24.68°القدس
24.3°رام الله
23.3°الخليل
25.42°غزة
24.68° القدس
رام الله24.3°
الخليل23.3°
غزة25.42°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

حق العودة في مواجهة المؤامرة الأمريكية الصهيونية

غسان مصطفى الشامي
غسان مصطفى الشامي
غسان مصطفى الشامي

يواجه حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وأرضهم التي هاجروا منها في نكبة عام 1948م؛ محاولات التصفية والاجتثاث ليبقى قرابة 7 ملايين لاجئ فلسطيني ضائعين في شتى بلدان العالم، وأرضهم وديارهم تستقبل شهريا آلالاف اليهود الصهاينة ليستوطنوا في الأرض المسروقة.

تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التي تمثل رمز حق العودة- المؤامرات الصهيوأمريكية بهدف إنهاء حق العودة وإغلاق هذه المؤسسة، وتصفية حقوق اللاجئين في العودة لديارهم وتعويضهم عن حقهم المسلوب.

إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين ( الأونروا ) تأسست في نوفمبر 1948 لتقديم الاغاثات والمساعدات للاجئين الفلسطينيين الذين طرده وشردهم الاحتلال الصهيوني وسرق أرضهم في نكبة 1948م - تواجه وبعد مرور قرابة 70 عاما على تأسيسها مخططات أمريكية صهيونية لإنهائها وتصفية حق العودة وتنفيذ المخططات الأمريكية للمنطقة العربية المتمثلة في صفقة والقرن إغلاق مقرات وكالة الغوث الدولية ومؤسساتها في مناطق عملها الخمس في غزة والضفة والأردن ولبنان وسوريا، وبالتالي يقدم الأمريكان خدمات جليلة للصهاينة بإنهاء مصدر القلق والإزعاج للصهاينة قضية اللاجئين وإغلاق ملف الجرائم الصهيونية بحق الأرض والإنسان الفلسطيني، لتصبح أرض فلسطين ملكا للصهاينة ويتحقق وعد بلفور ووعد ( ترامب) الذي أطلقه مع بداية هذا العام كهدية لليهود الصهاينة.

إن حق العودة تعرض للكثير من محاولات الإنهاء والتصفية، ومصادرنا الفلسطينية تسجل العشرات من مشاريع تصفية حق عودة اللاجئين تحت مسمى التسوية و التوطين وقد بدأت هذه المشاريع تظهر منذ الخمسينات من القرن الماضي، ففي الرابع عشر من تشرين الأول عام 1953م توصلت مباحثات بين الأمريكان و الحكومة المصرية –التي كانت تتولي الإشراف على القطاع، ووكالة غوث للاجئين الفلسطينيين، إلى اتفاق محدد تقدم مصر بموجبه 50 ألف فدان من أراضي شمال غرب سيناء لتنقل وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين وتوطنهم في تلك الأراضي، وفي العام 1971م تقدم رئيس الوزراء الصهيوني المجرم ( آرائيل شارون ) بنسخة معدلة من مشروع التوطين في سيناء القديم القاضي ، وفي مطلع الستينيات من القرن الماضي، جرت محادثات مطولة بين الأمريكيين والرئيس المصري جمال عبد الناصر حول القضية الفلسطينية، تزامن ذلك مع مجيء بعثة جونسون إلى المنطقة العربية وما سمي مشروع جونسون لتعمير شمال سيناء وتوطين الفلسطينيين فيه, وفي عام 1967م قدم الصهاينة مشروع (إيغال آلون ) تحدث عن إقامة دولة فلسطينية في سيناء، وفي اتفاقية (كامب ديفيد) عام 2000م وضعت الولايات المتحدة الأمريكية حلاً للاجئين الفلسطينيين يقوم على التوطين في عدد من الدول العربية والأجنبية، ودعت مبادرة السلام العربية عام 2002 إلى حل عادل للاجئين متفق عليه مع الكيان، و في عام 2002م طُرح مشروع نسيبة/أيالون يقضي بإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح في قطاع غزة والضفة الفلسطينية يترتب عليها إسقاط حق العودة إلا باستثناءات محدودة، و في عام 2004م قام (غيورا إيلاند) مدير مجلس الأمن القومي الصهيوني باقتراح خطة تسوية بين فلسطين ومصر تقتضي تنازل مصر عن أرض من أراضي سيناء المحاذية لقطاع غزة، على أن تكون مساحتها 600 كيلو متر، وذلك لتوطين اللاجئين، و تبنى مركز بيغن- السادات (جامعة بارإيلان) عام 2010م مقترحات ( غيورا أيلاند ) وقام بعرضها كمشروع تسوية جديد، ويشدد كاتب السطور على أن مراكز الدراسات الصهيونية والأمريكية لا تنفك عن تقديم مقترحات مشاريع للسياسيين الصهاينة لتصفية حق العودة وإنهاء قضية اللاجئين .

إن صفقة القرن التي يروج لها والتي ينص أحد بنودها على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على مناطق اتفاقية ( أوسلو) ( أ) و (ب) وأجزاء من مناطق ( ج) مع تعاون دولي وإقليمي وتواجد للقوات الصهيونية على الحدود وغيرها من بنود الصفقة تستهدف أساسا إنهاء حق العودة وقضية اللاجئين وتهويد القدس، حيث سيتم العمل على تنفيذها على مراحل خلال فترة الرئيس ( ترامب ) فيما سيتم التعامل مع اللاجئين حسب الرؤية (الإسرائيلية) من أجل إسقاط حقوق اللاجئين والتعامل معهم من خلال الدولة الجديدة ضمن مشروع صفقة القرن الجديدة.

اذا يواجه حق العودة مؤامرات أمريكية صهيونية كبيرة تستهدف إنهائه وإنهاء وكالة الغوث الدولية التي ترعى هذا الحق أمميا، لذا قامت الولايات المتحدة الأمريكية بوقف الميزانيات المخصصة لـــ ( الأونروا ) وتعمل على التحريض على وكالة الغوث، فيما يعمل الصهاينة على تضييق الخناق على البعثات الدولية ومنعها من الوصول إلى غزة والضفة المحتلة للاطلاع على حجم الجرائم ( الإسرائيلية ) بحق أبناء شعبنا الفلسطيني .

أمام المؤامرات العالمية على وكالة الغوث وتهديد حق العودة لابد من دولنا العربية والدول الأوربية الصديقة القيام بواجباتها تجاه أبناء شعبنا الفلسطيني وتجاه اللاجئين ودعم ومساندة مؤسسات وكالة الغوث الدولية من أجل أجمع للقيام بواجباتهم وتوفير المستلزمات والاحتياجات اللازمة للاجئين الفلسطينيين حتى تحرير أرضنا وعودة اللاجئين إلى ديارهم .