18.34°القدس
19.08°رام الله
17.19°الخليل
24.3°غزة
18.34° القدس
رام الله19.08°
الخليل17.19°
غزة24.3°
السبت 05 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.39دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.82دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.39
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.82

لن نتنازل عن ذرة من ترابها الطهور

جمال الشواهين
جمال الشواهين
جمال الشواهين

ترامب ومعه كل زعماء دول حلف شمال الاطلسي لا يمكنهم جعل القدس عاصمة للكيان الاسرائيلي، حتى وان استمروا بقول ذلك أو نفذوه فعلا، والحقيقة السرمدية هي ان الاقصى وقبة الصخرة وكل المساجد في المدينة الى جانب الكنائس لن تكون بحال تحت سطوة يهودية، وقوة الاحتلال الان لا تعني امرا واقعا وانما حالة مؤقتة الى زوال.

ورغم وهن الحال العربي والاسلامي اليوم، فإن ترامب ومن لف لفه لا يملكون اكثر من التصريحات والاقوال في امر القدس، رغم ما يمكنهم فعله لتغيير خارطة المنطقة واعادة ترسيم حدودها.

أما القدس فغير قابلة من اي علبة هندسة سوى ان تكون عربية واسلامية وذات مقدسات محمية منذ ايام عمر بن الخطاب، وليس هناك لا مساطر ولا بيكارات ولا زوايا مثلثية او منقلة يمكنها اعادة رسم المدينة، وبدل صلاح الدين سيخرج ملايين مثله ضد اي مس بهويتها التاريخية، ثم لم تكن القدس يهودية يوما وليس فيها اثر يهودي واحد ومعلوم للجميع خرافة حائط المبكى كما ان كل الحفريات طوال عقود لم تصل لمجرد حجر من الهيكل المزعوم.

حتى ايام الرومان لم تكن القدس يهودية ولا ما يحزنون، وعلى ترامب ان يعلم ان بلاده المسيحية لا تطيق يهوديا، وانها بسبب اللوبي الصهيوني فيها ينحرف عن دينه، ولن تتم مسامحته يوما حتى وان ذهب للاعتراف عند اقرب كاهن من البيت الابيض.

اتصال ترامب أمس الأول مع الملك ليؤكد له نيته نقل السفارة الى القدس قوبل برفض وتحذيرات من مغبة الخطوة، وما يمكن ان تنتجه من فوضى وانقلابات ومخاطر على المصالح الامريكية، واتصال الملك مع عباس لوضعه في الصورة يحمل معاني المسؤولية الفلسطينية التي ينبغي لها ان تتقدم خارج المربع التي حصرت نفسها فيه واعلان ما ينبغي لتكون القدس عاصمة عربية فلسطينية حتى وإن كانت مساحتها هي الدولة الفلسطينية المنشودة، وربما لأول مرة بهذا القدر من الوضوح والقوة يبرز موقف اردني في مواجهة رغبات امريكية لطالما كانت اوامر بحكم العلاقات لكن ليس لما خص القدس والتنازل عنها، ومن الطبيعي ان يكون كل الشعب الى جانب هذا الموقف البطولي وسيجد الى جانبه كثراً سيأتون دعما من كل فج عميق.