10.57°القدس
10.33°رام الله
9.42°الخليل
14.89°غزة
10.57° القدس
رام الله10.33°
الخليل9.42°
غزة14.89°
الثلاثاء 24 ديسمبر 2024
4.59جنيه إسترليني
5.17دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.66دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.59
دينار أردني5.17
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.66

المواطنون يشتكون

انفلات أسعار الأضاحي بالضفة ولا رقابة حكومية

soc24860
soc24860
رام الله - مراسلنا

فوجئ المواطن أمجد عبد الرحيم من مدينة طولكرم أن المبلغ الذي ادخره طيلة العام الحالي من أجل شراء أضحية العيد، لم يعد يكفي بعد أن شهدت أسعار الخراف والغنم والعجول ارتفاعاً ملحوظاً مؤخراً.

يقول أمجد لـ"فلسطين الآن" إنه كان يجمع ما تيسر من أموال فائضة عن حاجته من أجل أن يقوم بشراء خروف ويذبحه في عيد الأضحى تقربا لله، واقتداء بسنة النبي محمد صل الله عليه وسلم".. ويضيف "هذا كان حلمي منذ أن كنت صغيراً.. فنحن من عائلة مستورة وكان يأتي بعض الميسورين لنا بحصتنا من الأضاحي .. وعندما عملت في مصنع لإنتاج الطوب قررت أن أجمع ما أستطيع لأضحي بخروف". 

ويلفت أمجد أنه يتقاضي خمسون شيكلا في اليوم، لذا كان يضع في حصالة خاصة يومياً ما يستطيع من أموال.

يضحك قليلا وهو يستذكر "مرات كنت أحط شيكل، ومرات عشرة.. ومرات أسحب منهم وأصرف على عيلتي..  حسب الظروف صراحة".

قبل أسبوع جمع أمجد نحو 1300 شيكل، وتوجه لصاحب مزرعة قريبة من بيته، وهو يعتقد أن ما معه من أموال سيكفي لشراء أضحية.. يصف المشهد قائلا "أعرف أن سعر الكيلو تقريبا 5 دنانير أردني، أو أكثر بقليل، يعني تقريبا 22 أو 23 شيكل، ووزن الخروف 60 كيلو تقريبا.. يعني بالعامية المبلغ اللي معي يا بنقص شوية أو بزيد شوي".

لكن المفاجأة أن السعر ارتفع ليصل إلى 6 دنانير ونصف، وبعض المزارعين لا يرضى بأقل من 7 دنانير.. أي تقريبا سعر الخروف سيصل لـ2280 شيكل، بفارق ألف شيكل عما أملكه".

لم يستنكف أمجد عن تحقيق حلمه، فأصر على شراء أضحية وساعده صاحب المزارع على ذلك، عندما وافق على تسديد ما بقي من مال بعد العيد وفق قدرته.

انفلات غير مسبوق

هذه الحالة انطبقت على المئات من المواطنين، حيث يؤكد رئيس جمعية حماية المستهلك في نابلس إياد عنبتاوي ارتفاع أسعار الأضاحي وتفوقها على القدرة الشرائية للمستهلك الفلسطيني، الأمر الذي أعاق انضمام أعداد كبيرة من المواطنين إلى إحياء سنة الأضاحي بسبب الانفلات غير المسبوق في أسعار اللحوم الحمراء وعدم قدرة الحكومة على لجمها.

يقول عنبتاوي لـ"فلسطين الآن" إن "وزارة الزراعة تتحمل المسؤولية المباشرة وغير المباشرة عن هذا الانفلات السعري وزيادة العرض لخفض السعر، وهذا لا يقلل من أهمية دور وزارة الاقتصاد الوطني التي تقاسمها المسؤولية في تنظيم وضبط السوق الفلسطيني".

