أجمع المحللون السياسيون على أن أصابع الاتهام تتجه كلها نحو الاحتلال الإسرائيلي في اغتيال القيادي القسامي البارز مازن فقها، أمس الجمعة، قرب منزله.
واستبعد المحللون أيضاً انجرار المقاومة الفلسطينية لحرب مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبرين أن المقاومة لديها القدرة على الرد، لكنها اختارت طبيعة للرد تتناسب مع عملية الاغتيال.
الاحتلال متورط والرد سيكون استراتيجياً
وقال الكاتب والمحلل السياسي أيمن الرفاتي، إن كل أصابع الاتهام تشير إلى تورط الاحتلال الإسرائيلي في عملية اغتيال الشهيد مازن فقها.
وأضاف الرفاتي في تصريح لوكالة "فلسطين الآن"، أن قطاع غزة احتضن الشهيد فقهاء وهو المبعد من الضفة المحتلة إلى قطاع غزة، فيما وضعه الاحتلال على قائمة المطلوبين لديه ويتهمه بالتورط في التخطيط لعمليات ضد الاحتلال بالضفة.
وأكد الرفاتي، أن الاحتلال حاول توجيه ضربة أمنية موجعة لحركة "حماس"، خاصة في ظل وجود أمن واستتباب في قطاع غزة، ومع تولي يحيى السنوار قيادة حماس، وهو الذي تعتبره "إسرائيل" رجلا أمنيا بامتياز.
وأوضح أن "إسرائيل" لا تريد الحرب، لكنها تريد أن توجع "حماس"، وبالتالي هي لجأت للعمليات غير المباشرة والتي يسمونها "عمليات جراحية نظيفة"، دون أن يكون هناك دليل على تنفيذهم لها، وبناء على ذلك يتم تكبيل "حماس" في خياراتها للرد أمام المجتمع الدولي.
وعن رد "حماس" على الاغتيال، وإن كان سريعا أم ضمن خطة، أكد الرفاتي أن "حماس" ستوازن الأمور، لن ترد سريعاً لكنها ستستخدم أسلوب أكثر إيلاماً ربما بعمليات استراتيجية، أو عمليات في الداخل المحتل كالتي كانت في بداية الألفية الثانية.
من جهته أتفق الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، مع الرفاتي، في أن طبيعة الرد على اغتيال الشهيد فقها، لن يكون سريعا.
وقال الصواف، في حديثه لوكالة "فلسطين الآن"، إن كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس" أوضحت طبيعة الرد على عملية الاغتيال وأنها ستكون بنفس المستوى.
واعتبر أن قيام القسام بعملية بنفس المستوى تحتاج لوقت، خاصة وأن القسام لا يمتلك نفس الأدوات والجهوزية التي يمتلكها الاحتلال في تنفيذ هكذا عمليات، لافتا إلى أن القسام أعلن تغيير المعادلة مع العدو إثر عملية الاغتيال.
لا حرب مفتوحة
واستبعد الصواف أن يكون هناك رد للقسام بالانجرار لحرب مفتوحة مع الاحتلال، مبينا أن الآلية اختارها القسام وأعلن عنها، مبينا أن عملية الاغتيال تأتي في سياق حرب الأدمغة بين الاحتلال والمقاومة.
وأوضح الصواف أن الاحتلال لم يقدم على اغتيال "فقها" اعتباطا، إنما خطط للعملية منذ سنوات وقام بالتكتيك المطلوب لها، وهذه ضمن عقلية أمنية يقوم بها الاحتلال، وهو ما يعني أن على "حماس" العمل بعقلية أمنية أكثر جدية، خاصة مع الشخصيات القيادية، كوننا لا تعيش في منطقة آمنة.
وارتقى المحرر مازن فقها ابن الـ38 عامًا وابن مدينة طوباس، إلى ربه في عملية اغتيال جبانة غادرة بإطلاق النار عليه من قبل مجهولين في مدينة غزة مساء أمس الجمعة.
والأسير المحرر فقها من محرري صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011، وهو مبعد إلى قطاع غزة، وأصله من مدينة طوباس بالضفة المحتلة، وهو المسؤول عن عملية صفد البطولية التي جاءت انتقاما لاغتيال الشيخ صلاح شحادة وأدت إلى مقتل 9 إسرائيليين.
وتتهم "إسرائيل"، الأسير فقها بإدارة خلايا للمقاومة من غزة في الضفة الغربية.