غادرت عشرات من آليات نقل الجنود صباح الاربعاء10/8 مدينة حماة (وسط سوريا) بعد عملية واسعة أسفرت عن سقوط أكثر من مئة قتيل بعد تظاهرات حاشدة في تموز/يوليو ضد نظام الرئيس بشار الأسد الذي ما زال على موقفه على الرغم من الضغوط الدولية. وفي الوقت نفسه، التقى وزير الخارجية السوري وليد المعلم وفداً يضم مبعوثين من جنوب أفريقيا والبرازيل والهند، الدول التي تشغل مقاعد غير دائمة في مجلس الامن الدولي وأكد لهم تصميم بلاده على إجراء حوار وطني والقيام بإصلاحات. وكانت الحكومة البرازيلية أعلنت الثلاثاء عن زيارة هذه البعثة لنقل رسالة بوجوب وقف القمع الدامي الذي يشنه ضد المتظاهرين والحوار مع المعارضة. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية البرازيلية لوكالة فرانس برس:" إن الوفد سيجري "حواراً صريحاً وحازما". وأضاف "ليس مقبولاً استخدام العنف المفرط ضد متظاهرين عزل"، مؤكداً "نريد أيضا حض الرئيس (بشار الأسد) على مواصلة الحوار الذي وعد به". وقالت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) إن المعلم :"شرح للوفد الأوضاع التي شهدتها بعض المدن السورية نتيجة قيام مجموعات مسلحة بالقتل والتخريب". وقالت صحافية من وكالة فرانس برس شاركت في زيارة لحماة نظمتها السلطات السورية لحوالى ستين صحافيا،:" إن حوالى أربعين آلية ترفع كل منها العلم السوري وتقل جنوداً كانت تغادر قبيل ظهر اليوم المدينة". وردد بعض الجنود الذين كانوا يرفعون إشارة النصر "بالروح بالدم نفديك يا بشار" و"الله سوريا بشار وبس". وفي أنقرة، قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان:" إن السفير التركي في سوريا زار الأربعاء مدينة حماة (وسط) حيث شاهد بدء انسحاب الجيش السوري منها". وقال أردوغان خلال اجتماع لكوادر حزبه في انقرة :"زار سفيرنا حماة ورأى أن الدبابات وقوات الأمن بدأت تنسحب من حماة". وأقام أردوغان رابطاً بين انسحاب القوات وزيارة وزير الخارجية التركي أمس لدمشق. وأضاف "إنه بالطبع أمر مهم جداً بالنسبة إلى النتائج الايجابية للمبادرة (التركية)". من جهة اخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط قتيلة في مدينة "سرمين" في محافظة "ادلب" شمال غرب سوريا حيث بدأت القوات السورية صباح الاربعاء عملية عسكرية. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن :"إن سيدة استشهدت وجرح ثلاثة آخرون في مدينة "سرمين" التي بدأت القوات السورية فيها صباح اليوم الأربعاء عمليةً عسكريةً وامنيةً واسعةً في مدينة "سرمين" وهي تستخدم الرشاشات الثقيلة". وتحدث عن "إصابة عشرة أشخاص بجروح، أربعة منهم حالتهم حرجة". وأشار إلى "اقتحام قوات هائلة من الجيش مدينة زملكا وعربين وحمورية في ريف دمشق (...) وقيام قوات الأمن بمصادرة جميع الدراجات النارية والبدء بحملة اعتقال كبيرة". وقال نقلاً عن ناشطين :"إن أصوات الرصاص مسموعة حتى المدن المحيطة وهناك قطع كامل للاتصالات عن المدن والبدء بحملة مداهمات للبيوت واعتقالات منذ الخامسة صباحا (3,00 تغ)". من جهة أخرى، أكد المرصد لوكالة فرانس برس" إن مدينة دير الزور أصبحت تحت سيطرة دبابات الجيش السوري". وأضاف:" إن الدبابات والمدرعات العسكرية وسيارات الأمن سيطرت على أحياء دير الزور". وتحدث عن "استمرار القصف بالرشاشات الثقيلة في حيي الموظفين والمطار واحراق بعض المنازل والدراجات النارية من اجل ترهيب الناس". كما أشار إلى "انتشار للقناصة على أسطح المباني المرتفعة وكل من يشاهد في الشارع يطلق الرصاص تجاهه". وأكد المرصد السوري إن "الأجهزة الأمنية تنفذ منذ صباح اليوم (الاربعاء) حملة مداهمات واسعة واعتقالات في معظم أحياء المدينة"، مشيراً إلى "اعتقال نحو ستين شخصاً حتى الآن". وأكد ناشط في المدينة إن "هناك قوائم لمطلوبين تشمل نشطاء الحراك الشعبي". وقال الرئيس السوري بشار الأسد الثلاثاء خلال لقاء مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو:"إنه لن يتهاون في ملاحقة "المجموعات الإرهابية"، حسبما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا)". من جهته، صرح داود اوغلو بعد عودته إلى أنقرة "إنه ناقش مع الرئيس السوري بشار الأسد خلال لقاء مطول في دمشق سبل وقف اراقة الدماء في سوريا وتطبيق الإصلاحات الديموقراطية". وتتهم السلطات السورية "مجموعات إرهابية مسلحة" بترهيب السكان والوقوف وراء أعمال العنف والاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ منتصف اذار/مارس. وقد دانت الجزائر الأربعاء 10/8 العنف في سوريا، ودعت الى التحلي بالحكمة وإلى حوار وطني شامل. وتواصلت الضغوط على سوريا لوقف قمع الحركة الإحتجاجية. فبعد إعلان الخارجية الاميركية أن واشنطن تجري مفاوضات مع شركائها من اجل "تشديد" العقوبات المفروضة على نظام الأسد، قالت الخارجية الفرنسية:" إنه لا يمكن لهذا النظام "الاستمرار في تجاهل رسالة مجلس الأمن الدولي" الذي دان الاسبوع الماضي قمع المتظاهرين". وفي الكويت، تظاهر أكثر من ألفي كويتي مساء الثلاثاء أمام سفارة سوريا في الكويت مطالبين بطرد السفير السوري و"تجميد" العلاقات مع دمشق. ومنذ بداية حركة الاحتجاج في سوريا في 15 اذار/مارس قتل حوالى ألفي شخص واعتقل اكثر من 12 ألفاً بحسب منظمات حقوقية.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.