20.01°القدس
19.77°رام الله
18.86°الخليل
22.39°غزة
20.01° القدس
رام الله19.77°
الخليل18.86°
غزة22.39°
الجمعة 30 مايو 2025
4.7جنيه إسترليني
4.91دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.96يورو
3.48دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.7
دينار أردني4.91
جنيه مصري0.07
يورو3.96
دولار أمريكي3.48

تقرير "فلسطين الآن"

بالصور: معرض "الجذور" في خانيونس.. تجسيد للتراث والهوية

معرض
معرض
خانيونس – محمد كمال

عشرات الفنانين التشكيليين يرسمون جدارية ممتدة، وخيمة على هيئة البداوة الأصيلة القديمة، وعدد من النساء يعددن مأكولات شعبية، ومجسمٌ لقبة الصخرة على بابه ناقتان، والعديد من المنتوجات الفنية والملبوسات المنقوشة بالتطريز الفلسطيني، وصانع أواني الفخار يتفنن بتشكيها بيديه، وأدوات قديمة متعددة الاستخدام، وأوبريت فنيٌ يحكي تاريخ القضية الفلسطينية، هكذا بدا المشهد في مهرجان "الجذور التراثي".

جمعية الثقافة والفكر الحر نظمت مهرجانًا فنيًّا تراثيًّا في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، إحياءً للتراث الفلسطيني وتأكيدًا على التشبث به كجزء من الوجود، وحمل عنوان "مهرجان الجذور التراثي 24.. وحدة الوطن ليست خيارًا"، بمشاركة فنانين ومعارض تشكيلية وفرق فنية متنوعة.

وأكدت إحدى المنظمات للمهرجان لـ"فلسطين الآن" أن المهرجان هو احتفال بإحياء التراث الفلسطيني، من أجل الحفاظ على الهوية التراثية الثقافية الفلسطينية وتحميل مسؤولية الحفاظ على التراث والهوية من الأجداد للآباء للأبناء.

واعتبرت "أننا كمؤسسة ثقافية واجب علينا ومن أهدافنا أن نذكّر الأجيال بأن لنا وطن مسلوب، لذلك نشكل فعاليات بشكل سنوي لإحياء التراث الفلسطيني"، موضحة أن المهرجان يحتوي أوبريت فني يحكي قصة الشعب الفلسطيني، ومعارض تراثية فلسطينية، وأكلات شعبية فلسطينية، وصور حية وجدارية الفنية تعرض الحقب التاريخية للقضية الفلسطينية.

جدارية متكاملة

على جدارية مساحتها قرابة 40 مترًا، اجتمع عدد من الفنانين التشكيليين يرسمون لوحة فنية متكاملة تجسد الحقب التاريخية التي مرت بالقضية الفلسطينية منذ عهد الانتداب البريطاني إلى سنوات الحصار المفروض على قطاع غزة، ورسمت كل مجموعة من الفنانين رسمة تعبر عن حقبة من هذه الحقب التاريخية.

وأوضحت الفنانة التشكيلية إسراء صادق لـ"فلسطين الآن" والمشاركة في رسم الجدارية أن هذه الجدارية تحكي عن الحقب التاريخية التي مرت بها القضية الفلسطينية، مبينة أنها شاركت في رسم حقبة الانتداب البريطاني كأول حقبة في التاريخ الفلسطيني.

وقالت: "جسدنا في لوحتنا كيف كان الناس يعيشون في عهد الانتداب البريطاني، وكيف دخلت العملة حينها على فلسطين، وجسدنا ملابس الفلسطينيين ومعاملاتهم وبيوتهم في تلك الفترة".

وعبّرت الجدارية عن فترة الانتداب البريطاني لفلسطين ثم أحداث النكبة ثم أحداث النكسة ثم الانتفاضتين الأولى والثانية ثم سنوات الحصار والحروب التي تعرض لها قطاع غزة.

ومن جانبها شاركت الفنانة تشكيلية منال حماد في رسم الحقبة التاريخية الخاصة بالحصار المفروض على قطاع غزة والعدوان الإسرائيلي التي تعرض له.

وقالت: "طبيعة المشاركة في حقبة الحروب والحصار، حيث رسمنا رسومات تجسد الحرب والحصار، بالإضافة إلى الجدار الفاصل في الضفة الغربية"، مضيفة: "كفنانة تشكيلية شاركت فيه حتى أرسم وأوصل ما عندي وأعبر عن الحرب والحصار بريشتي".

