ما إن تعلمي بحملكِ حتّى يبدأ التفاعل مع جنينكِ، إن من خلال فرك بطنكِ أو حتّى التكلم معه وإسماعه بعض الموسيقى... ولكن ماذا لو قلنا لكِ أنّ طفلكِ المنتظر قد يتجاوب أيضاً مع التحفيزات البصرية؟
هذا ما توصلت إليه دراسة حديثة أجريت على حوالي 40 جنيناً في الفصل الثالث من الحمل، بحيث تمّ انتقاء هذه المرحلة للتأكد من أن مختلف الحواس تطورت لدى كلّ جنين.
ولإتمام البحث، تمّ استخدام تقنية متطّورة من التصوير الصوتي الثلاثي الأبعاد لرصد تحركات الطفل، مع تسليط اضواء حمراء اللون نحو بطن الأم.
نتائج الدراسة التي أجريت في جامعة Lancaster University جاءت مفاجئة، إذ تبيّن أنّ الأجنة تفاعلوا بشكل كبير مع انعكاس الأضواء الحمراء التي كانت على شكل الوجه؛ إذ أداروا وجوههم نحو مصدر الضوء هذا بنسبة تفوق الـ4 أضعاف، مقارنة بالتفاعل مع الأضواء التي لا تشبه الوجوه، والتي قاموا بتجاهلها.
ولعلّ هذه الدراسة جاءت لتكمّل أبحاث أخرى سابقة أفادت بأنّ الأطفال المولودين حديثاً ينجذبون بشكل أكبر -رغم نظرهم المحدود- إلى الوجوه البشرية مقارنة بأي عناصر أخرى.
ماذا يعني ذلك؟
قد لا يستطيع الجنين رؤية تفاصيل دقيقة، ولكن ما توصلت إليه هذه الدراسة يرجّح أنّ طفلكِ المستقبلي قادر وهو لا زال في بطنكِ على التعرف على الوجوه، ليبدأ الترابط بينكما، أو -بينه وبين زوجكِ- في مرحلة أبكر بكثير مما ظننتِ!