منذ سنوات ومختبر الأنسجة، التابع لوزارة الزراعة في قطاع غزة، يحقق مهندسوه الزراعيون نجاحات وإنجازات في مجال المزروعات المفقودة، برغم إمكانيّاتهم المتواضعة وظروف الحصار، واللافت أن ما يحققه هؤلاء في الوصول إلى منتجات زراعية ذات جودة عالية، وخالية من الأمراض، معتمدين على سياسة النوعيات الزراعية المفقودة في فلسطين وخاصة في قطاع غزة، يعتبر تفوّق نوعي.
"فلسطين الآن"، رصدت خلال تقريرها أهم النجاحات والإنجازات التي يحققها مختبر زراعة الأنسجة النباتية، التابع لوزارة الزراعة والموجود في مقرها خلف أبراج الفيروز غرب مدينة غزة، والذي توصل لنماذج زراعية تحقق إنتاجية أعلى من المنتوجات المتداولة في السوق المحلي الغزي.
المهندسة المشرفة على المختبر، منال صبح، أكدت أن المختبر يعمل على إنتاج أشتال محسنة ذات إنتاجية عالية وخالية من الأمراض تحقق من خلالها عائدًا اقتصاديًا من خلال إنتاج الأشتال ذات الأولوية الاقتصادية مثل البطاطس والنخيل والحمضيات والموز وغيرها.
أصناف جديدة
وقالت صبح، خلال حديث خاص بمراسلنا، "إن المختبر، ساهم في إدخال أصناف جديدة من المحاصيل ونشرها في وقت قصير بتكاليف أقل من استيراد الأشتال كاملة النمو، بالتالي التغلب على مشكلة الاستيراد ما يساهم في توفير تكاليف الإنتاج".
وتعتبر تقنية زراعة الأنسجة النباتية، التي يستخدمها المختبر هي الطريقة المثلى لإكثار بذار البطاطس الخالية من الأمراض الفيروسية بمختلف أنحاء العالم وغيرها من البذور الأخرى.
وأشارت صبح، إلى أن المختبر، يسعى لإكثار العديد من الأصناف النباتية ذات الأهمية الاقتصادية، ومنها النخيل والفراولة والقرنفل وبعض نباتات الزينة وغيرها.
مرحلة التأسيس
ولفتت المهندسة منال صبح المشرفة على مختبر الأنسجة بوزارة الزراعة، إلى مرحلة نشأة المختبر في العام 2009م، عندما دشّنت وزارة الزراعة المختبر، حيث كان وزير الزراعة في حينه الدكتور محمد رمضان الأغا، والذي بدوره احتضن المشروع كمبادرة قدمتها المهندسة الزراعية سعدة المجدولاي.
وأجرت "فلسطين الآن"، قبل سنوات حديثَا صحفيًا مع خريجة كلية زراعة الأنسجة في العراق، المهندسة المجدلاوي، والتي أشرفت على إنشاء المختبر، بتمويل من دولة قطر ضمن المشاريع القطرية لدعم قطاع الزراعة، والتي نجحت في إنتاج العديد من المزروعات المفقودة في قطاع غزة.
وكشفت المجدلاوي، أن المختبر، مزوّد بكافة الأجهزة اللازمة لزراعة الأنسجة، بالإضافة إلى تزويده بنظام الطاقة الشمسية؛ حيث تتطلب زراعة الأنسجة وجود تيار كهربائي على مدار الساعة.
حل مشكلة
وأما عن طبيعة عمل المختبر، فقالت: "عندما أُنشئ المختبر، أنشئ خصيصًا لإنتاج التقاوي (وهي جزء من النبات يستخدم لتكاثر الحاصلات الزراعية) بأعداد كبيرة في غير موسمها، والذي يصعب إكثارها بالطريقة العادية في نفس التوقيت، والتي يستطيع المختبر إنتاجها بكميات كبيرة، ما يوفر استيرادها من الخارج".
وتعتبر، "تقاوي" البطاطس من المعضلات التي تواجه القطاع الزراعي، والتي تكلفه مليون ونصف مليون دولار سنويًّا لاستجلابها من الخارج، والذي نجح المختبر مؤخرًا بإنتاج الفوج الأول من هذه "التقاوي" والذي يزيد عن 13 كيلوجرام، وهو مُخرج جيد بالنسبة للتجربة الأولى.
وعن سلامة المنتج الزراعي، أوضحت الإدارة المشرفة على مختبر الأنسجة بوزارة الزراعة، أنّ أكثر ما يهم الوزارة في موضوع مختبر الأنسجة، هو الخروج بمنتجات خالية تمامًا من الفيروسات، وهي أكثر ما يعاني منه محصول البطاطا.
وتوفر وزارة الزراعة، قطعة أرض للمشاهدة، حتى يتمكن المزارعون من الاقتناع بفكرة المختبر وما وصل إليه، والتي تجري فحوصات العينات من كل منتج زراعي ينتجه المختبر، "والتي قد كانت خالية تمامًا من الفيروسات".
نجاحات
وبعد أن نجح المختبر في إنتاج، العديد من أصناف المحاصيل، مثل "البطاطا"، فهو يعمل حاليًّا على زراعة ثلاثة أصناف من البطاطا، والأناناس، وكينينا (مراعي النحل) والنخيل البرحي، ونخيل "الخزندار" وهو صنف محلي بمواصفات عالية الجودة.
ويتوقع إمكانية أن تعطي فسيلة النخيل الواحدة منها 10 آلاف نخلة، غير النجاح الذي حققه المختبر في زراعة نبات "الاستيفيا" والذي يعد البديل الآمن عن السكر، "والذي يقوم بدوره بالتحلية عِوضًا عن السكر العادي "السكروز" بضعف يصل إلى 350 مرة".