21.35°القدس
21.05°رام الله
19.97°الخليل
24.94°غزة
21.35° القدس
رام الله21.05°
الخليل19.97°
غزة24.94°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

الأونروا وزيارة "بـنس" المشؤومة

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

استبق نائب الرئيس الامريكي مايك بنس زيارته الى المنطقة بتقليص الدعم المقدم للاونروا من 120 مليون دولار بداية هذا العام الى 60 مليون دولار، متسببا بتسريح 100 موظف من العاملين بالاونروا، في حين قال موقع «والا» الصهيوني أن عدد من تم تسريحهم في الاردن وحدها يبلغ 200 موظف.

زيارة بنس للمنطقة مشؤومة ولا تبشر بخير؛ إذ تشير بوضوح الى استهتار وازدراء الادارة الامريكية للشعب الفلسطيني وحقوقه، وزيارة نائب الرئيس الامريكي لن تقدم الا التهديد والوعيد لدول المنطقة في حال لم تسلم القدس الى الصهاينة؛ فبنس بات مبعوثا امريكيا لفرض املاءات واشنطن السياسية لا على الشعب الفلسطيني بل على دول المنطقة، مسلحا بملايين الدولارات والبنسات.

المفوض العام للاونروا «بيير كريتيبول» في بيان له، ناشد المجتمع الدولي بتقديم الدعم للاونروا بعد الاجراء الامريكي الاخير؛ اجراء هدد مستقبل نصف مليون طالب فلسطيني في 700 مدرسة، ومئات المرضى المنتفعين بالمراكز الصحية، كما هدد 30 ألف موظف.

كريتيبول نبه على حجم التدهور فيما تقدمه الفيدرالية الامريكية؛ فأمريكا قدمت العام الماضي 350 مليون دولار؛ ما يعني ضرورة تحرك المجتمع الدولي لتعويض النقص الناجم عن السياسات العدائية لأمريكا تجاه الشعب الفلسطيني؛ إذ يعد الرد الحقيقي على السياسات العدوانية لأمريكا.

من الواضح ان بنس لم يأت للمنطقة كمبعوث سلام إنما مبعوث للابتزاز واثارة الفوضى والتوتر؛ فهو يحمل في جعبته مجموعة من الاملاءات لدول المنطقة التي سيزورها، وعلى رأسها القبول بصفقة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، وتسليم القدس ومسجدها للمحتل الصهيوني، مستعينا بلغة الصفقات والعقارات التي يتقنها؛ فالمال مقابل القدس صيغة سخيفة ورخيصة، ولا تدع مجالا للشك حول طبيعة الادارة وسياساتها وتوجهاتها اليمينة المتطرفة.

الادارة الامريكية أفصحت بالاجراءات المتبعة وعلى رأسها نقل السفارة عن مستوى العداء والكراهية الذي تكنه للشعب الفلسطيني، معلنة رغبتها في تصفية قضيتهم لصالح الكيان الاستعماري اسرائيل؛ ما يجعل محاورتها وشرعنة تحركاتها الدبلوماسية مضيعة للوقت؛ فالادارة الامريكية تؤكد وفي كل مناسبة وكل محفل أنها لا تصلح كوسيط سلام او حتى قائد ومعزز للاستقرار في المنطقة.

الاستماع للادراة الامريكية لم يعد ذا جدوى كما يروج البعض، فقد قدم بنس ومن قبله الادارة الامريكية ادلة دامغة على انها لا تملك للمنطقة رؤية الا الرؤية اليمينية الانجيلية المتصهينة؛ ما يتطلب عملا حقيقيا لمواجهة الاجراءات اليمينية الامريكية المتطرفة لا الاستماع للرواية الانجيلية المهوسة التي قدمتها هيلي في الامم المتحدة، والتي قابلها العالم في اروقة الامم المتحدة بالامتعاض، والتصويت بالرفض المطلق؛ وهو الصوت الذي يجب الاستماع له والاستثمار فيه ليتحول الى فعل على الارض لمواجهة الابتزاز الامريكي.