يفتخر زيد، بأنه جمع خلال أسبوع، أكثر من 90 بيضة شنار "الحجل" خلال أسبوع من البحث والجد في الجبال الجنوبية والغربية لمحافظة الخليل، حيث يبدأ يومه فجراً، وقبل بزوغ الفجر، مشياً على الأقدام، حتى يصل مبتغاه والحصول على البيض.
والشنار أو الحجل، طائر بري يتكاثر في فصل الربيع ويضع بيضه في أعشاش "مدحاة" يختار لها مكانا آمنًا بين الأشواك والصخور، لكن أيادي زيد وشاكلته، تعرف جيداً كيف تجد طريقها إليها.
يقول زيد، لمراسلة "فلسطين الآن" في كل بداية فصل للربيع أخرج وعدد من أصدقائي للبحث عن البض، وذلك للتجارة، حيث نجمع البيض ونبيعه كل يوم جمعة في الأسواق أو من يقوم بالطلب قبل الجمع.
طائر مخادع
الشاب العشريني الذي لم يكمل دراسته الجامعية، عاش حياته راعيا للأغنام في منطقة مسافر يطا، صبَّ كل اهتمامه في جمع الأعشاب البرية، وبيض الشنار، بالإضافة إلى صيد الغزلان والأرانب.
يوضح زيد لـ"فلسطين الآن" بأن بداية فصل الربيع، هي ناقوس البدء بأن الشنار قد بدأ فعلا بوضع البيض، في أماكن نعمل على اكتشافها حسب خبرتنا.
وعن طريقة معرفة أماكن البيض ووضعها، يقول زيد لمراسلتنا، بأن الشنار من عادته عدم الطيران، أو الابتعاد السريع من مكان "عُشِّه"، فهو يعمل كثيرا على خداعنا، لكن مع مرور الوقت، نحن نعرف جيدا إلى أين يهرب، وفي أي مكان يوجد بيضه.
وحسب زيد، فالشنار يعمل على خداع مطارديه، حيث يمشي كمكسور الجناح، ويصدر أصواتاً كأنه مصاب، وبالتالي من البديهي نحن نعمل على لحاقه وبذلك يبعدنا عن مكان بيضه، وينجح في خداعنا.
ويوضح، لكن نحن مع التجارب عرفنا طريقة خداعه، فنقوم بمراقبته قبل يوم بواسطة " مناظير"، ونعرف جيداً مكان دخوله وخروجه من الجحر " العش"، وبعدها بساعات ننصب له الكمائن ونقبض عليه وبيضه كاملاً.
تحذير من انقراضه
من جانبه، يؤكد الطبيب البيطري والمراقب لدى وزارة الزراعة بالخليل نبيل يونس، أن هذه العادة سيئة جداً، وهي سلاح ذو حدين.
وأضاف يونس في حديثه لمراسلتنا "إذا ما أقدم الهواة على جمع البيض الجائر، وبالتالي يكونوا من عوامل انقراض الشنار، أو العمل على طرده من مكان تواجده، خصوصاً أماكنه القريبة من السكان".
وبيّن أن هذا الطائر سيختفي من ربوع بلادنا الجميلة بعد سنوات قليلة، إذا ما أعملت المؤسسات والجهات المختصة، على القيام دورها، في ترشيد جمع البيض، وإصدار إرشادات للتعامل مع الطيور البرية بشكل عام، وطائر الشنار بشكل خاص.
وتساءل يونس، عن الجدوى من جمع البيض بهذا الشكل الهستيري، مبينا أن من يقدم على جمعه فقط من أجل التباهي، وغير صحيح من يروّج لفكرة أكله على المائدة، سيّما أنه كطعم بيض الدجاج ولا يختلف كثيرا، لافتاً إلى أن الشنار طائر حر لا يستطيع العيش في الأقفاص كالدجاج مثلا، وكثيراً ما يموت.