على قمة جبل صبيح في المنطقة الجنوبية لبلدة "بيتا" جنوب نابلس نمت مؤخرا خلايا استيطانية، قد تتوسع لتتحول بدعم حكومي إسرائيلي إلى مستوطنة، يستعصى استئصالها لاحقا.
فقد فوجئ المواطنون قبل أسبوع بوضع المستوطنين بيتا متنقلا "كرفان"، على قمة الجبل القريب من المنطقة الصناعية في البلدة، وعلى الطريق الرئيس القريب من "دوار زعترة"، الموصل لمناطق الأغوار وأريحا.
ومع مرور الأيام، تجرأ المستوطنون وأضافوا بيوتا أخرى، حتى وصل عددها إلى 10، وامتدت على مساحات إضافية من أراضي المواطنين هناك.
المنطقة المستهدفة تعود ملكيتها لقرى بيتاـ وقبلان، ويتما، وتم مدها بالكهرباء، وأطلق عليها اسم "ابيتار"، وهذا يعني أننا أمام مستوطنة جديدة، يقول رئيس بلدية بيتا فؤاد معالي لـ"فلسطين الآن"، مؤكدا أن الأهالي لن يقفوا صامتين تجاه هذه الجريمة.
وأكد معالي أن بلدية بيتا تتابع الموضوع بأهمية عالية، كون بلدة بيتا من البلدات الفلسطينية التي لم يستطع الاحتلال إقامة أية مستعمرات على أراضيها منذ بداية الاحتلال.
وأوضح أن البلدية تراسل كافة المؤسسات الحقوقية والإنسانية وترفع أوراقا تثبت ملكية أصحاب الأراضي، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات شعبية للتصدي لمخططات الاحتلال ومستوطنيه.
خطوات متلاحقة
خوف معالي ينبع من أن هذه البؤرة وضعت بعد أيام قليلة فقط من قرارات اتخذتها الحكومة اليمينية في إسرائيل بشرعنة بؤرة "حفاد جلعاد"، التي يسكنها المستوطن الذي لقي حتفه في العملية التي نفذها الشهيدان أحمد نصر، وأحمد إسماعيل جرار، وكذلك عمليات التجريف والتوسعة في مستوطنتي "براخا"، و"يتسهار"، القريبتين من البؤرة الجديدة.
ويتابع "وجود هذه البؤرة سيلحق أضرار فادحة بنا، فإضافة لسرقة الأرض، فهي قريبة جدا من المنطقة الصناعية التي تضم شركات ومصانع عدة تشغل عشرات الأيدي العاملة.
وهذا يعني أن الاحتلال سيضع نقاطا عسكرية وأبراج مراقبة وسيصادر المزيد من المساحات لتوفير منطقة أمنية .. وهذا يعني ضربة مؤلمة لتوسع المنطقة الصناعية".
وينفي معالي قطعيا أن يكون أي فلسطيني من أي قرية أو بلدة قريبة قد باع مترا واحدا للمستوطنين، وبلهجة غاضبة قال "هذه حجة يحاول الاحتلال تسويقها أن الفلسطيني باع أرضه، وأنهم يقيمون المستوطنات فوق أراض تم شرائها من أصحابها.. بيتا لم تبع سنتيمترا واحدا، وسنثبت ذلك في المحاكم".
معركة قضائية
وكانت بلدية قبلان قد عممت على المواطنين المتضررين من البؤرة بضرورة استخراج قيد من دائرة الاملاك الفلسطينية.
وعن ذلك يقول الناشط في مواجهة الاستيطان مراد اشتيوي إن فعاليات ستنطلق مناهضة لإنشاء هذه البؤرة على الجانبين القانوني والشعبي.
ويضيف "هناك اخراج قيد يثبت ملكيتها للفلسطينيين، وهذا سيعزز موقفنا أمام المحاكم الإسرائيلية التي نلجأ لها مضطرين".
ومن المتوقع بحسب اشتيوي تنظيم فعالية زراعة أشجار في الجبل المستهدف سيشارك بها المئات من المواطنين والمسئولين والمتضامنين الأجانب.
ويرى اشتيوي أن قطعان المستوطنين يواصلون تحت رعاية جيش الاحتلال أعمال الامتداد والتوسع، عبر مصادرة وتجريف الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة وإقامة البؤر الاستيطانية الجديدة عليها، وأحدثها ما قاموا به في بلدة بيتا جنوب نابلس.