20.57°القدس
20.33°رام الله
19.42°الخليل
23.16°غزة
20.57° القدس
رام الله20.33°
الخليل19.42°
غزة23.16°
الأحد 08 يونيو 2025
4.74جنيه إسترليني
4.94دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.99يورو
3.5دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني4.94
جنيه مصري0.07
يورو3.99
دولار أمريكي3.5

#شهداء_الإعداد..

تقرير: "أبو الحُسنى".. بندقيةُ ثائرٍ وروحٌ تغازلُ الفردوس

خاص - فلسطين الآن

يعد رصاصاته، يتفقد جعبته وبندقيته، قبل أن ينطلقَ إلى مواطن الرّباط، متسلحًا بعزائم الرّجال، وإرادة الأبطالِ، ليبدأ ليلةً جديدة من الإعداد والتّجهيز، يرقبُ بعينيه حدود الوطنِ، وروحُه تسافر إلى البلادِ المحتلّة، متمنيًا قُرب صباحَ التحريرِ.

أحمد عطية منصور "أبو الحسنى"، في بلدة جباليا شمال قطاع غزة كان ميلاده، وفيها قضى طفولته وشبابه، حتى أكمل الثلاثين عامًا، ثم اصطفاه الله ليرتقي شهيدًا أثناء رباطه على حدودها الشرقية، في نهاية لرحلة حياته القصيرة التي قضاها متنقلًا ما بين صلاة وجهاد ورباط.

التحق الشهيد "أبو الحسنى" منذ سنواتٍ في صفوف كتائب الشهيد عز الدين القسّام، ليبدأ في كتابةِ صفحاتٍ جهاديةٍ عظيمة، ويخط أروع آياتِ العزة والرفعة والكرامة في ساحاتِ الوغى وميادين الإعداد والتجهيز، بعدما تشرّب معاني الدعوة الجهادية في مسجد "أبو الخير" ببلدة جباليا شمال القطاع.

في الخنادقِ صولاتٌ كثيرةٌ، وتضحياتٌ كبيرة، قدّم خلالها وقته وجهده  بكل تفانٍ وإخلاص، فشهدت له قيادته بالمثابرة، وزملاءه بالجدّ والاجتهاد، فكانت بصماتُه في كل قطعةٍ أرضٍ في شمالِ قطاع غزة، تشهدُ لهُ سماؤها وأرضُها وتربُها وأنفاقُها وأسلحتُها، فكان مثالًا للجنديِ القسّامي المضحّي المقاتل الصنديد العنيد.

موعدٌ مع الشهادة

في الخامس من كانون الأول من العام الجاري، ارتقى أحمد منصور شهيدًا جراء انفجارٍ قنبلة يدوية كانت في جعبته أثناء رباطـه في إحدى الليالي الباردة شرق مخيم جباليا، لتزفّه المآذنُ شهيدًا نحو ربّه، ويتناقلُ الخبرَ المجاهدون عبر أجهزة اللاسلكِي، معلنين استشهاد المجاهد الخلوق، لينضمّ إلى قافلة شهداء رحلةِ الإعداد والتّجهيز.

دماءٌ صادقة نزفت، وأشلاءٌ طاهرة تناثرت، وروح نقيّة صوب السّماءِ حلّقت، تزفّ البشرى، بأن المجد للشهداء، والجنانِ لمن بذل وقدّم، نحسبُه شهيدًا ولا نزكيه على الله.

شكّل خبر ارتقاء الشهيد "أبو الحسنى" صدمة للكثيرين من أهالي بلدة جباليا، فقد عرفوه طيّبًا، خلوقًا، متواضعًا، خدومًا لكل محتاج، صنديدًا في ميادين المقاومة والجهاد، مقدامًا في ساحات الوغى.

ولا يزالُ مجاهدو الإعداد والتجهيز، من الفصائل الفلسطينية كافة، يعدّون العدة للجم العدو الإسرائيلي الجبانِ، في أي مرحلةٍ قادمة، مرسلين رسالة واضحة بأن المقاومة الفلسطينية في تعاظم، ولم تغفل لحظة عن الإعداد لحماية شعبها من أي عدوان إسرائيلي.