قد تبدو الفكرة غريبة، في أن تجعل العالم يسير معك في مركبتك، لكنها في غزة أصبحت واقعية بعد توفير أحد السائقين خدمة الانترنت المجاني لركابه على مدار الساعة.
الشاب "صهيب بن سعيد" 23 عاماً من سكان مخيم المغازي بالمحافظة الوسطى، أراد إثبات تميزه في مجال عمله بين السائقين في ظل الانتشار الكبير للمهنة في القطاع فبدأ بالفكرة.
"منذ ما يزيد عن 6 أشهر تقريباً وأنا أوفر هذه الخدمة للركاب التي فاجئت العديد منهم بغزة، خاصة وأن غزة لا يتوفر فيها خدمة الانترنت ما يعرف بـ"3G".بهده الكلمات بدأ الشاب صهيب حديثه لـ"فلسطين الآن".
وعن تفاصيل الخدمة، أوضح صهيب أنه قام بشراء شريحة "سيلكوم" ويقوم بتركيب حزمة الانترنت والتي تكلف سرعة 10 جيجا 70 شيقل شهرياً، ومن ثم تزويد الركاب برقم الباسوورد مجاناً لإتمام عملية تصفح الانترنت.
وأضاف: "بالنسبة لي فإني الخدمة تكلف مبلغ يتراوح من ( 100 – 140) شيقل شهريا وذلك على قدر حاجة الركاب ومدى استعمالهم".
جلب للركاب
وأكد الشاب صهيب، أنه وبعد هذه الفكرة زاد مصدر دخله اليومي من حيث ارتفاع طلب المواطنين على الركوب معه سواء عن طريق الطلبات الخاصة، أو بمجرد تواجده في المواقف العامة وخاصة طلاب الجامعات، وقد وصل الأمر بحسب ما ذكر صهيب اقتراح بعض الركاب عليه أن يقوم بالقدوم إليهم لترويحهم بعد انقضاء أعمالهم.
ولفت في حديثه لـ"فلسطين الآن" أنه سيستمر في تقديم خدمة الانترنت مجاناً كأول فكرة يقوم بها سائق في قطاع غزة، ولإثبات تميزه عن الآخرين في مجال عمله.
وأشار إلى أن الخدمة فاجئت العديد من الركاب الذين لم يصدقوا الأمر في البداية إلا بعد التجربة الفعلية.
استغلال للوقت وإنجاز للأعمال
عدد من الركاب عبروا عن رضاهم واستحسانهم للخدمة التي يقدمها الشاب الغزي صهيب بن سعيد، من حيث استغلال الأوقات بالشكل الأمثل في إنجاز الأعمال التي تحتاج إلى الانترنت.
الطالب الجامعي محمد سلطان قال في حديثه لـ"فلسطين الآن": "كثيراً ما أتواصل وأنا في السيارة مع أصدقائي عبر "الفيس بوك" بعد نهاية دوامي الجامعي وكنت دائماً ما أجد مشكلة في ذلك لكنه اليوم أصبح سهل للغاية في ظل توفير السائق صهيب للخدمة".
واعتبر سلطان أنها فكرة رائعة وفريدة بتكاليف قليلة في ظل أن مهنة السياقة أصبحت ملاذ كثير من الغزيين مما نتج منافسة بين السائقين لامتلاك السيارات الحديثة، ولأول مرة فكرة توفير الانترنت مجاناً داخل السيارة للركاب.
ويوافقه الرأي الشاب سلمان السويركي في حديثه لـ"فلسطين الآن" وقال: "السائق صهيب أصبح أشهر من النار على العلم، حيث أصبح الركاب ينتظرونه من أجل هذه الخدمة المجانية، ناهيك عن الطلبات الخصوصي التي أصبح لا يستطيع التجاوب معها بأجمعها نظراً للضغط الكبير في آن واحد".
وأشار السويركي وهو صديق أيضاً للسائق صهيب أن بعض الركاب طلبوا منه أن يعتمد أكثر من موقف للتحميل في كل يوم، وعدم الاكتفاء بمنطقة الجامعات وذلك من أجل التمتع بالخدمة.