وأكدتا الفنانتان صادق وحماد أن الفنان الفلسطيني قادر على الإبداع رغم الحصار والإغلاق والحروب التي تعرض لها القطاع، واعتبرتا أن "كل هذه الضغوط التي نحياها تجعلنا نزيد تحديًا له وكسرًا لحلقاته بفننا وإبداعنا ورسالتنا التي نؤديها".

وقالتا: "رغم الحصار والحروب التي مرت علينا إلا أننا ما زلنا نبدع ونرسم ونؤدي رسالة بأننا سيأتي يومًا ننتصر وتنتهي هذه الحروب، ورسالتنا للاحتلال أن فلسطين مرت بالكثير من الحقب التاريخية وبقينا صامدين ولم نستكن لهم وسنبقى كذلك".

مشاركات تجسد الهوية

لم يغب العطار الفلسطيني عن مشهد المعرض، يجسد مهنة العطارة الخاصة بالأعشاب كإحدى المعالم على التراث الفلسطيني القديم، ويعرض العطار الفلسطيني أحمد القصاص عددًا من الأعشاب الطبيعية والزيوت المستخرجة من النباتات التي تنمو في التربة الفلسطينية خاصة في الضفة الغربية المحتلة.

وقال: "نقدم أعشاب التراث الفلسطيني فيما يعرف بالعطارة؛ لأن العطار من أساس التراث الفلسطيني لأنه قديما لم يكن طبًا كيماويًا وكان الكل يلجأ للعطار في علاج مختلف الأمراض".

وتابع بقوله :"نحن نشارك كل عام في المعارض التراثية حتى نجدد التراث الفلسطيني الذي سلبه الاحتلال"، منوهًا على أن الكثير من الأغراض والأعشاب غير موجودة في قطاع غزة بسبب الإغلاق والمعابر، ومشيرًا "بسبب الإغلاق لا نستطيع الحصول عليها من جبال الضفة؛ لأن الضفة فيها خيرات كثيرة وأعشاب كثيرة ومحميات طبيعية".

وأضاف: "الأعشاب أفضل بكثير من الأدوية الكيماوية؛ لأن الكيماوي إن لم تنفعك ستضرك، أما الأعشاب إن لم تنفع لا تضرك".

 وأكد أن "مهنة العطارة نعتبرها من التراث الفلسطيني لأجل ذلك نحن متمسكون بها وكل سنة نطور فيها، ونقول للاحتلال وكل الذي يتآمر على الشعب الفلسطيني نحن باقون وصامدون مهما تغيرت الظروف، وسنجدد التراث الفلسطيني بكل أشكاله".

وعلى ناحية أخرى تجلس المعاقة حركيًا "هدى أبو عودة" أمام معرضها "ربيع بلادي" الذي يهتم بتطريز الثوب الفلسطيني، وأكدت "نحن مشاركون اليوم لأنه يوم التراث الفلسطيني حتى نجدد هويتنا في التراث لأن التراث يثبت هويتنا".

وأشارت أبو عودة أنهم يسعون دائمًا لتطوير الفلسطيني وتحديثه بحيث يواكب العصر، وقالت: "قديما كانوا يلبسون الثوب بشكل طبيعي، والآن المرأة تريد أن تلبس شيء يواكب العصر، فأصبحنا نطرز ثوب غير تقليدي من حيث اللون والتفصيل تقبله البنات كثوب يواكب الجيل الجديد".

واعتبرت أنها بمشاركتها في المعرض تثبت للمجتمع المحلي أن الإنسان ذوي الإعاقة ليس إنسانًا مثل ما هو مفهوم عنه، بل هو إنسان معطي منتج محب للتراث ومنتمٍ لبلده.

 وختمت بقولها:" الاحتلال الإسرائيلي يحاول أن ينسب التطريز اليدوي له ويثبت أنه له، ولكن التطريز اليدوي فعليا من تراثنا نحن، وكما احتلوا أرضنا يحاولون أن يحتلوا تراثنا الفلسطيني ولكن نحن برغم الوضع والظروف متحدين له وسنبقى نثبت للعالم تراثنا وهويتنا".