة على حشد أبنائها وإدماجهم في حالة الحراك الجماهيري، مما جعل الشارع كلّه مشاركاً بشكل أو بآخر في هذه الانتفاضة ومتحملاً لمسؤولياته.