بدوره، قال رئيس الجمعية في رام الله صلاح هنية إن "المواطن لن يدفع ثمن ضعف وتراجع أثر التدخلات الحكومية من وزارات الاختصاص المنصوص ضمن صلاحياتها على متابعة ضبط وتنظيم السوق ومنع التلاعب بالأسعار ومنع الاحتكار الجماعي بصورة يتم فيها تحديد سعر مرتفع من مجموعة من التجار، رغم أن المواطن دفع هذا الثمن منذ شهر رمضان المبارك لغاية اليوم، حيث لم يعد قادرا على ابتياع اللحوم الحمراء والأضاحي".

نرفض التبرير

ورفض عنبتاوي محاولات التبرير لعدم تحقيق تدخلات تؤثر على الأسعار انخفاضا بتحميل المواطن المسؤولية عن ارتفاع الأسعار وإخلاء مسؤولية الحكومة التي يجب أن تبحث عن حلول خلاقة وإبداعية نتيجتها توفير اللحوم الحمراء والأضاحي بأسعار مناسبة، خصوصا أن عيد الأضحى لم يأتِ مصادفة، بل هو عيد يتم التجهيز لمتطلباته منذ بداية العام وليس اليوم".

وأكد أن عشرات الاجتماعات عقدت مع وزارة الزراعة لبحث هذا الأمر، إلا أن الوضع لا زال حاله من حيث ارتفاع الأسعار وتراجع القدرة الشرائية.

ولفت إلى أن "أسعار اللحوم الحمراء والخراف والعجول الحي في السوق الإسرائيلي هي أقل من أسعارنا بفارق قياسي ملحوظ برغم الفرق في مستوى الدخل بين السوقين ارتفاعا لصالح السوق الإسرائيلي".

وقد أجرت الجمعية مقارنة ميدانية وسجلت فوارق الأسعار بين السوقين. 

وفي السوق الأردني تلمس أن هناك مصادر متعددة للحوم وأسعارها من 4 دنانير وتصل إلى أحد عشر دينارًا، ولكن السوق الفلسطيني ملزم بسعر موحد أجمع عليه التجار ارتفاعاً، وحرم المستهلك من حرية الاختيار الذي يعتبر حق أساسي من حقوق المستهلك، وانسحب الأمر على أسعار الأضاحي.

أيدي خفية

وفجر رئيس جمعية حماية المستهلك برام الله صلاح هنية مفاجأة عندما قال إن "هناك أيدي خفية تلعب في سوق المواشي واللحوم الحمراء، وتفرض أجندتها على السوق ولا تقبل شكوى المستهلك الفلسطيني الذي بات محروما من شراء اللحوم الحمراء، رغم انخفاض الأسعار للخراف والعجول من مصدرها حسب الأرقام العالمية".

وأعلن هنية أن مجموع ما تم استيراده من رؤوس الأغنام بلغ في المرحلة الأولى بعد عيد الفطر 9100 رأس غنم، مضيفا وصول 7100 رأس غنم إلى الموانئ مؤخرا، و16200 رأس غنم عدا العجول، ولم يتم تحقيق أي انخفاض على الأسعار في السوق الفلسطيني للمستهلك، وهذه المؤشرات إضافة لإنتاج مربي الثروة الحيوانية الفلسطينيين الصامدين على أرضهم رغم المعاناة تدق ناقوس الخطر لمؤشرات احتكار واستئثار بقطاع اللحوم الحمراء، ما يعني أن رفعا وهميا لهذه الأسعار دون أي سند منطقي.

وأضاف هنية أن الثروة الحيوانية التي تربى في فلسطين جرى ويجري ترقيمها من وزارة الزراعة ضمن مشروع مدعوم من مؤسسة "الفاو"، وتم إصدار اللوحات الإعلانية التوعوية بشأنه وحث المزارعين واستنفار دور مؤسسات المجتمع المدني، إلا أن المستورد لم يتم ترقيمه، ولم يتم متابعة إصدار تصاريح زراعية لحركة رؤوس الأغنام والخراف لحصر حركتها، وبقائها في السوق الفلسطيني من عدمه، ومتابعة إصدار فواتير لبيعها من مركز الاستيراد إلى لحامين أو مزارعين أو لجان زكاة أو مشاريع أضاحي، ومتابعة أي سجل لذبحها وبيعها لحما.