ليس كغيره من حفلات ومهرجانات تأبين الراحلين، فهو جزء بسيط من رد المعروف لرجل لم يبخل على فلسطين بماله وعلمه ووقته وجهده بل وبروحه أيضا، لرجل طالما وقف ندا عنيدا في وجه الاحتلال ولم تهن له قناة، عرفته فلسطين بميادينها وشوارعها، بمساجدها ومناراتها، جاب البلاد طولا وعرضا داعيا الله وداعما للمقاومة والتحرير. إنه حفل تأبين الشيخ العلامة "حامد البيتاوي" رئيس رابطة علماء فلسطين والنائب في المجلس التشريعي الفلسطيني.. هذا الحفل الذي شارك به المئات، التقوا جميعا على مسرح الأمير تركي في الحرم الجديد لجامعة النجاح الوطنية بنابلس. ولو إتسع المكان، لضم بين جنباته عشرات الآلاف من محبيه ومريديه.. لكن من حضر ناب عن إخوانه، كيف لا وقد تنوع المشاركون ما بين سياسيين رسميين وأكاديميين وعلماء ومشايخ وقضاة طلبة علم واقتصاديين وممثلين عن مختلف المؤسسات الوطنية والمجتمعية، وأساقفة مسيحيين وسامريين.. ليس هؤلاء فقط، فقد حضر وفد من كبار قيادات الحركة الإسلامية بشقيها في داخل الأراضي المحتلة عام 1948، إضافة لأصحاب الحفل زملاء الشيخ من نواب المجلس التشريعي، وعائلته ومحبيه وكوادر الحركة الإسلامية في فلسطين. التميز أمكن رؤيته منذ اللحظة الأولى، طابور من المستقبلين، من أقارب الشيخ وأبنائه إلى جانب أعضاء المجلس التشريعي، وفي نهايته تستلم كتابا خاصا عن حياته مرفقا باسطوانة تضم فيلما وثائقيا عنه. [title]فقرات الحفل[/title] في داخل القاعة المكتظة، جلس الحاضرون يستمعون لكل متحدث يروي قصته وحكايته مع الشيخ حامد، وبين ذلك فواصل إنسانية كان يقدمها بطريقته الخاصة عريف الحفل الدكتور ناصر الدين الشاعر وزير التربية والتعليم الفلسطيني السابق والمحاضر في كلية الشريعة في جامعة النجاح حاليا. الحفل بدء بالسلام الوطني الفلسطيني وقراءة الفاتحة على روح الفقيد، ثم بتلاوة عطرة من عدة مقاطع من كتاب الله بصوت الشيخ "ماهر الخراز" خشعت لها القلوب قبل الآذان. وسار الموكب، وتتالت الكلمات التأبينية التي على كثرة عددها، لم يمل الحضور من الاستماع إليها، فهي توثيق لدور الراحل في كافة الميادين، بدأت بكلمة لمحمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ألقاها نيابة عن رئيس السلطة محمود عباس، ثم كلمة رئيس الجامعة الدكتور رامي الحمد الله ألقاها نائبه نظرا لتواجده في قطاع غزة ضمن وفد لجنة الانتخابات المركزية. ثم ترجل الدكتور إبراهيم أبو سالم عضو المجلس التشريعي عن مدينة القدس، ليلقي كلمة رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني الدكتور عزيز الدويك نيابة عنه وهو الأسير في سجون الاحتلال. دويك دعا إلى تحقيق حلم الشيخ حامد بالوحدة ونبذ الخلافات، مستذكرا مواقفه الشجاعة على هذا الصعيد رغم كل العقبات التي اعترضت طريقه. المهندس الحاج عدلي يعيش رئيس بلدية نابلس تحدث عن مناقب الشيخ البيتاوي، وعلاقته الشخصية به حيث عملا معا في لجنة زكاة نابلس لأكثر من 3 عقود، وفي العديد من اللجان الخيرية والمجتمعية، كما رافقه في سجون الاحتلال مذكرا بوقوفه بحزم ضد إدارات السجون وأمام قضاة المحاكم الصهيونية. [title]كلمات لمشعل وهنية[/title] استراحة بسيطة بعيدة عن الكلمات، خصصت لعرض فيلم عن حياة الشيخ البيتاوي، وشهادات لمن عرفوه عن قرب وعايشوه في مختلف مراحل حياته، فظهرت زوجته ورفيقة دربه "أم حاتم"، ووالدته المسنة، ثم تحدث السياسيون والنواب ورجال الإصلاح ومعارفه عنه وعن مواقف في قطار حياته الدعوية والجهادية. ومن ضمن ذلك كلمة الأستاذ إسماعيل هنية رئيس الوزراء، والأستاذ خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".. ليختتم الفيلم بمقابلة للشيخ الراحل مع مراسل التلفزيون الصهيوني، حين يحمل مصحفا وأقسم عليه أن دولة الاحتلال إلى زوال، وتضج القاعة بالتكبير. وبصوته المتحشرج وهو يحاول أن يمنع دموعه، روى الشيخ كمال الخطيب وفي كلمة له نيابة عن الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني المحتل عن آخر أيام الشيخ حامد حين كان يزوره في مستشفى المقاصد الإسلامية في القدس.. وعرج إلى دوره في الصحوة الإسلامية داخل فلسطين المحتلة، وعشقه للمسجد الأقصى.. أما الشيخ نمر درويش وهو من أبرز قيادات الحركة الإسلامية في الداخل المحتل أيضا، فلم يبخل على الشيخ حامد بالأوصاف الحميدة، فهو بنظره صاحب الفضل الأولى في تجدد الوعي الإسلامي لدى فلسطيني الـ48. وفي كلمة لم تكن واردة في برنامج الحفل، ترجل المطران عطا الله حنا ليشيد بشخصية الشيخ الوحدوية وبحكمته وحنكته في التعامل مع الأمور وحل الخلافات لجعل المسلمين والمسيحيين يد واحدة في وجه الاحتلال. ومسك الختام، كانت مع كلمة وفاء من عائلة الشيخ ألقاها نجله "حاتم"، كشف فيها عن الأيام الأخيرة من حياة والده، حيث تلا وصيته كاملة، والتي يحض فيها على استمرار الجهاد والمقاومة حتى تحرير كامل فلسطين. ولأنها رفيقة درب المجاهد الكبير، كرم الحضور زوجة الشيخ البيتاوي "أم حاتم" عرفانا بدورها وصبرها ودعمها للشيخ في كافة مراحل حياته. بقي أن نقول، أن الشيخ أنعش بوفاته الذاكرة ونبش فيها، مذكرا بماض عريق وحاضر قوي ومستقبل مزهر لأبناء الدعوة الإسلامية ولرجالات الحركة الربانية، لذا فقد عاهدوه على الاستمرار في دربه حتى النصر والتمكين. [img=052012/re_1338360158.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360180.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360184.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360189.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360191.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360193.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360198.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360202.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360204.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360207.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360209.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360211.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360213.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img] [img=052012/re_1338360214.jpg]ضع تعليق الصورة هنا[/img]
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.