آدم وإبليس، كلاهما من خلق الله عز وجل، وكلاهما مكلف، وهما وذريتهما سيحاسبون يوم القيامة فإما إلى جنة وإما إلى نار.
أمر الله عز وجل إبليس بأن يسجد لآدم، وأمر الله عز وجل آدم بأن لا يأكل من الشجرة.
كلاهما صدر لهما أمر من الله عز وجل، وكلاهما عصى أمر الله عز وجل.
لكن ما الفرق بين معصية آدم ومعصية إبليس؟
لا يوجد أي فرق بين معصيتيهما، فكلاهما صدر له أمر واضح وصريح لا يقبل التأويل، وكلاهما خالف الأمر بشكل واضح وصريح.
الفرق يكمن في اللحظة التي تلي المعصية؛ فآدم وحواء عليهما السلام انتبها مباشرة أنهما خالفا أمر ربهما، فـ«قَالا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْــــنَا لَنَكُونَـــنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ»، أمــــا إبليـــــس فـ«قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِــــينٍ».
الانتباه والتوبة والاعتراف بالوقوع في الخطأ والندم على ذلك، جعل هناك فرقا شاسعا بين معصية آدم الذي أصبح نبيا مقربا عند الله، ومعصية إبليس الذي أصبح بغروره وكبْره وعناده ملعونا مطرودا من رحمة الله.